الرئيسية | حوادث وقضايا | بعد واقعتي طنجة وشفشاون.. خبير يسرد العقوبات المتوقعة للمتورطين في جرائم التحرش والاختطاف

بعد واقعتي طنجة وشفشاون.. خبير يسرد العقوبات المتوقعة للمتورطين في جرائم التحرش والاختطاف

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
بعد واقعتي طنجة وشفشاون.. خبير يسرد العقوبات المتوقعة للمتورطين في جرائم التحرش والاختطاف
 

أخبارنا المغربية - بدر هيكل

التحرش بالنساء في المغرب، كما هو الحال في العديد من البلدان، يمثل قضية اجتماعية معقدة تتعلق بعدة عوامل ثقافية، اجتماعية، واقتصادية. ورغم أن الحكومة المغربية قد اتخذت خطوات مهمة لمكافحة التحرش الجنسي، إلا أن التحديات ما زالت قائمة، حيث تستمر التربية المجتمعية والمفاهيم التقليدية حول دور المرأة في تعزيز هذه الظاهرة، إذ يُنظر أحيانًا إلى التحرش على أنه سلوك طبيعي أو مقبول.

وكانت مقاطع فيديو تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في بداية الأسبوع الجاري قد أثارت ضجة واسعة، حيث يظهر في أحد المقاطع فتاة تتعرض لتحرش جنسي جماعي باستعمال العنف أمام أنظار المواطنين من طرف مجموعة من القاصرين بمدينة طنجة. أما المقطع الثاني، فيوثق لقيام رجل بإجبار امرأة على الركوب معه في سيارة أجرة صغيرة عنوة وتحت التهديد في أحد شوارع مدينة شفشاون. وقد تم فتح تحقيق قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة لتحديد ملابسات هذه الوقائع، قصد متابعة المتورطين طبقًا لمقتضيات القانون الجاري به العمل.

وفي هذا السياق، صرّح الدكتور كريم احليحل، المتخصص في القانون الجنائي، أن الفتاة التي تعرضت لجريمة التحرش الجنسي ستتم متابعة المتورطين وفقًا للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل، وخاصة القانون رقم 103.13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء. هذا القانون أطر جريمة التحرش الجنسي من خلال مقتضيات الفصلين 1-1-503 و2-1-503. وقد أعطى تعريفًا لمفهوم العنف ضد المرأة من خلال المادة الأولى، معتبرًا أنه: "كل فعل مادي أو معنوي أو امتناع أساسه التمييز بسبب الجنس، يترتب عليه ضرر جسدي أو نفسي أو جنسي أو اقتصادي للمرأة". 

وأضاف الدكتور في تصريحه لـ"أخبارنا" أن المتورطين في هذه الجريمة سيتم متابعتهم بناءً على الفصل 1-1-503 الذي ينص على أن: "يعتبر مرتكبًا لجريمة التحرش الجنسي ويعاقب بالحبس من شهر واحد إلى ستة أشهر وغرامة تتراوح بين 2.000 إلى 10.000 درهم، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من أمعن في مضايقة الغير في الفضاءات العمومية أو غيرها، بأفعال أو أقوال أو إشارات ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية، بواسطة رسائل مكتوبة أو هاتفية أو إلكترونية أو تسجيلات أو صور ذات طبيعة جنسية أو لأغراض جنسية". وتضاعف العقوبة إذا كان مرتكب الفعل زميلًا في العمل أو من الأشخاص المكلفين بحفظ النظام والأمن في الفضاءات العمومية أو غيرها.

أما بالنسبة للفتاة التي تعرضت لجريمة الاختطاف الموثقة بالفيديو في شفشاون، فقد أكد الدكتور احليحل أن المتورط سيتم متابعته من أجل جريمة الاختطاف استنادًا لمقتضيات الفصل 436 من مجموعة القانون الجنائي الذي ينص على أنه: "يعاقب بالحبس من خمس إلى عشر سنوات كل من يختطف شخصًا أو يقبض عليه أو يحبسه أو يحجزه دون أمر من السلطات المختصة وفي غير الحالات التي يجيز فيها القانون أو يوجب ضبط الأشخاص". وإذا استغرقت مدة الحبس أو الحجز 30 يومًا أو أكثر، تكون العقوبة السجن من 10 سنوات إلى 20 سنة. وتكون العقوبة السجن من 20 إلى 30 سنة إذا ارتكب الفعل إما عن طريق ارتداء بذلة أو حمل شارة نظامية، أو عن طريق انتحال اسم كاذب، أو تقديم أمر مزور، أو استعمال وسيلة من وسائل النقل ذات المحرك، أو تهديد بارتكاب جريمة ضد الأشخاص أو الممتلكات.

واختتم الدكتور احليحل حديثه بالإشارة إلى أن العقوبات المشددة تطبق إذا كان مرتكب الفعل من الأشخاص الذين يمارسون سلطة عمومية أو أحد الأشخاص المنصوص عليهم في الفصل 225 من القانون الجنائي، متى ارتكب الفعل لغرض ذاتي أو بقصد إرضاء أهواء شخصية.

في الختام، تظل الاعتداءات التي تطال النساء في المغرب تحديًا اجتماعيًا وثقافيًا يتطلب مواجهة شاملة من المجتمع والدولة. ورغم الجهود المبذولة من قِبل السلطات والجمعيات الحقوقية لتحسين وضعية النساء وحمايتهن من العنف، يبقى الطريق طويلًا لتحقيق المساواة الفعلية وضمان العدالة الاجتماعية.

مجموع المشاهدات: 3950 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (6 تعليق)

1 | العايق الفايق
الحل واضح
الاجراء الذي سيعطي اكله لا محالة هو عملية الاخ....صاء للقضاء على ظاهرة اغتصاب الاطفال الابرياء وهتك عرض الفتيات والنساء وتشويه سمعة البلاد والعباد. العالم اصبح قرية صغيرة والمغرب مقبل على تنظيم استحقاقات عالمية كبيرة والمتربصين بالمغرب ينتظرون مثل هذه الفرص للانقضاض عليها مثل بلاد الكراغلة التي لا شغل لها سوى تتبع ما يجري في المملكة الشريفة .
مقبول مرفوض
5
2024/09/26 - 11:01
2 | محمد
تحديد التحرش
يجب وضع تعريف مؤطر للتحرش. تعنيف او إجبار فتاة او امراة في الشارع على مصاحبة شخص يعتبر جريمة ولا يدخل في اطار التحرش.اما التواصل معها باي طريقة لا تمس بحالتها النفسية او الجسدية لا يعتبر تحرش،لانه توجد فءة عريضة من النساء في الشارع يرغبن في سماع الكلام اللطيف الموجه لهن. وذلك بحثا عن نوع من العطف الذي ينقصهن داخل بيتهن. والبعض من الفتيات يعتبرنه راءزا للكشف عن مكانتهن وحظوظهن في الزواج. وهناك فءة اخرى معروفة بما يسمى بائعات الهوى،يقتنصن زيناءهن....
مقبول مرفوض
1
2024/09/26 - 11:29
3 | أدميرااال سعيدوف
غباء وهراء
يتم تجريم الرجال المتحرشين نعم ولكن ماذا عن النساء المتحرشات لماذا لا يوجد قانون يؤطر التحرش الجنسي ضد الرجال بارتداء النسوة للملابس الفاضحة وكشف العورات عن أي تحرش تتحدثون ان هاته القوانين الوضعية الزائفة هي سبب هاته المشاكل لا محالة لو تم تفعيل القوانين الدينية الإسلامية لن يقع شئ من هذا اذكروا ان تم التحرش لفتاة متحجبة ملتزمة ابدا بل الكل يحترمها ويفضل بصره عنها اما الكاسيات العاريات فهن من يرغبن بالتحرش
مقبول مرفوض
-1
2024/09/26 - 11:56
4 | سرحان
لك السي محمد صاحب التعليق رقم 3
ناخذ برأيك الذي يقول أن النساء يحببن سماع الكلام اللطيف الجميل في الشارع. أسألك: هل ترضى أو هل تقبل أن يسمع (بضم الياء و كسر الميم) أحدهم أختك إن كانت لك أخت أو أمك أو زوجتك هذا الكلام اللطيف المعسول؟؟؟
مقبول مرفوض
0
2024/09/26 - 12:07
5 | المصطفى
من يتحرش بمن ؟
طبعا لا احد يوافق على الاعتداء على الفتيات في الطرقات ولكن يجب علينا ان نربي فتياتنا كذلك على ارتداء لباس محتشم لماذا مثلا في دول الخليج او ايران او حتى اندونيسيا او ماليزيا حوادث التحرش عندهم نادرة؟ فنحن في المغرب امام شباب مكبوت قهره الفقر وتستفزهن بعض الفتيات بلباسهن ولحمهن المكشوف بدعوى الحرية الشخصية الا ينبغي وضع ضوابط لهذا المجتمع للتقليل من هذه الظاهرة المشينة في ظل استاقلة كثير من الاباء عن تربية ابنائهم وتركهم لترببة الشارع
مقبول مرفوض
-3
2024/09/26 - 01:33
6 | حمو
التحرش
قبل التكلم عن التحرش و معاقبة المتحرش يجب الرجوع إلى من المسؤول و كيف حدث هذا التسيب في الانحطاط الأخلاقي الذي اصبحنا نعيشه الابتعاد عن معتقداتنا الإسلامية والمطالبة بحقوق الحريات هي الأسباب الأولى في انحلال الأخلاق زيادة على انحطاط التعليم والتربية في مدارسنا ولا ننسى تبعيتنا للغرب و الانطياع لما يفرضه علينا صندوق النقد.لا ألوم الأطفال ولكن ألوم الدولة اولا والحقوقيون و الشابة التي فتحت عليها باب الذل لانها كان عليها ان تحترم المجتمع العام لان مجتمعنا ليس كله فاسد كما كان عليها ان تحترم مشاعر الغير وإذا كان لابد من المعاقبة فمعاقبتها واجبة
مقبول مرفوض
-1
2024/09/26 - 02:47
المجموع: 6 | عرض: 1 - 6

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة