أخبارنا المغربية - بدر هيكل
مع تزايد برودة الطقس في فصل الشتاء، يلجأ العديد من الأسر المغربية إلى وسائل تدفئة متنوعة، سواء كانت تقليدية أو حديثة، أبرزها "المجمر" الذي يعتمد عليه المغاربة لتدفئة منازلهم. لكن هذا الجهاز، الذي يوفر شعوراً بالدفء، قد يصبح قاتلاً صامتاً إذا لم يتم استخدامه بشكل صحيح، حيث يتحول إلى أداة تهدد حياة مستخدميه.
وفي تصريح خاص لـ"أخبارنا"، أكد "محمد"، تقني مختص في مجال التدفئة من مدينة تطوان، على "خطورة الغازات الناتجة عن عملية الاحتراق، وخاصة غاز أول أكسيد الكربون". وأوضح أن هذا الغاز عديم الرائحة واللون يُنتج من جميع المواقد المستخدمة في المنازل، بما في ذلك السخانات التي تعمل بالغاز، بالإضافة إلى كونه ناتجاً عن حرق الفحم أو الخشب.
وقال التقني إن "استخدام وسائل التدفئة، مثل المجمر، في أماكن مغلقة يُعتبر عاملاً رئيسياً في تكوّن غاز أول أكسيد الكربون، ما يؤدي إلى اختناق أو تسمم المواطنين". وأكد أن "تراكم هذا الغاز في مكان مغلق قد يتسبب في أمراض خطيرة أو حتى الوفاة نتيجة للاختناق".
من جانبه، أوضح الدكتور عبد العزيز عيشان، الأخصائي في الجهاز التنفسي والحساسية، في تصريح لـ"أخبارنا"، أن "اللجوء إلى الفحم للتدفئة، خاصة في الأوساط الشعبية، غالباً ما يؤدي إلى عواقب وخيمة على صحة الإنسان". وأضاف أن "سوء استخدام الفحم وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة يمكن أن يؤدي إلى موت محقق". وأشار إلى أن "تراكم الغاز في الدم نتيجة استنشاقه يحل محل الأوكسجين في خلايا الدم الحمراء، مما يمنع وصول الأوكسجين إلى الأنسجة والأعضاء، ما يؤدي إلى تلف خطير قد يسبب الوفاة".
وقد سبق لوزارة الصحة أن حذرت المواطنين من مخاطر استخدام الفحم (الفاخر)، الذي قد يؤدي إلى حالات تسمم بغاز أول أكسيد الكربون نتيجة الاستعمال الخاطئ. وأكدت الوزارة على ضرورة "توخي الحذر من هذا القاتل الصامت الذي يُعدّ خطراً كبيراً لأنه لا يمكن اكتشافه بالحواس المجردة بسبب غياب اللون والرائحة والطعم، كما أنه لا يسبب أي تهيج في الحلق أو المسالك التنفسية عند استنشاقه".