رالي المغرب ينطلق من مراكش.. وجوهرة بناني ضمن الأبطال العالميين المشاركين

أجواء انطلاق أشغال المجلس الوطني لحزب الاستقلال

دورة ساخنة لجماعة طنجة وانتقادات حادة من المعارضة للرئيس الليموري

تفاصيل جديدة مثيرة في ملف "إسكوبار" الصحراء

قانون المسطرة المدنية يدفع المحامين للاعتصام باستئنافية البيضاء

الفيزازي: الهدنة في غزة مستبعدة لأسباب كثيرة

قرصة أذن للسيد إيريك غيريتس

قرصة أذن للسيد إيريك غيريتس

 

 





تحدث قائد المنتخب المغربي لكرة القدم حسين خرجة عشية الديربي المغاربي الذي جمع بين أسود الأطلس و نسور قرطاج يوم أمس الإثنين، و أكد على أن زملاءه عازمون على الإنتقام من المنتخب التونسي، و ردّ الدين بعد خسارة نهائي كأس الأمم الأفريقية (2004)، و الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم بعد سنتين من ذلك على يد نفس المنتخب. لكن تلك الإدارة و العزيمة التي تحدث عنها خرجة، لم تتجل في مباراة الأمس، لعله كان يصد لقاءً آخر في المستقبل القريب!


ذلك الرد الذي بحث عنه المغاربة منذ فترة طويلة، بعد سلسلة من الانتكاسات أمام الأندية و المنتخبات التونسية في السنوات الأخيرة، تأجل إلى موعد لاحق، ربما في الأدوار القادمة من كأس الأمم الأفريقية التي تقام حالياً في غينيا الإستوائية و الجابون، فالمهم الآن أن يتخطى أسود الأطلس الاختبار القادم بأفضل طريقة ممكنة.

 

العديد ممن تابعوا مباراة الأمس أشادوا بالندية الكبيرة التي لعب بها كلا المنتخبين، وهذا بديهي لأنها كانت مباراة ديربي يجمع بين كبار المنتخبات في شمال أفريقيا، و ليس من السهل تقبّل الهزيمة من جمهور الفريقين، لكن العظيم أن تسود الروح الرياضية بين التوانسة و المغاربة، و هذا أمر مشهود له على مر التاريخ.



ولتحليل المباراة، يجب أن نشير أن المغرب هزم نفسه بنفسه، لأن منتخب تونس لم يكن في أفضل حالاته إن صح التعبير، فهذا الخصم العنيد الذي واجهه المنتخب المغربي اليوم لم يظهر بمستواه الحقيقي بعد، و ربما فوزه ليلة الأمس سيساعده بشكل كبير في الدخول في المنافسة، و بذل المزيد من الجهد للإرتقاء نحو الأفضل، ليصبح من المرشحين الأقوياء للظفر بالمونديال الإفريقي.



إن الاعتراف بالنقاط السلبيات في أداء أسود الأطلس في مباراة الأمس شيء مستحب لتدارك الموقف و تصحيح الأخطاء قبل مواجهة البلد المنظم، منتخب الجابون، يوم الجمعة المقبل في مباراة مصيرية، فسوء التغطية من الظهيرين (بادر القادوري و كرتيان بصير)، و البطء في التحضير و بناء الهجمات من الخلف -بسبب الأداء الباهت من القائد حسين خرجة-، تسبّبا في عدم دوران عجلة المنتخب المغربي إلا في مناسبات قليلة.



صحيح أنه لم تكن هناك عوامل كثيرة لتساعد المنتخب المغربي في تخطي عقبة نسور قرطاج، لأن مدربهم سامي الطرابلسي دخل المباراة بواقعية كبيرة، و احترم خصمه أشد الاحترام، و لم يكن الاستحواذ على الكرة و التفوق الكبير من النواحي الفنية و السرعة في الإنطلاقات، قد سيفيد أسود الأطلس في شيء بسبب ضعف لياقته التي منعته من الضغط بشكل متواصل على مرمى المثلولي لإصطياد الأخطاء، فتلك كانت النقطة الأهم لو أراد المغاربة الفوز بالمباراة.



تلك القصة واضحة و السبب وراءها معروف، ألا وهو عدم التحضير بشكل جيد لبطولة من حجم كأس الأمم الأفريقية، فاللعب ضد أندية متواضعة من الدوري السويسري، دون خوض مباريات ودية أمام منتخبات أفريقية أو عالمية، جعل لاعبي إيريك جيريتس يصارعون من أجل البقاء على أرضية الملعب و تقديم أقصى ما في جعبتهم "الفارغة".


أيضاً لا يجب نسيان تلك الأخطاء الدفاعية القاتلة التي شاهدناها من الطرف المغربي، الذي كان الجميع يمدح نجوم خط دفاعه، لاسيما مهدي بنعطية الذي تعلم الكثير في المدرسة الكروية الإيطالية مع أودينيزي، و الذي أظهر للجميع في سابق المواعيد أنه القائد الحقيقي لخط دفاع أسود الأطلس، حيث اعتدنا طوال السنوات الماضية وجود إسم واحد يقود الخط الخلفي للمنتخب المغربي، و يتحكم في زملائه كيفما شاء، و ينصحهم في حال الضرورة (مثل اللاعب السابق نوردين النيبث)، لكن هذا ما لم يحدث أمام تونس، فعوض أن يكون بنعطية القائد المثالي للأسود، كان العنصر المخيب، إذ يتحمّل جزءً كبيراً من مسؤولية الهدف الأول للتوانسة، بعد أن قتل مصيدة التسلل التي أحكمها زملاءه، عبر ركضه خلف لاعبي الخصم أمام المرمى!



نعم، كان من المفروض استغلال نقاط ضعف منتخب تونس -الذي أعيد و أكرّر بأنه لم يظهر بمستواه الحقيقي أمام المغرب على الرغم من فوزه-، و من بينها: عدم إستغلال أخطائه الدفاعية، لاسيما الأخطاء التي وقع فيها المدافع الشاب أيمن عبد النور في التغطية، بالإضافة إلى عدم التحرك في العمق بعدما أتيح للمنتخب المغربي العديد من المساحات لضرب الدفاع التونسي من كرة واحدة، حيث بدا من السهل اختراقه عبر التمريرات البينية في ظهر مدافعيه -خاصةً في الشوط الأول-، وقد اتضح ذلك من تمريرة بوصوفة التي انفرد بها الشماخ بالحارس، و لولا قلّة تركيزه و محدودية مهاراته، لما أضاع الفرصة و لكان المنتخب المغربي صاحب هدف التقدّم في النتيجة.



إن الحديث عن مباراة الأمس لن ينته، لكن يجب إيصال رسالة واضحة المعالم للمدير الفني البلجيكي إيريك جيريتس الذي سانده الجمهور المغربي منذ وصوله قادماً من الهلال السعودي، و هو أن المنتخب المغربي منتخب كبير و يمتلك إمكانيات محترمة للفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية، على الرغم من قوة المنافسين و تاريخهم الحافل في المسابقة.



في اللقاء القادم أمام الجابون، ليس هناك بديل للفوز، و لتحقيق المبتغى يجب تفادي العديد من النقاط الهامة، و هي تحسين مستوى خط الدفاع، لا سيما لاعبي الأظهرة الذين يتركون مساحات كبيرة للاعبي الفريق الخصم للإنسلال و الوصول إلى منطقة الجزاء بأريحية تامة، ثم تفادي تلقي الأهداف من الكرات الثابتة، فهذه المشكلة سيستعصي حلها في حال اهتزاز الثقة في اللاعبين و حارس المرمى، عند تلقي هدف آخر من كرة ثابتة في الاختبار الصعب أمام البلد المنظم.



ولا ننسىى أنه بات من الضروري على المنتخب المغربي الإدراك أن القوة النفسية و الذهنية كانت السبب في فوز منتخب تونس، على الرغم من تواضع مستواه في مباراة الأمس، و هذا ما يجب أن يتحلى به أسود الأطلس أيضاً في مواجهة منتخب الجابون يوم الجمعة القادم، و من الجيد أن نستغل إمكانياتنا بأفضل طريقة ممكنة دون إرهاق أو إجهاد، لا سيما سرعة الأجنحة (السعيدي و أمرابط) و مهارات صنّاع اللعب (تاعرابت و بلهندة).


المصدر:  عادل الداودي - موقع جول

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات