أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - محمد اسليم
رغم الإنخفاض النسبي الذي عرفته حالات الطلاق بالمغرب مع دخول مدونة الأسرة الجديدة حيز العمل، إذ انتقل عدد حالات الطلاق وطنيا من 26.914 حالة طلاق في 2004 إلى 20.372 في 2020، قبل أن تعاود الارتفاع من جديد في 2021، ليبلغ إجمالي عدد حالات الطلاق 26.957 حالة، علما أن الطلاق التوافقي بات يشكل نسبة مهمة جدا من حالات الطلاق بالمغرب مع مرور السنوات، لينتقل من 1.860 حالة فقط في 2004 إلى مايقارب 21 ألف حالة في 2021. علما أن معطيات رسمية حديثة تتحدث عن ارتفاع مهول في 2022 بمعدل يصل إلى أكثر من 800 حالة طلاق في اليوم الواحد وأكثر من 300 الف حالة خلال السنة.
أرقام مرعبة حقا تبين الانتشار المتنامي لأبغض الحلال بين المغاربة وتضاعف حالاته نحو ثلاث مرات بين عامي 2019 و2022 فقط، وهو ما عزاه تقرير منشور في مجلة "إيكونوميست" البريطانية، وفي عدد من البلدان من قبيل المغرب ومصر والجزائر والأردن، إلى "تسهيل إجراءات حصول المرأة على الطلاق"، وأيضاً "تراجع تأثير الشخصيات الدينية وأفراد الأسرة في قرار الانفصال"، علاوة على "مشاركة النساء في سوق العمل، الأمر الذي يمنح الاستقلال المالي لملايين النساء".
وبخصوص ارتفاع نسبة الطلاق الاتفاقي مقارنة بأنواع الطلاق الأخرى، فيشير مختصون إلى أسباب عدة، من بينها تنامي الوعي لدى الأزواج بأهمية إنهاء العلاقة الزوجية بشكل ودي، وحل النزاعات الأسرية بالحوار للتوصل إلى اتفاق، والمرونة والسهولة اللتين يتسم بهما هذا النوع من الطلاق الناتج عن اتفاق الزوجين.
مختص في علم الإجتماع علق على الموضوع في تصريح صحفي بالقول أن "المرأة صارت تطالب بحقوق أكثر من ذي قبل، وصار الزواج عندها مبنياً على مفهوم التعاقد وتقاسم الأدوار"، مشيراً إلى أن هذه الحرية التي حظيت بها المرأة أكثر فأكثر في المجتمع المغربي يدعمها قانون الأسرة وخصوصاً بعد تعديله، إذ سهل الحصول على الطلاق الاتفاقي، وكان المشرع يروم من وراء ذلك إزاحة الضيم عن المرأة في المجتمع.
قبل أن يضيف "بعد تعديل قانون الأسرة صار الطلاق الاتفاقي مخرجاً لإنهاء العلاقة الزوجية، بدليل أن أكثر من يطلب هذا النوع من الطلاق هم النساء، وخصوصاً عندما لا يجدن في الزوج السلوكيات التي كن ينتظرنها"، مشيرا إلى ملمح آخر يفسر ارتفاع حالات الطلاق، وهو أن المرأة في السابق لم تكن تجاهر أو تهتم كثيراً بمتعتها الجنسية، لكنها اليوم مع هذا الانفجار الإلكتروني لم تعد تنتظر الزوج الذي سيلبي لها رغباتها، بل أضحت تبحث بنفسها عن الفحولة، لتكثر بذلك العلاقات خارج إطار الزواج...