عبدالسلام المساتي
توالت الأزمات والصدمات والويلات، توالت الأسماء والوجوه ..ولكن دون أن يتغير شيء في واقع الكرة المغربية. لا أدري أي فيروس أصابنا إلا أنه ولا شك فيروس خطير جدا، اجتمع من أجل علاجه كل أطباء الميدان ولم يزيدوه إلا خطورة وانتشارا. ولنا في فضيحة الجمع العام لجامعة الكرة أفضح دليل على ما قلناه بخصوص خطورة الفيروس. إن تدخل الفيفا ورفضها لتوصيات هذا الجمع وإلزامها للجامعة بالإبقاء على علي الفاسي الفهري رئيسا إجراء انتخابات جديدة في حدود 6 أشهر،هو أمر غير مسبوق في التاريخ الكروي المغربي، وهذا يعني أننا وصلنا إلى قمة العبث !! هذا العبث الذي اعتقدنا أنه اندثر بعد ما حققه فريق الرجاء البيضاوي خلال كأس العالم للأندية التي أقيمت بالمغرب مؤخرا. فوصول الرجاء إلى نهائي هذه المسابقة بعد تغلبه على فريقين نصف كبيرين (مينيرو-مونتيري)، هو بحق انجاز غير مسبوق مغربيا وعربيا ، إنجاز أعاد للمغاربة الحماس التي افتقدناها لأزيد من عشر سنوات .ولكن هل ما حققه هذا الفريق البيضاوي يدخل في باب الانجازات المخطط لها أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد مفاجأة؟؟
لحد الآن سنقول أنه مجرد مفاجأة لا يمكن أن تحسب لصالح المنظومة الكروية المغربية ولا للرجاء إلا إذا ثبت العكس من خلال الاستمرارية. وجب على الفريق الأخضر أن يؤكد أن من طينة الكبار وأنه ممثل المغرب في المحافل العالمية، عليه أن يؤكد ذلك بالاستمرار في حصد الألقاب الوطنية والقارية ، وأول هذه الألقاب التي يجب أن يحصدها الفريق هي كأس عصبة الأبطال الإفريقية لهذا العام حتى يتسنى له المشاركة في كأس العالم للأندية 2014 رفقة فريق مغربي أخر..نحن هنا لا نتكلم عن أشياء مستحيلة بل أشياء ممكنة جدا، فكل الظروف ملائمة لهذا الفريق من أجل تحقيق الانجازات، فالدعم والبرقية الملكيين والحب الجماهيري هي أشياء يجب استثمارها بدل تذكرها مناسباتيا !!
ولكن بالعودة إلى السياق التاريخي سندرك أنه لن يتم استثمار أي شيء، ولنا في دروس 1986،1998،و2004 خير دليل، فبعد كل ما تم تحقيقه خلال هذه السنوات من طرف المنتخب المغربي، كنا نعود خطوتين إلى الخلف بعد أن تنجلي الأفراح وينقضي الحماس، وهذا ما بدأ يحدث مع الرجاء التي لم تحقق إلا فوزا وحيدا على حساب فريق سيراليوني مغمور،منذ آخر فوز لها خلال نصف نهاية كأس العالم للأندية