مواطنون يطالبون المسؤولين بتزفيت الطرقات بتجزئة الآفاق بوجدة

هذا ما قاله سعيد شيبا مدرب الفتح الرباطي بعد الخسارة أمام الوداد

آيت منا فرحان بفوز الوداد على الفتح وكياخذ سيلفيات مع اللاعبين

الأعراس بالشرق.. تقاليد مغربية راسخة لم تنل منها السرقة الجزائرية

بطريقة غريبة... مشجعان يقتحمان أرضية ملعب البشير قبل مواجهة الوداد والفتح

آيت منا يشرف على تنظيم المنصة الرسمية بملعب البشير في مباراة الوداد والفتح

جريمة في حق الشعب أن تصب المياه العديمة في الأودية

جريمة في حق الشعب أن تصب المياه العديمة في الأودية

أخبارنا المغربية

 

ذ.عبد الله بوفيم

عبر ملايين السنين وبفعل المياه العذبة  تشكلت ثقوب في قلب الأودية تبدو  مغلقة وغير مرئية لكنها موجودة   ودليل وجودها هي مواقع الرمل, حيث يترسب الرمل فهناك ثقب أو مجموعة ثقوب وقد يكون أسفله  شق كبير يمتد مع طول الوادي وبعرض معين.

سمعت ومنذ سنين واقعة غريبة وهي أن  شاحنة كانت تحفر على الرمل في وادي كبير واستمر المياومان في استخراج الرمل وملئ الشاحنة,  لكن بعد وقت اختفى أحد المياومين في ثقب تحت الرمل ولم يعرف له مصير.

الذي يقع هو أن الماء العذب وفي الأودية يخترق طبقات من التراب والصخور يفتت التراب طبعا ويذيب أو يشق بعض الصخور, مشكلا ثقوبا أو شقوقا في قلب الأودية.

حال يجري الوادي بشدة فهو طبعا يزيل الرمال ويجرفها لتترسب في شاطئ البحر  وحال ينقص ارتفاع الماء فإن الحجارة تترسب من جديد في الشق أو الثقب مشكلة مصفاة تضيق  لحين يغلق بالرمل وفوق الرمل طبعا قشرة رقيقة من التراب الدقيق  فيكون الثقب مخفيا ومحميا.

الذي وقع للمياوم الذي اختفى  في الوادي هو أنه بعد جرف الرمل كله حرك صخرة هي التي كانت مانعة الرمل من التسرب في الثقب,  حركها وهو واقف عليها يحسب أنها ثابتة غير مدرك أنها على ثقب يعلم الله عمقه.

حركها فهوى معها في الشق أو الثقب مختفيا ولن يعثر عليه طبعا ومهما يبذل من جهود , شرحت هذا كي يفهم الجميع أن كل وادي به من الثقوب والشقوق الكثير والتي لولاها ما وجدنا الماء في الفرشة المائية.

وعليه أن نسمح للمياه العادمة بالجريان في الأودية فذلك معناه أننا نسمم ماءنا ونعرض حياة الشعب للخطر والإصابة بمرض الكوليرا الذي سيقضي على الجميع لا قدر الله.

حاليا وفي أغلب المدن المغربية وأقربها بالنسبة لي  مدينة كلميم التي أنا فيها حاليا, أجرم المكتب الوطني للماء الصالح للشرب وقبله بلدية كلميم حيث صرفوا ويصرفون المياه العادمة في وادي صياد الذي تنهل منه الفرشة المائية, وأجزم بنسبة 90 في المائة أن تلك المياه العادمة تسربت إلى الفرشة المائية بنسبة مهمة واختلطت مع الماء  الذي نشربه في كلميم وفي نواحي كلميم.

وسر مرارة ماء الصنبور في كلميم مردها  لتسرب المياه العادمة في ثقوب بوادي صياد بلغت تلك السموم إلى البئر الذي يزود المدينة ونواحيها بالماء الذي أصبح طبعا غير صالح للشرب.

لهذا فكرت مليا أنه وجب علينا أن نجد حلا  لصرف المياه العادمة  في مكان غير الأودية هذا بالطبع بالنسبة للمدن البعيدة عن البحر وكذا يمكن استعماله للمدن الساحلية نفسها.

الحل هو  تخصيص  أراضي  بعيدة عن كل مدينة حسب حجم توسعها, مثلا بالنسبة لمدينة كلميم يمكن أن نتجه نحن طريق طانطان ونبتعد عن الطريق بحوالي خمس إلى عشر كلمترات, لا  كما هو الحال اليوم حيث أحواض العفن على الطريق الوطنية رقم واحد والتي تربط أوروبا وإفريقيا.

