يلوح أكثر من 150 ألف مهاجر مغربي بدول أوروبا الغربية بالعودة إلى المغرب نهائيا بعدما بلغت الأزمة الاقتصادية ذروتها في السنتين الأخيرتين، خاصة في إسبانيا التي تعيش ركودا اقتصاديا حادا رفع معدل البطالة إلى 25 %، وهو ما أدى فاتورته المغاربة الذين يعيش أكثر من مليون شخص فيها تبعات الأزمة التي حولت حياتهم في الإلدورادو الأروبي إلى جحيم، والوضع نفسه تعيشه الجالية المغربية في إيطاليا حيث أزيد من 550 ألف مهاجر يعانون الفقر والحرمان وغياب فرص حقيقية للشغل.
ووفق تقارير إعلامية إسبانية فقد بلغ معدل بطالة المهاجرين المغاربة بإسبانيا 40% ، وهو الأمر الذي ساهم في تسريع وثيرة عودة المهاجرين المغاربة، الذين تحول كثير منهم إلى باعة متجولين، في مجموعة من الأسواق العشوائية حيث أصبحوا يفضلون اقتناء السلع البالية من أوروبا وإعادة بيعها في المغرب.
وقالت مصادر مهتمة، إن المهاجرين المغاربة أصبحوا بدورهم يمارسون التهريب، من خلال حمل أطنان من السلع القديمة، والتي تتنوع بين الملابس والتجهيزات المنزلية والتي يتم تصريفها والعيش من عائداتها، وقالت المصادر ذاتها، إنها الوسيلة المثالية بالنسبة لهؤلاء المهاجرين خاصة المقيمين بكل من إيطاليا وإسبانيا من أجل تجاوز مشاكل البطالة، موضحة أن كثيرا منهم فضلوا العودة إلى أرض الوطن والبحث عن فرص أخرى للعمل.
إلى ذلك أفادت تقارير غير رسمية، أن ما يقارب 100 ألف شخص قرروا العودة للاستقرار بالمغرب بداية من الدخول المدرسي المقبل، موضحة أن بعض الأسر بدأت فعلا إجراءات الاستقرار النهائي في المغرب، موضحة أن هذا سيؤدي إلى مجموعة من المشاكل تتعلق بالإدماج.وفي السياق ذاته، شككت مصادر مطلعة في قدرة الحكومة الحالية على استقبال العائدين في ظروف جيدة، خصوصا أن أغلب الذين قرروا العودة وجدوا أنفسهم في وضعية اجتماعية واقتصادية مزرية، ومضطرين لإعادة بناء حياتهم من جديد، وقالت المصادر، إن حكومة بنكيران لا تملك في الوقت الراهن مخططا لاستقبال المهاجرين العائدين وتوفير شروط عيشهم خصوصا على مستوى توفير فرص الشغل وباقي الخدمات الاجتماعية بما فيها التعليم والصحة.
وكانت انتقادات واسعة قد وجهت لوزارة الجالية المغربية، التي اعتبرت في وقت سابق أن خيار العودة إلى أرض الوطن ليس حلا مرحبا به على الدوام، معللة الأمر بكون المغرب دخل بدوره منذ 2011 في أتون أزمة اقتصادية أضحى أثرها باديا بجلاء على قطاعات عدة.وتوقعت المصادر، أن تفاقم عودة المهاجرين المغاربة الأزمة الاقتصادية الراهنة خصوصا في ظل الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها أصلا هؤلاء المهاجرين، والذين يعيشون في ديار المهجر على الإعانات الاجتماعية التي يحصلون عليها.
النهار
ولد سيدي يوسف بن علي
اللهم قطران بلادي و لا عسل بلاد الناس