دورة ساخنة لجماعة طنجة وانتقادات حادة من المعارضة للرئيس الليموري

تفاصيل جديدة مثيرة في ملف "إسكوبار" الصحراء

قانون المسطرة المدنية يدفع المحامين للاعتصام باستئنافية البيضاء

الفيزازي: الهدنة في غزة مستبعدة لأسباب كثيرة

أخنوش يؤكد: سنقدم مساعدة مالية من 8 و14 مليون للمتضررين من الفيضانات

أخنوش: دعم 2500 درهم للأسر المتضررة سيمتد 5 أشهر إضافية

المرأة المغربية المدخنة تتحدى الأعراف والتقاليد

المرأة المغربية المدخنة تتحدى الأعراف والتقاليد


تزداد باستمرار أعداد النساء المدخنات في المغرب على الرغم من رفض المجتمع لهذه الظاهرة واعتبارها مخلة بالأخلاق. وتدفع هذه النظرة الاجتماعية المرأة المغربية إلى التدخين في السر. دويتشه فيله تحدثت الى عدد من هؤلاء النساء .

 

مريم مسرور (اسم مستعار)، طالبة جامعية مغربية في العقد الثاني. بدأت قصتها مع التدخين قبل حوالي سنتين عندما انتابتها رغبة في تجربة "هذا السر" الذي يجعل أصدقاءها المدخنين مولعين بالسيجارة. جربت مريم السيجارة فاعتادت عليها ثم أدمنت مع أنها تعلم جيدا أن عواقب هذه التجربة لن تكون بالسهلة في مجتمع كالمجتمع المغربي. ورغم انتمائها لأسرة منفتحة ومتحررة، كما تقول، إلا أنها مازالت تخفي عن أهلها هذا الخبر. تقول مريم في مقابلة مع دويتشه فيله "إذا اكتشف أهلي أني أدخن سيصابون بصدمة كبيرة وخيبة أمل حقيقية".


 والسبب، كما تضيف مريم، هو أن أهلها يربطون تدخين المرأة بانحلال سلوكها الأخلاقي رغم أن أخاها يدخن هو الآخر " أخي الأكبر يدخن أيضا لكنه يرفض أن أدخن أمامه، وفي كل مرة نتناقش حول هذا الموضوع ننتهي بخصام". وبخصوص نظرة المجتمع إليها تقول مريم إنها تحاول أن تدخن في أماكن يعتبر فيها من المعتاد إلى حد ما رؤية سيدة تدخن " لم يسبق أن تعرضت لمضايقات بشكل مباشر لكني ألحظ أن السيدات المسنات مثلا يرمقنني بنظرات غريبة ومستنكرة".


قصة مريم لا تختلف كثيرا عن قصة شيماء وردي (اسم مستعار) وهي صحفية وشاعرة مغربية في أواخر العقد الثالث من عمرها. تقول شيماء لدويتشه فيله: "بدأت التدخين في العقد الثاني عندما كنت تحت ضغط الامتحانات، وكنت أسهر مع أصدقائي لنراجع دروسنا بالكلية، بعدها استسغت طعم السيجارة فبدأت أدخن". وعلى عكس مريم فإن شيماء لم تجد عقبات في البداية لأن "الأجواء التي كنا نعيش فيها كطلبة، والخلفية الفكرية والمرجعية الحداثية، كل ذلك ساعد على أن لا ينظر إلى فعل التدخين كأمر سلبي، خصوصا بالنسبة للمرأة. كما أن هذا الأمر لم يقرن بالبعد الأخلاقي". وحتى عندما غادرت شيماء الكلية فإنها بقيت تحرص على التحرك في محيط "استثنائي" ولا تخالط "ذوي الفكر الرجعي"، حسب قولها. وتضيف "عندما بدأت أضطر إلى التعامل مع هذا النوع من الناس بحكم طبيعة عملي صرت أتحاشى التدخين أمامهم".

