أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
قال "مصطفى تيليوا"، رئيس مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث، إن "مناطق الواحات، خلال كل صيف، تعرف اندلاع حرائق تأتي على مئات الهكتارات، مشيرا إلى أنها "تسبب أضرارا اقتصادية لسكانها وللنشاط الفلاحي بالمنطقة".
ولفت تيليلوا، وفق تصريح له خص به موقع "أخبارنا"، أنه "تُبذل مجهودات عدة من أجل التغلب على هذه الظاهرة التي أرقت ساكنة هده المناطق"، مقرا أن "جميع المتدخلين يرون أنه حان الوقت لتبني استراتيجية متكاملة تنسجم مع الواقع المحلي، وتنبني على منظومة حماية ذاتية ضد الحرائق".
وزاد رئيس مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث أن هذا الوضع "يستوجب دق ناقوس الخطر، لكون حرائق الواحات تؤدي إلى استفحال ظاهرة الهجرة القروية، فضلا عن تعميق الاختلالات الهيكلية التي تعيشها في الأصل المجالات الواحية".
"تيليوا" أوضح أنه، إضافة إلى المشاكل الاقتصادية والبيئية؛ هناك كذلك "مشاكل سوسيواقتصادية معقدة تنتقل إلى مختلف الأقطاب الحضرية الكبرى على امتداد جغرافية المملكة"، مستحضرا في السياق ذاته أن "الجهات المختصة تقوم بتنزيل خطة عمل محكمة وضعت بتنسيق مع المصالح المعنية".
"يظل العنوان الأبرز لهذه التدخلات هو الحماية الذاتية والاستباقية ضد جميع الحرائق المحتملة؛ إذ تم إصدار عدة قرارات عاملية تقضي بمنع حرق بقايا النخيل والأعشاب داخل الواحات، كخطوة تهدف إلى تفادي أهم سبب للحرائق بالمنطقة"، يشرح المصدر عينه.
وزاد رئيس مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث: "لقد تم وضع برنامج عمل للسنوات المقبلة، قصد الرفع من النجاعة في التدخل لحماية الواحات من الحرائق بهذه المجالات، والمساهمة في التوعية والتحسيس من مخاطر ومسببات هذه الظاهرة".
ويهدف هذا البرنامج، حسب تيليوا، إلى "المساعدة في تهيئة الواحات، عبر تنقية الأعشاش وتثمين مخلفات النخيل، وتقوية قدرات التنظيمات المحلية بتوفير معدات وآليات التدخل السريع لمحاربة الحرائق، وكذا تسهيل عمليات الولوج والتدخل داخل الواحات".
وزاد المصدر المذكور أن "الجهات الشريكة (ولاية جهة درعة تافيلالت، والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان) المعنية بتطبيق هذا البرنامج، برمجت عدة عمليات تشمل، على الخصوص، توفير آليات ومعدات خاصة للتدخل السريع لحماية الواحات من الحرائق، وإقامة لوحات تحسيسية، ووضع آلات لفرم جريد ومخلفات النخيل المستخلصة من تنقية الأعشاش رهن إشارة التعاونيات الخدماتية الشبابية".
"كما تشمل تجهيز الواحات بنقط الماء لإطفاء الحريق، وتهيئة ممرات ومسالك داخل الواحات على طول 5 كلم، وتجهيز الإنارة باللوحات الشمسية بالمسالك الواحاتية، وتنقية أعشاش النخيل على مساحة 100 هكتار، وتوزيع 2000 فسيلة من أشجار النخيل، وبناء وتهيئة شبكة الري وبناء المنشآت الفنية، والتكوين والتحسيس مع وضع اللوحات التحسيسية"، يواصل تيليوا شرحه.
كما جرى، وفق رئيس مركز طارق بن زياد للدراسات والأبحاث في ختام تصريحه، "حصر وجرد شبكة السواقي الرئيسية والثانوية والفرعية، والفوهات المائية، وكذا الحاجيات الأولية من الفوهات المائية، وتهيئة ممرات ومسالك داخل الواحات.
تجدر الإشارة إلى أن "حركة مغرب البيئة 2050" تتابع "ما تتعرض له واحات الجنوب والجنوب الشرقي من مخاطر وتهديدات مستمرة، ما دفع بمواطنين من خبراء ومنظمات المجتمع المدني وإعلاميين إلى دق ناقوس الخطر، والتنبيه بضرورة معالجة الإشكالات البيئية، والتدخل العاجل لإنقاذ المقدرات الواحاتية ومكوناتها الإحيائية قبل فوات الأوان"