أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية- عبد المومن حاج علي
حازت القضيّة الفلسطينية لعقود اهتمام المغاربة وتعاطُفهم، حيث كانَ الآلاف يخرجون في مسيرات للتضامن مع الفلسطينيين ضدّ العدوان الإسرائيلي، كما أنّ هذه القضية كانتْ ولا تزال تحظى باهتمام كبير للإعلام المغربي. غير أنه وبعد تطبيع المملكة لعلاقاتها مع إسرائيل أواخر سنة 2020، وما صاحب ذلك من اعتراف إسرائيلي بمغربية الصحراء، دفع العديد من المغاربة للتعبير عن مواقف مغايرة بخصوص القضية الفلسطينية مما جعلها ثاني الأولويات بعد القضية الوطنية الأولى.
وانقسم المغاربة بين متعاطف ومستنكر للعملية الأخيرة التي أطلقتها حماس ضد إسرائيل والتي أطلقت عليها إسم "طوفان الأقصى"، فبينما يرى العديد من المغاربة أن الصراع في أصله "عربي-إسرائيلي" وبالتالي فجميع الدول العربية والإسلامية معنية به، يذهب الكثيرون إلى اعتباره شأنا فلسطينيا داخليا، خاصة وأن فلسطين لم تعبر لحد الساعة عن أي موقف إيجابي بخصوص "الصحراء المغربية"
وفي نفس السياق، برزت على مواقع التواصل الإجتماعي مواقف متناقضة بخصوص عملية "طوفان الأقصى" حيث قال الدكتور والكاتب المغربي يحي اليحياوي، عبر حسابه على فيسبوك : "لا يطلب الفلسطينيون أكثر من بقعة أرض يعيشون فوقها كباقي خلق الله، ومع ذلك فلا أحد يسمعهم، فما بالك أن ينصفهم. حتى حدود ال 67 التي ارتضتها اتفاقات أوسلو، استنكف العالم برمته لمنحها إياهم، فتكدسوا بالمخيمات في غزة والضفة، وحرموا من أبسط حقوقهم، وضمنها الصلاة في المسجد الأقصى. من الطبيعي أن يترتب على ذلك، احتقان وتراكم للاحتقان، ثم تفكير في رد الفعل يوازي قوة المحتل أو يتجاوزها، ما يجرى اليوم على تخوم غزة، كان نتاج هذا المسلسل الذي طال حتى تميع وتقيح، بودي أن أبدي رأيا فيما جرى منذ فجر هذا اليوم، لكنني استنكفت. أعرف جيدا سردية الفايسبوك وبأية جهة سيصطف."
وأضاف اليحياوي : " إسرائيل تعلن حالة الحرب، في أعقاب "طوفان الأقصى"، تتناسى أنها حرب معلنة منذ العام 1917 وإلى اليوم، مرورا ب ال 48 و ال 67، ثم تطلب من سكان غزة مغادرة القطاع، مغادرته إلى أين؟ وهم فوق أرضهم وبداخل قراهم! يبدو أنه قد بات لكلمة "مغادرة" وقع خاص، لا سيما وقد اقترب العقد الثامن." قبل أن يطرح السؤال "هل تعرفون معنى العقد الثامن؟"
وعلق أحد المتتبعين : "لا نخجل من إعلان اصطفافنا مع الأحرار، وحدهم الذين يصطفون وراء الإمعات التي تُؤتمر بأوامر الاستعمار من يخطؤون الحساب. عندما يتعلق الأمر بكيان عنصري استيطاني قام على أساس إجهاض أي مشروع نهضوي بالمنطقة، لا يمكن للأحرار إلا أن يعرفوا بوضوح موقعهم. أما ضفادع التطبيع فهي تنعق بما يرضي أسيادهم." مشير أن "المشكل يتجاوز صراعا على سردية خرافية في مواجهة سردية أصحاب الأرض. المشكل تاريخي، يتعلق برؤية استعمارية منذ الحروب الصليبية وحتى نابليون، حيث اتضح للمجتمعات الغربية ضرورة دق إسفين يمنع أي نهوض للمنطقة."
