محمد أزوكاغ
عودنا الناخب الوطني ومدرب الجيش الملكي الإطار المحترم رشيد الطاوسي على رفع المصحف الكريم والسجود داخل الملعب في كل مناسبة يحقق فيها إنجازا أو بطولة كان آخرها الثلاثية التاريخية مع فريق المغرب الفاسي.
غير أن ناخبنا الوطني تعرض مؤخرا كمدرب لهزيمتين متتاليتين الأولى ضد منتخب الطوغو مع الفريق الوطني في لقاء ودي، والثانية وهي الأهم ضد الرجاء البيضاوي مع فريقه الجيش الملكي في نهائي كأس العرش.
فإذا كانت الإنجازات التي حققها الطاوسي مؤخرا جاءت نتيجة لرفع المصحف والدعاء كما يريدنا هو أن نعتقد من خلال سلوكه، ألا يحق لنا وباعتماد نفس المنطق أن نتساءل عن السر وراء خسارة كأس العرش تحديدا؟ وبصيغة أكثر دقة فهل تخلى الله فعلا عن نصرة الطاوسي كما علق أحدهم ساخرا؟
في واقع الأمر مسألة إقحام الدين الإسلامي العظيم في مواضيع ضيقة جدا من قبيل المنافسات الرياضية لا يقتصر على الناخب الوطني فقط، بل أصبح سلوكا مستشريا بين اللاعبين والمدربين وحتى الجماهير والمسيرين.
أصبحنا مؤخرا لا نشاهد تظاهرة رياضية تخلو من سجود جماعي للاعبين أو رفع للمصاحف أو ترديد للأدعية، الأمر الذي يطرح أسئلة ظاهرها غباء وباطنها حجة من قبيل ما علاقة نصر كروي بسجود تعبدي؟
فأنا كمواطن بسيط (وأعتقد أن أغلبكم كذلك) لا يجيد التأويل ولا قراءة ما بين السطور سأفهم من وراء هذه المظاهر، التي أصبحت للأسف عادية، أن الله عز وجل يدخل على خط التباري الرياضي فينصر فريقا على فريق ومدربا على آخر، وبالاستتباع ينتج عنه انتصار فريق مسلم على فريق كافر. فننتقل فجأة من التباري الرياضي الصرف إلى التنافس حول ترديد الدعاء ورفع المصاحف إن لم نقل تجديد الوضوء والتردد على بيوت الله.
وإذا استطردنا مع هذا المنطق سنصل بدون شك، في نهاية الأمر، إلى طرح أسئلة في المقابل حول الانتصارات المتكررة للمنتخبات "الكافرة" على منتخباتنا "المؤمنة"؟ فهل نصر الله الطوغو على المغرب؟ أليست أسئلة مستفزة بحق؟
كرة القدم والمنافسات الرياضية عامة مجرد ألعاب وليست حربا دينية، نفوز فيها بالجهد وليس بالكتاب المقدس، وننتصر فيها بإجادة فنونها والتخطيط السليم لها لا بترديد الآيات والأحاديث النبوية في المدرجات.
نقدر إطارنا الوطني ويعجبنا فيه تخطيطه وانضباطه وحماسه كمدرب في الملعب وليس كداعية أو إمام في المحراب.
الغريب في الأمر أن مثل هذه السلوكيات المغلوطة تلقى ترحيبا وتجاوبا لدى الجميع، فنجد معلقا يردد الله أكبر ومحللا يصف منتخبا بمنتخب الساجدين ومشاهدا يبرر الانتصار بالدعاء أو رفع المصحف.
كثيرا من المظاهر التي ننكرها اليوم والتي تطورت مع مرور الزمن، بدأت بتصرفات فردية معزولة أهملناها فنمت وهونا من شأنها فزادت وانتشرت، وكانت النتيجة أن اختلطت علينا الأوراق وأصبحنا، عن قصد أو بدونه، نربط أمرا بأمر دون سند وبلا مقتضى.
LEKOUARID
T9LID A3MA
KOLO HADIHI SOLOKYAT LAYSAT ILLA T9LIID A3MA FHONAKA LILAASAF MAN YARA LA3IBIN LGHARBIYIN YO9OMON BIHA FY9OMONA BIHA AYDAN .BILAADAFA ILA DALIKA HONAK MAN YAF3AL MITLA LGHARBIYIIN