أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية : نورالدين الطويليع ـ يوسف الإدريسي
في سابقة خطيرة بإقليم اليوسفية حاصرت مجموعة كبيرة من التلاميذ، الثانوية الإعدادية السلطان مولاي الحسن، بمدينة الشماعية التابعة لنيابة اليوسفية، خلال الحصة المسائية لهذا اليوم، الخميس 26فبراير 2015، ومنعت الأساتذة من مغادرة المؤسسة، مما أوقعهم في الحجز داخلها لما يزيد عن ساعة ونصف، في الوقت الذي انهالت فيه الحجارة على فضائها، لتتسبب في تكسير نوافذ الحجرات الدراسية، وإصابة مدرسة على مستوى اليد، وهو الأمر الذي استدعى تدخل عناصر الدرك الملكي بالشماعية، واعتقال تسعة تلاميذ.
ويأتي هذا السلوك اللا تربوي من التلاميذ كرد فعل منهم على تأخر استلامهم لنتائج الدورة الأولى، نتيجة للأخطاء التي وقع فيها مدير المؤسسة، الذي لم يفتح حسابات خاصة بالمدرسين لولوج منظومة مسار، ووضع نقط تلاميذهم في الوقت المناسب، وتكفله لوحده بالعملية التي تتطلب جهدا كبيرا، وتستدعي العمل بالطاقم، الشيء الذي جعل الأعمال تتراكم عليه، دون أن يستطيع تصريفها، وهو ما استدعى انتقال لجنة نيابية لمساعدته تقنيا على إخراج النتائج.
بدورهم استنكر الأساتذة هذا السلوك الذي مس بكرامتهم، وقرروا خوض اعتصام بالمؤسسة احتجاجا على ما صارت تعرفه من حالات فوضى وشغب، وانفلات أمني، وغياب جو تربوي يسمح بتمرير العملية التعليمية في ظروف ملائمة.
ونتيجة لهذا الوضع وتداعياته انتقلت لجنة نيابية برئاسة النائب الإقليمي إلى عين المكان، حيث التقت بالأساتذة، وقدمت لهم وعودا بالعمل على إيجاد الحلول المناسبة في أقرب وقت للمشاكل التي تتخبط فيها المؤسسة.
يشار إلى أن داخلية ذات المؤسسة شهدت قبل حوالي أسبوعين أعمال شغب مماثلة، نالت على إثرها ممتلكات القسم الداخلي حظا وافرا من التخريب والعبث.
غريب وطن
الله يلطف بنا
لم يكن هذا إلا إنذار بطوفان من الاحتجاجات وأعمال الشغب الذي سيجتاح المؤسساسات التعليمية ولن ينفع الهاجس الأمني أو التعنيف المضاد. كل هذا بسبب تعنث المسؤولون عن القطاع في إيجاد الحلول الملاءمة لهكذا ظروف الاحتقان واليأس الذي تعيشه المنظومة. بل الطامة الكبرى هي تبخيس العملية التعليمية التعلمية وحصرها في برنامج "مسار" في الوقت الذي تم تجاوز النقط والاكتفاء بالتقديرات والملاحطات والدعم والمعالجة للصعوبات والعوائق التي تحول وتعترض التعلم عند المتعلمين وخصوصا منهم ذوي الاحتياجات، هذا طبعا في الدول المتقدمة. بينما نحن خبراءنا يقدسون التنقيط ويكرسون الفارقية ويخيطون الحصار على التلاميذ داخل الجدران المهترئة في موت مستمر(في غياب الحياة المدرسية) ويجعلون مستقبلهم مرهون بالمعدلات والشواهد العديمة النفع جراء برامج وعقليات عقيمة لا تستطيع التدبير باستعمال الوسائل الرقمية أو الاشتغال بالمجموعة. فهل بهذا الوضع سيتغير شيئ. لا أظن فعساه أن يتفاقم ويخرج عن الانضباط والسيطرة. والمسبقبل سيكون شهيدا على ما يجري مع أننا نتمنى أن بلطف بنا الله والسلام.