أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
يتجدد الجدل خلال كل سنة مع اقتراب حلول عيد الفطر حول جواز إخراج زكاة الفطر نقداً عوض اخراجها كيلا من غالب قوت البلد، حيث يفتي البعض بإمكانية ذلك بينما يقر آخرون بأنه لا يجوز إخراجها نقدا وإنما طعاما، وهو ما يفتح الباب أمام سجال متجدد رغم تأكيد المجلس العلمي الأعلى بأنه يمكن إخراجها مالا حددت قيمته في 20 درهما.
ويستند المؤيدون لرأي المجلس العلمي الأعلى إلى أن المقصد الشرعي من الزكاة هو إغناء المحتاج عن السؤال في أيام العيد، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: أغنوهم، والإغناء يتحقق بالقيمة، كما يتحقق بالطعام، مؤكدين بأن المقصود هو إغناء الفقراء والمال أنفع لبعضهم من الطعام فيعتبر في ذلك حال الفقير في كل بلد، وربما يلجأ بعض من الفقراء لبيع الطعام في يومه أو غده بأقل من ثمنه، فلا هو الذي انتفع بالطعام ولا هو الذي أخذ قيمة هذا الصاع بثمن المثل.
ويذهب القائلون بعدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدا، إلى أن وجود المستحقين للزكاة كانو موجودين في عهد الرسول والصحابة كذلك، والشأن نفسه بالنسبة للمال، غير أنه لم يثبت على الرسول ﷺ أو الصحابة أن أخرجوا الزكاة لمستحقيها بالمال، كما أنهم يستشهدون بحديث للرسول ﷺ رواه البخاري عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: "فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ".
ويوصي أصحاب الرأي المذكور باجتناب دائرة الشبهات واتباع سنة الرسول ﷺ وإخراج الزكاة بالطعام، مع فسح المجال لمن يملك القدرة على إخراج زكاة الفطر بالطعام وإضافة صدقة بالمال باعتباره أمرا محببا، مؤكدين بأنهم يقتدون بأبرز الشيوخ المغاربة على رأسهم الشيخ سعيد الكملي الذي شدد على أنه يجب إخراج زكاة الفطر بالطعام.
وتخرج زكاة الفطر للفقراء والمساكين وكذلك باقي الأصناف الثمانية التي ذكرها الله تعالى في آية مصارف الزكاة، قال تعالى: «إِنَّمَا ٱلصَّدَقَٰتُ لِلۡفُقَرَآءِ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡعَٰمِلِينَ عَلَيۡهَا وَٱلۡمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمۡ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَٱلۡغَٰرِمِينَ وَفِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِۖ فَرِيضَةٗ مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٞ» (التوبة:60)، ويجوز أن يعطي الإنسان زكاة الفطر لشخص واحد كما يجوز له أن يوزعها على أكثر من شخص، والتفاضل بينهما إنما يكون بتحقيق إغناء الفقير فأيهما كان أبلغ في تحقيق الإغناء كان هو الأفضل.
وشرع الله تعالى زكاة الفطر طُهْرَةً للصائم من اللغو والرفث، وإغناءً للمساكين عن السؤال في يوم العيد الذي يفرح المسلمون بقدومه؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أغنوهم عن طواف هذا اليوم».
وتعتبر زكاة الفطر فرض واجب على كل مسلم ومسلمة يملك قوت يومه، ويجب على الزوج أن يخرجها عن جميع أسرته الزوجة والأبناء، ودليل وجوبها حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: «فَرَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ؛ عَلَى العَبْدِ وَالحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ" رواه البخاري.
متتبع
رأي
مالعمل في الدول الاي ليس فيها فقراء