 

مجتمع لا يرحم المدخنات

تحرص شيماء على عدم التدخين في الشارع احتراما لـ "سقف الوعي المحدود جدا لدى البعض". أما عائلتها فلا تعلم عن الأمر شيئا، إذ تقول: "أنا لا أرغب في أن استفز الطابع المحافظ للعائلة في هذا المضمار، واحتراما لوالدي الذي يكره السيجارة ويقرع أخي الصغير دائما بسببها". وتختم شيماء حديثها بنبرة من الأسف والخيبة قائلة "بحكم معرفتي المتواضعة بمجتمعنا المغربي فإن تدخين المرأة مقرون بالانحلال والتفسخ رغم ما يتبجح به هذا المجتمع من تطور". ومازال المجتمع المغربي، كأي مجتمع تقليدي آخر، يرفض تدخين المرأة ويعتبره تشبها بالرجال أو دليلا على الانحراف الأخلاقي، وبالتالي فإن فئات واسعة من الرجال المغاربة ترفض الارتباط بسيدة مدخنة لأنها غير مؤهلة حسب تصورهم لتكوين أسرة.


يوسف بالنعيادي شاب مغربي في عقده الثاني يقول عن تدخين المرأة: "لا أستسيغ هذا الأمر. أرى أن ذلك يشوه صفة الأنثى فيها، إضافة إلى أنني شئت أم أبيت يذهب ذهني إلى أنها امرأة غير متخلقة ويصور لي أنها منحلة و منحرفة..حتى وان كانت بعيدة كل البعد عن هذا الانطباع. وإذا كان التدخين لا يليق بالرجال أصلا فكيف بأنثى". ويضيف يوسف لدويتشه فيله أنه كرجل شرقي لا يمكنه الانفصال عن ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه والذي يحمل هذه الصورة السلبية تجاه المدخنات. وستكون مفاجأة غير سارة لو اكتشف بأن أخته تدخن مثلا، ويضيف "سأفاجأ طبعا وسيجن جنوني ولا يمكنني تصور ردة فعلي". والسبب في ذلك، حسب يوسف، هو الأضرار الصحية للتدخين بالإضافة إلى صورة المجتمع.

 

النساء أيضا يرفضن تدخين النساء!

 أما المختار النيابي فيرفض الزواج من امرأة تدخن لأسباب أخرى تكمن في أنه ينفر من رائحة السجائر كما أنه يخشى من أن يؤثر الأمر على أطفاله. ويضيف في مقابلة مع دويتشه فيله أنه حتى "لو افترضنا أن لا مشكلة لي مع أضرار السجائر ورائحتها فإن أهلي لن يقبلوا طبعا بأن أتزوج من سيدة تدخن لأني أنحدر من مدينة صغيرة تعتبر فيها المرأة المدخنة عنصرا ثقافيا غريبا على المجتمع".


ويبدو أن المرأة المدخنة في المغرب لا "تستفز" الرجال فقط بسلوكها هذا الذي يعتبر "شاذا"، بل إنها تستفز بنات جنسها أيضا. وتقول الشابة أمينة صبيطري لدويتشه فيله: "لا أتقبل أبدا فكرة أن يتزوج أخي من امرأة تدخن. نحن لم نتعود على رؤية هذا المشهد، ثم عندما تنجب أطفالا فماذا ستعلمهم إن كانت هي أصلا تدخن؟". وتضيف أمينة أن "رؤية الأطفال لأمهم وهي تدخن في دولة إسلامية كالمغرب سيولد لديهم رغبة في فعل نفس الشيء أو أكثر وهذا بعيد عن ثقافتنا". وتتبنى الطالبة أسماء الشبكي الطرح نفسه وتقول إنها ترفض أن يرتبط أخوها بمدخنة "فالتدخين عادة ترتبط بالضرورة بالمنحلات أخلاقيا، كما أنه محرم دينيا".

 

تحدي المجتمع والأعراف

ورغم الأضرار الصحية للتدخين الخاص بالمرأة مثل مشاكل الخصوبة وسرطان الرحم وتأثرالجنين ونظرة نظرة المجتمع السلبية للمخنات فإن سيدات مغربيات لم يترددن في اقتحام عالم السيجارة العجيب، ولكل واحدة أسبابها.