نعم نخص أراضي بورية غير محروثة طبعا وغير مستغلة لنحولها لغابات باستعمال المياه العادمة, مساحة الأرض يحددها صبيب المياه العادمة في اليوم.

مثلا بالنسبة لمدينة كلميم قد يكفيها مساحة ما بين 400 و600 هكتار بعيدا عن المدينة وثمنها طبعا لن يتجاوز حاليا مليار  سنتيم, سيكلف تجهيز تلك الأرض  مبلغ مليار سنتيم وأقل  دون تكلفة مد القنوات من المدينة وإلى موقع الصرف وساشرح أسفله كيفية التجهيز.

قلت في مقال سابق أن المياه العادمة وجب أن توجه لسقي الغابات الغير المثمرة,  والشجرة في نظري التي تتحمل كثرة والماء وصالحة لإخفاء الفضلات وعدم السماح للريح ولا لغيره أن يحركها  هي شجرة ( السدر)  الشجرة هذه تتوسع بسرعة وترتفع سامحة لأسفلها باخفاء كميات هائلة من التراب أو الرمل أن تترسب وبالمثل سيسمح لكميات هائلة من الفضلات أن تترسب وتتحول إلى تراب مع الزمن.

مثلا في مدينة كلميم يمكن للمكتب الوطني للماء والكهرباء أن يشتري  أرضا في طريق طانطان غير مستغلة وغير محروثة وبعيدة عن الدواويير بحوالي خمس كلمترات على الأقل  تقسم 600 هكتار  إلى 10 قطع في كل واحدة 60 هكتار.

حيث تمتد  إليها القنوات ويكون للقناة الصارفة للمياه العادمة عشر فتحات كي تصرف المياه كل يوم في قطعة بمساحة 60 هكتار وبذلك نسمح للحرارة والريح بتجفيف تلك المياه ونسمح لأشجار السدر التي تسقى بها أن تنموا بسرعة في تناوب بين الماء والحرارة.

نحفر خنادق  في كل قطعة على حدا  ونجعل ردما كبيرا وعاليا  بين القطع  فاصلا بينها كي لا ينفذ الماء من قطعة لأخرى.

حفر الخنادق في كل قطعة سيكون على شكل شجرة الأنساب, مثلا  من فتحة صرف الماء يمتد خندق أفقي  في وسط القطعة ويغطي  ثلث عرضها, ومن جانبيه  يخرج خندق عمودي بطول 05 أمتار  يخرج بعده خندق أفقي من كل جانب   طوله  ثلث عرض القطعة الأرضية وكهذا على شكل شجرة الأنساب يستمر حفر الخنادق الترابية طبعا والمدعمة من أسفلها بالتراب المستخرج منها.

بين الخنادق الأفقية التي يفصل بينها طبعا مسافة 05 أمتار وفي المنتصف  أي 2.5 متر  نحفر حفرا نغرس  فيها أشجار السدر التي ستسقى  من المياه العادمة التي تتسرب   من الخنادق المحفورة.

بهذه الطريقة سنقيم مناطق خضراء بعيدا عن المدن طبعا بمسافة مقبولة, وسنجنب تسرب المياه العادمة للفرشة المائية وسنبني محمية حيوانية يمكننا أن نجمع فيها جميعا أنواع الوحيش الذي سيعيش  بعضه على بعض.

الجرذان بالطبع ستتكاثر في تلك الأرض وبكثرة, يلزمنا  للحد من تكاثرها أن نربي  الخنازير البرية والثعالب والثعابين لكي تحد من كثرة الجرذان التي يمكنها أن تهدد سلامة  المدينة, والثعابين طبعا سيقضي عليها الثعالب والخنازير البرية مع النسور التي ستتجمع.

وفي حالة تكاثر  الخنازير البرية ندخل عليها ضبعين أو أكثر حسب المساحة, وهي بالطبع مسيجة ومحروسة لا يسمح لأي كان بالدخول إليها خوفا عليه أولا.

قد يقوم البعض أن المياه العادمة ستتسرب إلى الفرشة المائية هناك, فأقول إن ذلك الاحتمال  ضعيف جدا ثم إن التناوب بين القطع ولعشرة أيام لن يسمح بمرور الماء بل سيجف  قبل أن يعاود من جديد البلل, واحتمال التسرب بنسبة 01 في المائة يمكن أن يكون بعد مائة سنة وأكثر وغير وارد في نظري.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات