أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
تسببت أثمنة الأكباش المعروضة للبيع بمناسبة عيد الأضحى للسنة الجارية، في عزوف العديد من الأسر عن اقتنائها، واللجوء عوض ذلك لمحلات الجزارة أو محلات بيع لحم الديك الرومي، من أجل توفير قطعة لحم لأبنائهم في اليوم الموعود، ناهيك عن امتناع عدد معتبر عن أداء الشعيرة الدينية في ظل الارتفاع الصاروخي الذي يعتبر سابقة لم يشهد المغاربة مثلاها خلال السنوات الماضية.
وفي السياق ذاته قال أحد الجزارين بمدينة وزان، إنه لاحظ إقبالا كبيرا على اللحوم الحمراء خاصة لحم العجل، مشيرا إلى أن أغلب الزبائن الذين لجؤوا إليه أكدوا أنهم قرروا اقتناء اللحم منه بعدما تأكد لهم بأن المبلغ المالي الذي بحوزتهم لن يمكنهم من شراء أضحية العيد، موضحا: "جاء إلي شخص متقاعد أعرفه حق المعرفة يعيش رفقة زوجته، وطلب مني توفير ما قدره 1500 درهم من لحم العجل الطازج والكبد واللحم المفروم، وعند سؤاله عن أضحية العيد قال لي أن زوجته وأبناءه نصحوه باقتناء اللحوم جاهزة لأن المبلغ الذي يتوفر عليه لن يمكنه من شراء أضحية".
ومن جانبه قال عبد الرحيم، وهو صاحب محل لبيع اللحوم البيضاء، إن تجارته تعرف كل سنة قبل أيام من عيد الأضحى ازدهارا ملحوظا لكن هذه السنة لاحظ بأن الطلب على لحم الديك الرومي ارتفع بشكل كبير، حيث قال:" اعتدت كل سنة وقبل أيام من عيد الأضحى على زبائن لا يأكلون اللحوم الحمراء لأسباب مختلفة، فيلجأون للحم الديك الرومي، غير أن هذه السنة استثنائية بكل المقاييس، فقد زارني عدد لا يستهان به من الزبائن لاقتناء اللحوم البيضاء، وعند تجاذب أطراف الحديث معهم يخبرونني أنهم غير قادرين على اقتناء أضحية العيد".
أما أنور، وهو صاحب محل للمأكولات السريعة، فقد أكد بأنه كان سيمتنع عن شراء أضحية العيد لو لم يكن لديه أطفال صغار يخاف عليهم من الحرج واستهزاء أبناء الجيران؛ حيث صرح قائلا:" أقسم لك أنني لم أكن لأشتري الأضحية لو لم يكن لدي أبناء صغار، الأمر زاد عن حده، ادخرت 2000 درهم هذه السنة من أجل كبش العيد لكنني لم أجد خروفا ملائما بهذا الثمن فاضطررت لتزويد المبلغ بإضافة 1000 درهم أخرى، لكن وبمقارنة بسيطة وجدت أن الخروف الذي اقتنيته ب 3000 درهم اقتنيت مثله السنة الماضية ب 1800 درهم، إنه الغلاء الفاحش ولا حول ولا قوة إلا بالله".
يشار إلى أن الحكومة اتخذت عددا من قرارات الدعم العمومي من أجل التحضير لعيد الأضحى، حيث خصصت منحـة جزافيـة قدرهـا 500 درهـم عـن كل رأس من الأغنام المســتوردة، وذلــك فــي إطــار عمليــات التحضيــر لعيــد الأضحى 2024، والإعفاء من الضريبة علـى القيمة المضافـة على الأعلاف البسيطة المخصصة لتغذية الماشية (الشمندر والتبن والذرة وغيرها)، وتعليق رسـوم الاستيراد والضريبة على القيمة المضافة علــى اســتيراد الأبقار الأليفة، بحصــة 200.000 رأس، والأغنام (بــدون حصــة)، مــع حــذف الحــد الأدنى لــوزن الأبقار المســتوردة المخصصــة للذبــح، وغيرها من الإجراءات غير أن ذلك لم يفلح في لجم جماح غلاء أسعار الأضاحي بشكل غير مسبوق.
Abdou
الجهل
قلة الوعي وانتشار الجهل والتخلف وعدم وجود الوازع الديني يجعلون من هذا العيد أم المشاكل في حين انه مجرد سنة مؤكدة وليس بفرضا لماذا هذه الطوابير الطويلة امام محلات الجزارة كأننا نعيش زمن القحط والجوع. فالسلف كانوا يقنعون بالنزر القليل وهم راضون حسبنا الله ونعم الوكيل.