ومن جهة أخرى، تداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عبارة "تازة قبل غزة"، حيث عمد بعضهم لنشر بعض الصور و"الفيديوهات" التي توثق للقاءات مسؤولين فلسطينيين مع مسؤولي ما يسمى ب "البوليساريو"، معلقين بأن دعم المغاربة اللامشروط لفلسطين طوال عقود، لم يشفع لهم بأن تتخذ الأخيرة موقفا داعما للمملكة بخصوص "قضية الصحراء"، عكس إسرائيل التي أعلنت اعترافها بمغربية الصحراء وعزمها افتتاح قنصلية لها بمدينة الداخلة خلال شهر يوليوز الماضي.
وارتباطا بالسياق ذاته قال أحد النشطاء المغاربة : " كل الدول تعمل على جلب وصون مصالحها، فكما تتحاشى السلطة الفلسطينية وحركة حماس الإعتراف بمغربية الصحراء حفاظا على مصالحها مع الدول المعادية للمملكة وأولهم الجزائر، يجب علينا نحن أيضا أن نعمل على صون مصالحنا. إسرائيل تعترف بصحرائنا، وعرضت مساعدتها لنا عقب الزلزال، وصارت تربطنا بها عدة اتفاقيات في مجالات مختلفة، وبالتالي لا يسعنا إلا أن نعلن تضامننا معها بعد الأعمال العدائية التي استهدفت في شق كبير منها المدنيين."
ومن جانبها تفاعلت إحدى الصفحات المهتمة بشؤون اليهود المغاربة مع الأحداث الجارية عبر منشور جاء فيه : "حماس الإرهابية لا تعترف بمغربية الصحراء، والسلطة في "رام الله" ترفض تمثيلية لها في الداخلة أو العيون، في حين أن سفراءها في بعض الدول العربية لايتهاونون في التطاول على المغرب والمغاربة."
وحاز المنشور المذكور اهتمام العشرات من المغاربة، الذي عبرو عن تعاطفهم مع إسرائيل حيث صبت كل التعاليق نحو اعتبار الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، أمرا لا يعنيهم بقدر ما تعنيهم "قضية الصحراء المغربية"، حيث علق أحدهم "كل شيء واضح، الزلزال الأخير أبان عن من لديه نوايا حسنة اتجاه المغرب، ومن يستغل فقط التعاطف الديني الذي أُستغلت عبره مناطق شمال إفريقيا لسنوات."
وقال آخر : "المغرب أولا وقبل كل شيء، نحن لا تهمنا مسألة فلسطين، لنا مشاكلنا ولهم مشاكلهم، وتازة قبل غزة."
وفي توجه مغاير عبر الدكتور عمر الشرقاوي عبر حسابه على "فيسبوك" عن التفافه وراء الموقف الرسمي المتزن والواقعي للمملكة حيث قال: "فيما يجري من تصعيد في فلسطين بحسابات وأجندات غامضة، لا يمكن سوى أن ألتف وراء الموقف الرسمي لبلدي دون أن أصادر حق الآخرين في اتخاذ الموقف الذي يرونه. إلى حدود اليوم أرى أن دينامية الديبلوماسية المغربية متزنة وواقعية وتبحث عن الحل لا أن تتاجر في الأرواح، حيث أصدرت وزارة الخارجية بتعليمات ملكية بلاغين، الأول يتضمن دعوة لوقف الاعتداء على المدنيين من أي جهة كانت وإيقاف التصعيد العسكري الذي لن ينتصر فيه أحد، و الثاني دعوة الى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية لاتخاذ الموقف العربي مما يجري على الأرض."
سعيدة
شيء من الجدية
كنت مناصرة للفلسطينيين لكن بعد ان شاهدت لقاء بعض زعمائهم و سفرائهم يلتقون مع اعضاء من انفصاليي البوليزاريو انقلبت و اصبحت اتضامن مع اسرائيل و ادركت ان قادة العرب اغلبهم لا يمتلكون تلك النظرة الاستشرافية