أخبارنا المغربية
ي. الإدريسي- ن.الطويليع
اتهم مسؤولون نقابيون مدير المستشفى الإقليمي باليوسفية بامتهان كرامة المهنيين العاملين بالقطاع واستغلال منصبه والشطط في توظيفه، ممّا ينذر باستفحال هذه التجاوزات المهنية التي من شأنها أن تأثر على السير العام للخدمات الصحية بالمستشفى.
وأضاف الفاعلون النقابيون من خلال بيان استنكاري أصدره المكتب المحلي للنقابة الوطنية للصحة، أن مدير المستشفى يسعى جاهدا إلى التشهير والمس بالسمعة المهنية لبعض الأطر الطبية في محاولة للتعتيم وتمويه الرأي العام المحلي على المشاكل والأزمات التي يواجهها القطاع، علاوة على أسلوب التهديد والتلويح بالقوة في حق طبيبة تعمل بقسم المستعجلات متجاهلا لأخلاقيات المهنة وقيم الزمالة، يضيف محتوى البيان.
وعرّج ذات البيان على ما أسماه بالتجاوزات المتمثلة في التحايل والتدليس على الوزارة المعنية قصد تمرير أمر باقتطاع أجر سبعة أيام لممرضة دون أن يتم إجراء الفحص المضاد، وكذا العمل على حرمان فئة عريضة من العاملين بالمراكز الصحية وقسم التجهيزات الأساسية من التعويضات المتعلقة بالبرامج الصحية والوحدة المتنقلة والحراسة الإلزامية.
من جهته، فنّد مدير المستشفى كل التهم الموجهة إليه، معتبرا أن مثل هذه الخرجات لا تعدو أن تكون مجرد مزايدة فارغة، موضحا أنه قام بواجبه وبما يخوله له القانون حين بلغ إلى علمه أن طبيبة المداومة ترفض استقبال نساء حوامل على وشك الولادة بذريعة أن ذلك من مسؤولية الطبيب المختص، مع العلم -يضيف المتحدث- أن القانون يلزم الطبيب المكلف بالمداومة بالإشراف على كل الأقسام بعد انقضاء وقت العمل الرسمي، فما كان منه إلا أن بعث إليها استفسارا أحال جوابه على مندوب وزارة الصحة، الشيء الذي لم يرق الطبيبة المعنية ورفعت بذلك شكاية ضده تتهمه بالشطط في استعمال السلطة.
وفي تساؤل حول دوافع إقدامه على الاقتطاع من أجرة الممرضة المذكورة، أجاب الإطار الطبي "قمت بالذهاب إلى بيت الممرضة في إطار زيارة إدارية للتأكد من وجودها هناك بعد إدلائها بشهادة طبية عن طريق أخيها، فإذا بهذا الأخير يخبرني بأنها ذهبت لإجراء التدريبات من أجل اجتياز امتحان السياقة، فما كان مني إلا أن رفعت الأمر إلى مندوب وزارة الصحة".
وحول ما إذا كانت هذه الاتهامات تندرج في إطار إجراء استباقي لإطار نقابي في خطوة للدفاع عن المهنيين ومراقبة سير القطاع، أوضح المسؤول الإداري أنه ليس لديه أي حزازات مع العمل النقابي وأن يديه ممدودة للجميع ولعل الدعم التقني والمعنوي الذي قدمه للطبيبة المشتكية من أجل اجتياز مباراة الترقية لدليل قاطع على تبني العمل المشترك، يجزم المتحدث، معاتبا في ذات الوقت ما أسماهم ب "الزملاء" على إقدامهم على إصدار البيان المذكور دون أن يتقدموا بطلب لفتح حوار معه، مؤكدا أنه غير مريض بهوس السلطة ومستعد لترك الخلافات جانبا، لأن المواطن هو الخاسر الأكبر في هذا الصراع حسب تعبيره.
يُشار إلى أن مدينة اليوسفية شهدت احتجاجات شعبية تنديدا بالوضع الصحي المتدهور واحتجاجا على استمرار وزارة الصحة في تجاهل مطالب المواطنين في حل مشكل الخصاص الكبير في الأطر الصحية، ومعالجة الهشاشة التي يعرفها الإقليم على مستوى المعدات والتجهيزات الطبية.