أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية- بدر هيكل
تعد ظاهرة "المؤثرين" على مواقع التواصل الاجتماعى امتدادًا لفکرة "قادة الرأي"، والتى تعني سعي المؤثر إلى إحداث تأثير على "الجمهور المستهدف"، من أجل تبني أفکار أو مواقف أو سلوکيات معينة أو تركها.
وفي السياق ذاته، يمکن اعتبار المؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قادة للرأي الإلکتروني، يحظون بدورهم بدرجة عالية من التأثير في المتابعين على منصات التواصل الاجتماعى، وهو الأمر الذى يعكسه ارتفاع منسوب متابعيهم، الذي يصل للملايين أحيانا، ما يعكس ضرورة فرض رقابة كافية على المحتوى المروج، حفاظا على "النظام العام" للمجتمع.
مؤثرون سلبيون يغزون وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب
من أهم الظواهر التي تجتاح وسائل التواصل الاجتماعي بالمغرب حالياً : "المؤثرون"، والمؤثر شخص يتابعه الاف أو ملايين المتابعين، على وسائل التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن نوعية المحتوى الذي يقدمه.
هؤلاء "المؤثرون" يتمتعون بالقدرة على الابتكار، وهم من يرسمون توجهات الإنترنت، التي تعرف باسم «تريندز».
وهناك العديد من الفئات من المؤثرين، فمنهم "أصحاب المهن"؛ كالصحافيين والأكاديميين والخبراء، وهناك فئات "بدون" مهن، ولكنهم استطاعوا، عبر "محتوياتهم"، جمع أعداد غفيرة من المتابعين.
وفي هذا السياق، يرى الكاتب سالم البادي، أنه "لا شك، أن البعض من هؤلاء المؤثرين يقدم محتوى جديدًا وأفكارًا جيدة، ومبادرات إنسانية ومجتمعية، فضلاً عن أنَّ لديهم طموحا وأهدافا سامية وإرادة قوية وعزيمة لصناعة فارق في حياة المتابعين... إلا أن للشهرة هفوات وسقطات، قد لا تخطر على بال أحد، وقد تصل بأصحابها إلى حد الطمع والجشع، والانسلاخ من عاداتهم وتقاليدهم".
استغلال الزوجات في صناعة محتوى بأبعاد جنسية
لم يعد غريبا، أن يتابع المغاربة العلاقات "الغرامية"، وبعض اللحظات "الخاصة والحميمية" أحيانا لبعض المؤثرين، حتى داخل "غرف النوم".
فقد لاحظ رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أن عدة مؤثرين، اتجهوا في الآونة الأخيرة، للترويج لعلاقاتهم بالنظر إلى نسب المشاهدة العالية التي تحققها هذه المحتويات.
هذا، وعبر رواد مواقع التواصل، عن استيائهم من المحتويات التي يوظف فيها المؤثرون موضوع "العلاقات" واحيانا اخرى استغلال "الزوجات".
وفي هذا الإطار يبرز "استغلال المرأة" في وسائل الإعلام الجديدة (فايسبوك، انستغرام، يوتوب، تيك توك..)، وذلك لزيادة جاذبية المحتوى. وتتضمن هذه العملية تقديم المرأة بأبعاد جنسية، وكذا التركيز على جمالها "الجسدي".
وفي سياق متصل، ترى الاختصاصية النفسية والاجتماعية، ريما بجاني، أن : ".. مواقع التواصل الاجتماعي، تخفف الروابط الأخلاقية، نوعا ما، لكون الفرد يشعر بأنه يتعامل مع آلة"، مسترسلة أن هذا " المجال أسهل لدى الأشخاص الذين لديهم في شخصيتهم النزعة للابتزاز، والتحرش، والإباحية، وغيرها". مؤكدة في ذات السياق أن "الحياة الجنسية ليست للنشر ولا يجب المساس بالأخلاق العامة".
استغلال الاطفال والقاصرين من اجل الربح السريع
أصبحت ظاهرة "استغلال الاطفال" في صناعة محتوى منصات التواصل الاجتماعي، مثيرة للقلق، فحتى في الكوارث لم يتورع البعض عن استغلال براءتهم، كما وقع مع "أطفال الحوز".
ولا شك، أن هذا الاستغلال مدفوع بالرغبة في تحقيق الشهرة والربح المادي، دون مراعاة لآثار ذلك الطفل، الطفل الذي يعتبر قاصرا، ليس له القدرة على الاختيار، والذي يجد نفسه مكرها على التمثيل أمام الكاميرا، من اجل تحقيق نسب مشاهدة عالية.
فمقاطع فيديو عديدة، تغزو وسائل التواصل الاجتماعي، لأطفال صغار، من مختلف الفئات العمرية، بعضهم "يرقصون على أغان لا يعرفون معاني كلماتها؛ البعض يمثل مشاهد باستعمال أصوات من مسلسلات خاصة بالكبار، البعض الآخر يقدم وصفات، وآخرون يتحولون إلى عارضي أزياء يستعرضون إطلالاتهم".
وفي هذا السياق، الذي صار فيه تصوير مقاطع فيديو للأطفال ومشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي “موضة”، يثار التساؤل حول اليات "حماية حقوق الطفل" على هذه المنصات، بالمغرب، الذي لا زال الفراغ التشريعي فيه بارزا.
وكان المنسق الوطني لمنظمة “ماتقيش ولدي”، السيد محمد الطيب بوشيبة، أكد "رفضه لكل أشكال استغلال الأطفال، من أجل التكسب"، قائلا أن “كل من يزج بأطفاله في مواقع التواصل الاجتماعي من أجل التكسب، يعتبر متاجرا بالبشر، وهي جريمة يعاقب عليها القانون”.
وفي سياق متصل، كان المسلسل المغربي “دار النسا ” قد سلط الضوء في إحدى حلقاته على ظاهرة إستغلال "المؤثرات" لأطفالهن، في مواقع التواصل الإجتماعي، للحصول على أرباح ونسب عالية في المشاهدة، وهو ما يعكس استفحال الظاهرة في المجتمع المغربي.
سليمان
الإستغلال من أجل المال
هؤلاء المؤثرون اللذين يستغلون زوجاتهم وأطفالهم ’’من أجل المال’’ يجب القبض عليهم و محاكمتهم...