 ويميز إسماعيل منقاري، أستاذ علم الاجتماع، بين نوعين من المدخنات. ويقول في هذا السياق" تدخين المرأة في مجتمع تقليدي كالمجتمع المغربي يرمز إلى وضعين فإما أن المرأة تدخن لأنها جاءت من وسط يوصف بـ "المتفسخ أخلاقيا" وتدخين المرأة هنا يجعل المجتمع دائما يربطها بذلك الوسط وإما أنها عاشت في وسط متحرر يخول لها أن تلجأ إلى "التميز" من خلال التدخين الذي هو صفة اجتماعية خاصة بالرجال.

وما يعزز رفض تدخين النساء، حسب منقاري، هو أن الظاهرة ككل مرفوضة من طرف المجتمع. إذ يعتبر هذا الأخير أن المرأة المدخنة تحاول الخروج من صفات رسمها لها المجتمع، أي المرأة اللطيفة الرقيقة التي تخدم الرجل وليس من تتشبه به من خلال التدخين، فهذا الأخير يضر أيضا بالجانب الجمالي في المرأة.

 

من جانبه يقول الدكتور عبد العزيز الغازي، وهو إخصائي نفسي ومؤسس المجلة المغربية لعلم النفس، إن المجتمع المغربي يرفض تدخين المرأة لأنه يعتبرها نموذجا مغربيا غير أصيل وبعيدا عن الثقافة العربية الإسلامية التي هي أساس المجتمع. وهو ما يجعل التدخين، بحسب الغازي، تحديا للمجتمع والأسرة وخروجا عن التقاليد والأعراف.

وكل هذه العوامل تدفع إلى ظاهرة التدخين السري بسبب "عدم إحساس المدخنة بالأمان، لذا فهي تتحاشى الناس لتدخن بارتياح لأنها تعلم أن ما تقوم به شيء غير عادي في نظر الآخرين". ويشيرالغازي إلى أن فئة أخرى من المدخنات يتعاطين التدخين "ليثبتن استقلاليتهن. فهن يدخن أمام الناس الذين يرفضون هذه الظاهرة لتعزيز هذه الاستقلالية عن طريق الخطأ".

 

سهام أشطو ـ الرباط

مراجعة: منى صالح

 


عدد التعليقات (13 تعليق)

1

الاسلام هو الحل

لعنة الله على العلمانيين=بفتح العين=حتى المراة ابوا الا ان يفسدواها كما افسدها الغرب ولذلك تجدهم يفرحون وبسمون هذا تحررا تبا لهم

2011/11/08 - 04:32
2

مدام مسافرة

4000علماني في المغرب تقريبا يريدون ان يحكموا شعبا بالهوى وتقليد الغرب في كل شيئ سلبي لا والف لا لهؤلاء الرجعيين المتخلفين الذين يحاربون هوية الشعب وعقيدته الاسلامية السمحة التي حكمت العالم قرون عدة

2011/11/08 - 04:36
3

مدام مسافرة

4000علماني في المغرب تقريبا يريدون ان يحكموا شعبا بالهوى وتقليد الغرب في كل شيئ سلبي لا والف لا لهؤلاء الرجعيين المتخلفين الذين يحاربون هوية الشعب وعقيدته الاسلامية السمحة التي حكمت العالم قرون عدة

2011/11/08 - 04:36
4

لانها تخلف

الرجعية هو ان ترجع الى الغرب وتستورد وتقلده في كل شيء ولو كان محفوفا بالمخاطر فحضارة الغرب فيها الحسن والقبيح فما بال علمانيو الامة يستوردون القبيح فقط

2011/11/08 - 04:38
5

مغربي

المرأة المغربية المدخنة تتحدى الأعراف والتقاليد والله كتحدى غير راسا وهاد الامراض 1سرطان الرئة. 2ضيق الشعب الهوائية وتمدد الرئة. 3جلطة القلب. 4أمراض الفم والأسنان.

