وكأنك في أرض الوطن.. الجالية المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية تتصدر احتفالات عيد الفطر بتيكساس

ظهر في كامل عافيته...الملك محمد السادس يصل إلى الدار البيضاء في أول أيام عيد الفطر

أجواء صلاة عيد الفطر بمصلى حي سيدي عبد الكريم بسطات

خشوع وسكينة بصلاة العيد من مصلى حي الهدى بأكادير... لحظة يملؤها النور والتكبير

تكبيرات ودعاء.. الطنجاويون يؤدون صلاة العيد في أجواء روحانية

عمال النظافة في طنجة جهود متواصلة في عيد الفطر من أجل مدينة أنظف

واقعة "صفع قائد تمارة" تعيد نقاش حق تصوير الموظفين العموميين إلى الواجهة

واقعة "صفع قائد تمارة" تعيد نقاش حق تصوير الموظفين العموميين إلى الواجهة

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

عادت قضية تصوير الموظفين العموميين أثناء مزاولتهم لمهامهم إلى الواجهة مجددًا، عقب الحادثة التي هزت الرأي العام المغربي في الأيام الأخيرة، والتي باتت تُعرف إعلاميًا بـ"واقعة صفع قائد تمارة"، حيث طرحت هذه الحادثة، التي انتشرت كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي، أسئلة ملحة حول الحدود القانونية والأخلاقية لتوثيق تدخلات رجال السلطة في الفضاء العام، وما إذا كان من حق المواطن توثيق ما يعتبره تجاوزًا في أداء المهام الرسمية. 

وبدأت القصة حين أقدمت سيدة على صفع رجل سلطة برتبة قائد أمام مقر الملحقة الإدارية السابعة بمدينة تمارة، وذلك بعد محاولة منعها من تصوير مشادّة بين شقيق زوجها، الذي يعمل بائعًا متجولًا، وعناصر من القوات المساعدة إثر مصادرة بضاعته.

وتحوّل المشهد في ثوانٍ معدودة إلى ساحة صدام حقيقية، حيث ظهرت السيدة في مقطع فيديو متداول وهي توجه صفعتين متتاليتين للقائد، وسط ذهول الحاضرين، ما جعل الفيديو الذي وثّق الحدث ليس مجرد مشهد عابر، بل أشعل نقاشًا واسعًا حول مفهوم السلطة، وحدود التصرفات الفردية، وحقوق المواطن في مواجهة الإدارة.

ويظل الجدل حول تصوير الموظفين العموميين في المغرب من الناحية القانونية قائمًا، إذ لا يوجد نص صريح يُجرّمه، لكنه قد يقع تحت طائلة قوانين أخرى، من بينها تلك التي تُجرّم المساس بالحياة الخاصة أو التشهير أو إهانة موظف أثناء أداء مهامه.

ومن بين هذه القوانين، نجد الفصل 447-1 من القانون الجنائي المغربي، الذي يعاقب بالسجن من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، وغرامة من 2000 إلى 20.000 درهم، كل من قام عمدًا بالتقاط أو تسجيل أو بث أو توزيع أقوال أو معلومات أو صور دون موافقة صاحبها، إذا كانت تمس بحياته الخاصة أو بكرامته.

كما أن الفصل 263 من القانون نفسه ينص على معاقبة كل من أهان موظفًا عموميًا أثناء قيامه بمهامه بالسجن من شهر إلى سنة، وغرامة من 250 إلى 5000 درهم، وهي النصوص القانونية التي تجعل المسألة مفتوحة للتأويل، حيث يمكن للسلطات أن تعتبر التصوير انتهاكًا أو إهانة، في حين يرى المواطنون أن التوثيق حق مشروع يهدف إلى فضح التجاوزات وضمان الشفافية.

ولا تقتصر القضية، التي أخذت بُعدًا وطنيًا، على الجوانب القانونية فقط، فبينما يرى البعض أن السيدة تجاوزت الخطوط الحمراء بالاعتداء على رجل سلطة، يرى آخرون أنها ردة فعل في لحظة غضب على ما اعتبرته ظلمًا في حق أحد أقاربها.

في المقابل، يجد آخرون أن منع التصوير هو محاولة للتستر على سلوكيات قد لا تكون دائمًا في إطار القانون، معتبرين أن التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي باتت سلاحًا قويًا في يد المواطن لكشف أي تجاوزات محتملة.

