كيف يتمثل المغاربة الحب وكيف يعبرون عنه؟ هل نعيش أزمة ثقة بين الجنسين أدت إلى احتجاب قيمة الحب لصالح اعتبارات أخرى باتت تؤسس للعلاقة؟ وبأي منطق تحتفل فئة من المغاربة بعيد الحب 14 من فبرابر من كل عام؟
هل الحب وحده يكفي لضمان الزيجات السعيدة والأسر المتماسكة؟ وكيف السبيل لانتصار العاطفة في زمن المادة والجسد؟ تساؤلات كبرى طرحتها الإعلامية إيمان أغوتان ضمن الحلقة الأخيرة من برنامج «بدون حرج» مساء أول أمس الاثنين على قناة «ميدي 1 تي في»..
ورغبة في الوصول إلى جواب يكتشف معه المشاهد طبيعة العلاقة التي تجمع المغاربة والحب، استضافت إيمان أغوتان إلى بلاتو البرنامج مجموعة من المتخصصين في مجالات الطب النفسي وعلم النفس، من بينهم د.أحمد الشراك ومتخصص في علم الاجتماع عبد الرحيم العطري.. هؤلاء انطلقوا من التعليق على روبورتاج ميداني أعده فريق البرنامج قدم في مستهل الحلقة، يعكس كيفية نظرة المغربي لمناسبة عيد الحب. من خلال مجموعة من الشهادات المقدمة في هذا الصدد..
أما تعليقات ضيوف حلقة «بدون حرج»، فأجمعت في مجملها على فحوى الشهادات التي تضمنها الروبورتاج بالنظر إلى إقصائها لعلاقة الحب التي تجمع حبيبين أو زوجين، مركزين على مظاهر أخرى للحب على غرار حب الله وحب الوالدين والأبناء والوطن.. ومن خلال هاته الملاحظة، انطلق النقاش في حلقة «بدون حرج» الأخيرة، التي دافعت فيها د. أمال شباش من أن رابط الحب ينبني أساسا على الاستقلالية والانفصال عن الآخر، وعدم اعتباره جزءا مكملا له، وأنه من الضروري أن يتبادل الطرفان يوميا وبدون مناسبات معينة عبارات الحب والإعجاب..دافع د عاطر عن كون العلاقة بين الحبيبين تنبني أساسا على الرغبة في التملك وجعل الذات الأخرى مكملا وامتدادا للأولى. أما سنده في هذا الطرح، فتمثل في المقولات المتداولة في المجتمع المغربي والتي تحمل إحالات واضحة على الرغبة في امتلاك الآخر ودلالات على الحمولة العاطفية لكلمة الحب، من بينها «مربوط في فلان» و«الكبيدة».
الطرح الذي ناقشه د.العطري في حلقة «بدون حرج»، سار على نهجه د. أحمد الشراك الذي أقر بوجود الحب وباستمرار التعبير عنه في المجتمع المغربي بأشكال تختلف وفق الظروف السائدة الاقتصادية والاجتماعية، وما منح الزوج لزوجته مفاتيح صندوق «الحجوج» والأوراق التي تثبت ملكية الأرض والبيت في القرية، سوى وسيلة لإعلان الأخير عن حبه لزوجته.. وما نعت الزوج لزوجته بأنها «مولات الدار» سوى إشارة إلى تقديره وحبها لها.. وقبل أن يختتم د. الشراك طرحه، رفعت من خلال البرنامج دعوة صريحة للحب من خلال قوله «ليحيا الحب».. أما الاختصاصي في العلاج و التحليل النفسي مصطفى الشكدالي فخلص في جوابه عن سؤال البرنامج العريض، إلى أن واقع الحال يثبت أن هناك حب المظاهر بعيدا عن مظاهر الحب وأنه من الضروري قبل الإجابة على استفسار الحلقة التمييز بين ثلاثة مستويات سيكولوجية لدى الفرد توضح سبب إفصاحه عن الحب لطرف اخر.. هل يريد من خلال هذا الإفصاح إشباع رغبته العاطفية أو بلوغ متعة الجسد أو تحقيق مصلحة مادية معينة؟
و«بدون حرج» وبمهنية عالية وبسلالة متناهية، أدارت إيمان أغوتان طاولة نقاش الحلقة الأخيرة من برنامجها الأسبوعي الذي يضيء مواقع العتمة على العديد من الطابوهات في المغرب..وفي انتظار مقبل حلقات البرنامج، نتمنى لكل المغاربة «سان فلانتان» رغم كل النقاشات التي دارت في ضيافة إيمان و«ميدي 1تي في»..
إكرام زايد
مغربي
الحب عنذ امثالكم = العلاقة الجنسية المتعددة انكم تريدون قرية سدوم من جديد