أعاد اكتشاف جثة متفحمة في حطام الشاحنة المتفحمة في أفورار سؤال القتلى الذين سبق أن اكتشفت جثثهم في القرية الصغيرة، والذين سُجِّلت جرائم قتلهم ضد مجهول في السنوات الماضية.
وكان سكان دوار «أنفك» في أفورار (في اتجاه أزيلال) قد اكتشفوا حريقا مهولا شب في شاحنة كانت على مقربة من بئر جماعي يستغله سكان دوار «أنفك» لجلب الماء ووسط ملعب رياضي صغير، صباح الجمعة الماضي. وأكدت مصادر من أفورار أن مفاجأة اكتشاف الشاحنة التي كانت تحمل رقم 8 ب 36746 على بعد 13 مترا من الطريق الرئيسية وهي محترقة ودخان كثيف يتصاعد منها، جعلت السكان يعتقدون أن الشاحنة تعرضت لحادث، لكن وجود جثة متفحمة في المقعد الخلفي، المخصص للنوم، جعل السكان يسارعون إلى إشعار رجال الدرك الملكي في أفورار وقائد المركز، اللذين عاينا الحادثة.
وقد باشرت مصالح الدرك إجراءات التحقيق الأولية، كما انتقل فريق متخصص من الشرطة العلمية في بني ملال للإشراف على التحقيقات، حيث تم الاتصال بمركز تسجيل السيارات في الرباط لمعرفة صاحب الشاحنة وعنوانه، لتسفر التحقيقات عن التوصل إلى هوية صاحب الشاحنة مساء نفس اليوم، والذي يدعى عبد المالك لفضالي، وهو متزوج وأب لستة أبناء، أحدهم مهاجر في إسبانيا. ورجحت مصادر مطـّلعة لـ«المساء» أن يكون هو ضحية الحريق في الشاحنة، وقال مقربون من صاحب الشاحنة، الذي يتحدر من جماعة مولاي عيسى بن ادريس «آيت عتاب» في أزيلال ويقطن بأولاد عياد في مدينة بني ملال، أنه غادر المنزل يوم الأربعاء الماضي، في اتجاه الدار البيضاء، قبل أن يعود مساء الخميس الماضي ويتوقف في مدينة الفقيه بنصالح عند صديق له، احتسى رفقته فنجان شاي، معتذرا عن المبيت، بسبب وجود مرافقين له في الشاحنة، قبل أن يتم اكتشاف الجثة المتفحمة وسط الشاحنة المحترقة صباح الجمعة الماضي.
وفي انتظار نتائج التشريح الطبي، بعد نقل الجثة المتفحمة إلى المركز الوطني للتشريح في الدار البيضاء، تناسلت المخاوف في قرية «أفورار»، التي سبق أن سُجِّلت فيها حوالي سبع جرائم قتل، سُجِّلت كلها ضد مجهول، كان آخرها الجندي المتقاعد إدريس العلام، الذي قتل وتم دفنه قبل إخراج جثته وإعادة تشريحها بعد احتجاجات كثيرة من الفعاليات السياسية في القرية.
المساء