ولم تبق هذه الواقعة مجرد حادثة معزولة، بل تحولت إلى قضية رأي عام يمكن أن تحدد مسار النقاش حول العلاقة بين السلطة والمواطن في الفضاء العام، فبينما يتابع الرأي العام فصول المحاكمة، تبقى التساؤلات مطروحة حول حاجة المغرب إلى تأطير قانوني أكثر وضوحًا بشأن حق المواطنين في تصوير الموظف العمومي باعتباره الساهر على تطبيق القانون، حتى لا تبقى هذه الممارسات خاضعة لاجتهاد القضاء وفق كل حالة على حدة.


عدد التعليقات (11 تعليق)

1

A55

الحقيقة

في حالت تعدي أفراد السلطة على المواطن كيف له ان يتبث الحقيقة. والعكس كيف لرجل السلطة ان يتبث صحتة تدخله. او مدى احترامه لتطبيق القانون.

2025/03/26 - 11:22
2

رشيد

الحرية

اتركوا للناس حريتهم في التصوير هل الموظفين من مقدسات الدولة لو كان لذلك الشاب شغل لما رأيته في الشارع يحجز على رزقه والله كرهنا هذه الدول العربية تفو تفو

2025/03/26 - 11:25
3

ابراهيم

من يضمن لي الحق!!!!

أنا مع تصوير ما يقع خاصة إذا كان هناك اعتداء وأيضا لضمان الحقوق ، هنا بفرنسا تصوير الشرطة عادي ومرخص من الدولة. بكل صراحة يجب عدم منع التصوير ما لم يكن هناك تشهير بالناس.

2025/03/27 - 02:06
4

محمد

التصوير يثبت الحقيقة

التصوير حق يثبت به الحقيقة انا مع التصوير ويجب على المشرع أن لا يجرم التصوير لانه إثبات للحقيقة والعدالة سواء على المواطن أو على السلطة.

2025/03/27 - 05:40
5

الحسين

قد يكون سبب المشكل البذلة

أظن لو لبس القائد بذلته الرسمية ما تجرأ أحد على مسه بسوء .

2025/03/27 - 07:02
6

عبد الله

لا بد للمشرع ان يزيل هذا اللبس الذي يمس حق المواطن في فضح الشطط

في أمريكا يتم توثيق تدخل رجال الشرطة عند ممارستهم لمهامهم من قبل المواطنين . مسالة منع تصوير السيدة ليست قانونية لأن الموظف في تلك اللحظة شخصية عمومية و من حق المرتفق تسجيله . لو كان في منزله او في وضعية شخصية فذاك أمر آخر. هناك فراغ قانوني للأسف حول حجية وسائل الإثبات الرقمية لمنع تجاوزات رجال السلطة عند أدائهم لمهامهم

2025/03/27 - 08:22
7

Yannick

وجهة نظر

من حق المواطن تصوير أي مسؤول بما أنه يأخد راتبه من . اموالهم أي ضرائبهم و المسؤول حتى هو بشر يعني معرض للخطأ و التصوير بحد داته وسيلة لعدم ضياع . الحقوق و كل واحد يأخد الجزاء ديالو في القضاء

2025/03/27 - 10:20
8

مابل مروان

تناقضات في التحليل

المقال تطرق الى تجريم تصوير المواطن لتدخلات رجال السلطة و لم يتطرق إلى تصوير عون السلطة لرءسيه

2025/03/27 - 10:22
9

عبد الرحمن

ما خفي أعظم

المشكلة في علاقة المواطن برجل السلطة هو ما يحدث عندما لا يكون هناك تصوير أو خلف الابواب المغلقة. فكم من مواطن إشتكى من التعنيف خلف الابواب الموصدة من طرف رجال السلطة وأعوانهم وكم من رجل السلطة إشتكى من تعنيفه من مواطن. إن القوانين وحدها لا تكفي رغم أهميتها ولكن يجب إدماج التربية على الاحترام في كل مؤسسات التنشئة ومؤسسات التكوين والاعلام. غير ذلك سيبقى الخوف والفعل وردة الفعل يطبع علاقة المواطن برجل السلطة.

2025/03/27 - 11:04
10

الحياة الخاصة

لا الحياة العامة

القانون يعاقب على تجاوز الحياة الخاصة...وليس الخياة العامة المرتبطة بالمرفق العام

2025/03/27 - 11:53
11

لا يهم

الحياد في المحاكمة

يتم التركيز على اللقطة التي صفع فيها القائد، مع العلم أن اللقطة إياها جاءت في آخر الفلم، ولكي يفهم الفيلم يجب الرجوع إلى البداية هناك لقطة توضح إعتداء القائد على السيدة، ثم من نشر الفيديو ؟ وما الغاية من وراء ذلك ؟ وهل لا يعتبر تشهيرا؟ ولماذا نشر بعد مرور أسبوع عن الحادث؟

2025/03/27 - 11:54
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة