أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
استقبل المستشفى الإقليمي لبني ملال، مؤخرا، حالتين مستعجلتين تخصان شابين/أخوين في مقتبل العمر قادمين من مدينة خنيفرة، بعدما تعرضا لحادث مروع كاد أن يودي بحياتهما لولا الألطاف الإلهية وحنكة الطاقم الطبي والتمريضي الساهر على علاجهما.
وفي التفاصيل؛ أفاد نجيب جعفر، اختصاصي في جراحة الدماغ والعمود الفقري في المستشفى الجهوي لمدينة بني ملال، أن الحالة الأولى سقطت في البئر وهو يزاول عمله في مدينة خنيفرة على علو 7 أمتار، ليصاب على مستوى الرأس ويفقد الوعي.
وأمام هذا الوضع، يشرح جعفر، "هرول أخوه لمساعدته. وعند محاولته الخروج بأخيه من البئر؛ شاءت الأقدار أن يسقطا معا للمرة الثانية على التوالي، ليصاب الأخ الثاني بكسر على مستوى العمود الفقري ويفقد الحركة على مستوى الرجلين".
وزاد الطبيب ذاته أن "الفريق الطبي والتمريضي أسرع لإجراء العملية الأكثر استعجالا وهي عملية على مستوى الرأس، واصفا العملية بالخطيرة وقد ينتج عنها نزيف حاد، نظرا إلى أنها تتعلق بكسر على مستوى الرأس كان قريبا من وعاء دموي كبير ما يسمى le sinus longitudinal supérieur ".
وللأسف، يردف جعفر، "كانت تخميناتنا في محلها. فبمجرد ما قمنا بتعديل الكسر la réduction de l’embarrure ، كان هناك نزيف حاد une hémorragie foudroyante . بكل صدق لم أر مثل هذا النزيف منذ سنوات".
وعليه؛ "بدأتُ، وبمساعدة الممرض المساعد صديقي الزعراوي بإزالة الكسور بسرعة حتى أتمكن من إيقاف النزيف، في حين قام الطبيب الاختصاصي في الإنعاش والممرض المساعد بمساعدتي ومساعدة المريض على أكمل وجه، عبر مد المريض بما يحتاجه من الدم والبلازما"، يستطرد الطبيب المذكور.
ولحسن الحظ وبمساعدة الخالق، يشير جعفر، "تمكنا من إيقاف النزيف. وتم نقل المريض في ساعة متأخرة من الليل تحت أنظار والدته ووالده إلى قاعة الإنعاش. كانت فقط المرحلة الأولى أو الحلقة الأولى من مسلسل رعب حل كصاعقة على أفراد الأسرة؛ أسرة ظلت مؤمنة بأقدار الله، ورغم الحزن الشديد لم تقل إلا ما يرضي الله".
"إن الأخ ورغم مصيبته وحالته التي يرثى لها، فلم يكن يفكر في حاله، وإنما ظل يترقب وينتظر لسماع مستجدات بخصوص شقيقه"، يواصل الطبيب قبل أن يشدد على أنه "كان مصابا بشلل على مستوى الأرجل بسبب كسر على مستوى العمود الفقري fracture de la charnière dorso-lombaire avec recul du mur postérieur".
"وبعد ذلك، شرعنا في العملية، وقمنا بتثبيت الكسر ostéosynthèse par montage long de 8 vis + laminectomie "، يضيف جعفر قبل أن يورد أن "العملية مرت في ظروف جيدة. وفي اليوم الثاني بعد العملية، بدأ باسترجاع الحركة على مستوى ساقيه".
وبخصوص الحالة الأخرى، "فقد استفاقت في اليوم الموالي تدريجيا من الغيبوبة، وكان خبرا رائعا ومفرحا لي ولكل الطاقم الطبي والتمريضي كما هو الشأن لوالديه ولأخيه وللعائلة بأكملها"، يقول المصدر ذاته.
وزاد جعفر: "توجهت بسرعة لرؤية أخيه، فوجدت والدته في انتظاري بجانب ابنها، فسألاني سويا عن حالة الابن، وبابتسامة ترسم محياي، أخبرتهما أنه وبحمد الله استفاق من الغيبوبة".
"كانت لحظة مليئة بالمشاعر وانهمرت الدموع فرحا من أعين الأم وابنها، وحاولت الأم تقبيل يديّ تعبيرا عن امتنانها. لم أعد أستطيع المقاومة، فأنا مجرد إنسان رغم وظيفتي، انهمرت دموعي رغم المقاومة، فخرجت مسرعا من الغرفة حتى لا يروا دموعي، واختبأت في قاعة التمريض لمدة"، يحكي الطبيب الاختصاصي.
وتابع أنه "بعد نقل المريض من الإنعاش إلى مصلحة جراحة الدماغ والعمود الفقري؛ كان يعاني من شلل نصفي على الجهة اليمنى، وكان لا يستطيع النطق hémiplégie droite + aphasie ، وبقدرة قادر وبعد بضعة أيام بدأ يسترجع الحركة والنطق. كما بدأ الأخ في استرجاع عافيته وحركيته".
ولم يفوت جعفر الفرصة دون أن يشكر طبيب الإنعاش والتخدير الدكتور اليحياوي عبد الغفور، والممرض المساعد الزعراوي محمد، والممرض المساعد رشيد البوزيدي، وممرض التخدير نورالدين عبي،
بالإضافة إلى جنود الخفاء: الأطباء وممرضو وممرضات قسم الإنعاش وقسم جراحة الدماغ والاعصاب والعمود الفقري، دون نسيان شكر إدارة المستشفى على مجهوداتها رغم كل الظروف.
Sm
كاينين ولاد الناس
اجرك عند الله كثر من امثالك انت بحق طبيب بما تحمل الكلمة من معنى نصركم الله وسدد خطاكم