2011/11/08 - 04:43
6

اتركوا المسلمين وشانهم

متى كان التدخين حضارة ومتى كانت المراة المغربية تدخن ومن قال ان هذا تحرر فهو اكبر متخلف على وجه الارض

2011/11/08 - 04:51
7

العلمانية في المغرب لها نفوذ

المراة المغربية تدخن حاشاكم يا ....المراة المغربية استاذة وربة بيت ومربية اجيال ومعلمة وطبيبة المدخنة هي التي ضحكت عليها الافلام المكسيكية وقلدتهم بمباركة بعض القنوات العلمانية مثل دوزيم الذين رغم قلة عددهم الا انهم يتحكمون في الاعلام السمعي والبصري وكل منتقد او ناصصح للامة يكون مصيره السجن الانفرادي وما حدث مع رشيد نينمي ليس منا ببعيد

2011/11/08 - 04:55
8

اسمعوا وعوا

بعض الاغنياء الذين تربوا خارج وطنهم يريدون الاستثمار في المغرب المشروع هو ادخال نوع جديد من التبغ موجه للمراة المغربية بمباركة التيار العلماني والليبيرالي واليساري وووو ورايتم في قبة البرلمان من المعارض ومن الموالي فكونوا يقظين والا طفح الكيل وصار سرطان الثدي والدم ووووعادي كما يريدون للامة

2011/11/08 - 04:59
9

لان خرابها هو خراب المجتمع

الكثير من الجمعيات في المغرب واغلبها نواياها سيئة تقتات من الغرب يركزون على المراة بدعوى حمايتها من التحرش الذي يزعمون ويبيحون لها الاجهاض وما حدث في عين السبع حيث رئيسة جمعية معروفة جثت اطفال صغار مدفونة في فناء الحديقة والسبب ان هؤلاء يرتكبون جرائم خطيرة دون انتباه ويعدون ذلك دفاعا عن المراة ومساعدة لها من الوضعية التي تعيشها والحقيقة انهم يعمقون وضعيتها الى الاسوا

2011/11/08 - 05:08
10

مغربي

tan gol lhad lmatadakhina chaymae li 9alt bli ftakri b lmojtama3 mahdod rah nti li omiya ma3rfa ta haja ila staghlo dok rofa9ae so2 ofsdo akhala9ek rah machi ghir nti dazt mn les examains de bac et la fac matkhdich dakchi ka sabab

2011/11/08 - 10:12
11

جمال بدر الدين

هـذا هـو ما يـحـدث حـيـنما نقبل مـن الحـضـارة الغـربـية مجـرد جـواربـها \"الـمـتـعـفنـة\"ونـعتـقد أننا نتحـرر مـن قيـود التـخـلـف والانحطاط ...على الـمـرأة أن تـنـتـظـر بإقبالها عـلى التدخـيـن كـل الأمــراض ابــتـداء من السـرطـان إلـى السـل وارتـفاع الضغط وضـعـف الـقلـب ، وإســراع الشيـخوخة إلــيـها وهي المـعـروفة بحرصـها على شـبابـها وجـمالها ورشـاقـتـها...على المـرأة كذلك أن تعلـم أن التـيـارات العلمانية تسـتـدرجـها باسـم التحـرر والتحـضر إلى الفـساد والدعارة وتـرك سـنة الزواج وتكـوين أسـرة مـسـتـقرة والغرض من كـل ذلك هـو تخـريب شخـصية المرأة وإضـعاف المجتـمع والقضاء على تماسـك مكونـاتـه،والدفع بـه نـحــو الانحـلال والتفـسخ بكل أنواعه....

2011/11/08 - 10:44
12

الحمداوني

والله شيء مؤسف ما نسمعه وما نراه...أنا ساب في عقدي الثاني وأكره التدخين بل أكره حتى من يدخن ما بالك أن ترى فتاة تدخن...والله عار عليكم...وأود أن أعقب على المسماة شيماء التي تقول بأن المجتمع المغربي له وعي محدو..هل تعتبرين التدخين شيء يعبر على الحضارة والانفتاح..تبا لهده الحضارة والتقدم والانفتاح المبني على التدخين والانحلال الأخلاقي وتبا لهؤلاء الفتيات المدخنات اللاتي لا يحترمن لا أسرهم ولا مجتمعهم ولا الشيء المهم هو دينهم الدي يحرم التدخين وكل ما يسكر قليله فكثيره حام...وأعود بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا وم يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي...

2011/11/09 - 02:16
13

yahya

hh2

yahya yarfod

2012/12/16 - 06:59
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات