أنور المسعودي
خلق نادي الرجاء الرياضي الحدث في الأيام القليلة الماضية بعد أن تقدم مسؤولوه بطلب إنشاء قناة تلفزيونية خاصة بالفريق سيطلق عليها إسم (راجا تيفي) , وذلك على غرار كبار الفرق العالمية و التي أسست لهاته الأدرع الإعلامية كي تزيد من شعبيتها و تضيف لها موارد محترمة تنعش بها ميزانية أنديتها.
مشروع الرجاء الطموح و الغير المسبوق يبدو أنه وضع جامعة كرة القدم في حرج كبير بسبب التناقض الواضح الذي تعيشه أنديتنا الوطنية بين قلة من الفرق الميسورة و إن بنسب متفاوتة و أغلبية تعاني قصر ذات اليد و خصاصا لا تخطئه العين و يعلمه الجميع , يجعلها فقط تفكرفي كيفية إنهاء الموسم بأقل الخسائر الممكنة , مع مشاكل بسيطة يستحي المرء من ذكرها لانه من العيب أن بلدا بكل تاريخه الرياضي عموما وتاريخه الكروي خصوصا ما زال يعاني منها , تناقض يتجلى في أن الفئة الغالبة ( الفقيرة طبعا) تعاني غياب ملاعب تصلح لممارسة كرة القدم و صولا إلى مشاكل يبقى معها من المستحيل دفع رواتب اللاعبين و الأطقم التقنية في موعدها.
هذا التباين الواضح و الذي إنطلقت به البطولة ( الإحترافية ) في موسمها الثاني , لم يأتي وليد الصدفة , بل جاء نتيجة عقود من الإهمال للقطاع الرياضي و كرة القدم خاصة , فالعشوائية كانت عنوانا لكل خطط إصلاح كرة القدم المغربية , و ذلك جاء نتيجة سوء إختيار للرجالات القادرة على وضع تشخيص سليم و دراسة مكتملة لواقع الكرة في بلدنا .
هاته الرواسب أبدا لن تعفي مسؤولي الكرة الحاليين من تحمل مسؤوليتهم , فجامعة مكونة من مجموعة من " التقنوقراط " و بعد معاينة السير الذاتية لأغلب أعضائها , ستنبهر لما تتضمنه من كفاءات و تجارب يطغى عليها الحس المقاولاتي , مما يطرح أسئلة منطقية يطرحها المتتبع الرياضي هي ما مدى إستفادة كرتنا من هؤلاء الأشخاص, خصوصا أن كرة القدم الحديثة تسير بحس مقاولاتي ! الجواب سهل طبعا , فإلتفاتة بسيطة لما تعيشه أندية النخبة من مشاكل ستوضح لنا مدى الإستفادة . تساءل آخر موجه للسيد علي الفاسي الفهري هو كم من الوقت يخصصه أعضاء الجامعة لحل مشاكل اللعبة , أم أن إلتزاماتهم المهنية الخاصة تطغى على واجباتهم كأعضاء ? .
كان بالإمكان أفضل مما كان , خصوصا في هاته العهدة الإنتخابية للفريق المسير لجامعة كرة القدم , لكنهم في الطريق لإخلاف الوعد بسبب عدم إستثمار كفاءات بعض من أعضائها لوضع الحلول لجبال المشاكل التي تعاني منها أندية كرة القدم و على رأسها فرق (النخبة) , وفيما يبدو أن الإصلاح الموعود يسير بسرعة السلحفاة بسبب البطئ الذي يمشي به .
فبالقدر الذي أثلجت صدور الكثيرين مبادرة الفريق الأخضر إنشاء قناة , إن كتب لها النجاح ستعطي لبلدنا إشعاعا كبيرا وسط محيطه القاري و أيضا الدولي , فبالقدر نفسه تركت غصت لدى آخرين بسبب هذا التباين و التفاوت الواضح في طموحات أنديتنا , تناقض لن تجده سوى في بلدنا .