أخبارنا المغربية- هدى جميعي
لازال الرقم الهاتفي "0661" يحمل دلالات اجتماعية أعمق مما قد يظهر على السطح، إذ أنه ليس مجرد تسلسل رقمي، بل رمز طبقي متجذر في الثقافة المغربية، مرتبط بفترة تاريخية كانت فيها الهواتف النقالة ترفاً محصوراً في نخبة المجتمع.
تعود قصة الرقم "0661" إلى بدايات ظهور الهواتف المحمولة في المغرب، عندما كانت تلك الأجهزة نادرة ومرتبطة بشكل أساسي برجال الأعمال والطبقة البورجوازية، ففي تلك الفترة، كان الحصول على هاتف نقال يتطلب الاشتراك في خدمات ذات تكلفة باهظة، مما جعل هذا الرقم يمثل رمزاً للسلطة والمكانة الاجتماعية.
من منظور علم النفس الاجتماعي، تُفسر هذه الظاهرة من خلال مفهوم "الرمزية الطبقية"، حيث يرتبط امتلاك عناصر مميزة بأفراد من طبقة معينة، ليصبح هذا الامتلاك معيارًا للتفريق بين الفئات الاجتماعية، فالرقم "0661" أصبح رمزاً للهيبة والاحترام، بل وحتى للخوف في بعض الأحيان، حيث يُنظر لحامله كشخص نافذ، هذا الانطباع يتولد عبر عملية التنشئة الاجتماعية، حيث يتعلم الأفراد منذ الصغر أن الرموز المادية (مثل أرقام الهواتف) تمثل مكانة اجتماعية معينة.
ومع انتشار الهواتف النقالة وتراجع تكلفتها، لم يتلاشى هذا التصور، بل استمر تأثير الرقم "0661" في عقول الناس، نتيجة لما يسميه علماء النفس الاجتماعي "التثبيت المعرفي"، هذا يعني أن الفكرة الأولية عن شيء ما، حتى بعد مرور الزمن وتغير الظروف، تظل راسخة في الأذهان.
فعلى الرغم من أن الهواتف أصبحت في متناول الجميع، ما زال يُنظر لحاملي الرقم "0661" على أنهم ينتمون إلى طبقة متميزة، وهو ما يفسر صعوبة الحصول على هذا الرقم حاليًا وارتباطه بالهيبة.
وبالتالي، فإن هذه الظاهرة ليست مجرد تفاعل بسيط مع رقم هاتف، بل تعبير عن عقلية اجتماعية أعمق تُعزز القيم الطبقية، وتستمر في التأثير على سلوك الأفراد حتى بعد تلاشي الظروف المادية التي أوجدتها في البداية.
أحمد
الرقم 0661
الان اصبح الرقم هيبة أما مع ضهوره كان ثمنه نفس ثمن باقي الارقام عكس الان