عماد المزوار
ويتواصل مسلسل العبث بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فبعد التركيبة الرباعية لأربعة مدربين وطنيين لقيادة المنتخب، مرورا بانتظار مدرب أجنبي لمدة سنة وإشرافه مساعده بالنيابة على المنتخب، وإسناد تدريب المنتخب المحلي للإطار الوطني حسن بنعبيشة أيام قليلة قبل بداية الشان بجنوب إفريقيا،يعود أصحاب الحل والعقد بمبادرة هذه المرة من الرئيس المفوض للجامعة عبد الله غلام بتخريجة جديدة لملأ الفراغ تتجلى في إسناد مهمة تدريب المنتخب الوطني المغربي للكبار للعجلة الإحتياطية للجامعة حسن بنعبيشة، لإدارة مباراة ودية واحدة للنخبة الوطنية لكرة القدم أمام منتخب الغابون يوم الأربعاء 5 مارس المقبل بالملعب الكبير لمدينة مراكش.
ووافق الإطار الوطني الشاب حسن بنعبيشة على تحمل هذه المسؤولية المؤقتة التي يعتبرها واجب وطني وكذلك لارتباطه بعقد رسمي مع الجامعة، وهو عذر أقبح من الزلة خصوصا إذا علمنا أن المدير العام للمنتخبات الوطنية للفتيان والشبان والأولمبي الهولندي بيم فيربيك، رفض الإشراف المؤقت على الفريق الوطني احتراما لبنود العقد الذي يربطه بالجامعة حتى شهر ماي القادم والذي لا ينص على تسلم مهام المنتخب الأول ولو مؤقتا، وهو درس لمن يهمه الأمر في احترام الإختصاصات.
من جانب آخر، تظل جامعتنا الموقرة عاجزة عن الإسراع بعقد جمع استثنائي للمصادقة على القانون الأساسي الجديد للجامعة، كما أن امتناع الرئيس المفوض عبد الله غلام عن التعاقد بشكل رسمي مع مدرب للمنتخب الوطني للكبارزاد من حدة التساؤلات لدى الرأي العام الرياضي الوطني حول مستقبل المنتخب الوطني الأول لكرة القدم الذي تفصله أقل من سنة على كأس أمم إفريقيا 2015 التي ستستضيفها بلادنا.
أصل الداء ومكمن الخلل بالجامعة الذي تتحمل مسؤوليته لوحدها هو غياب إدارة تقنية وطنية قائمة الذات بمدير تقني لجميع المنتخبات حتى الكبار، دوره بلورة سياسة تقنية للجامعة وفق استراتيجية واضحة المعالم على المدى المتوسط وعلى المدى البعيد، وكذلك الإستشارة معه لاختيار مدربي المنتخبات الوطنية،وهو الخطأ الذي ارتكبته جامعة الفاسي الفهري وأدت ثمنه غاليا بالإقصاء من مجموعة من الإستحقاقات القارية والدولية، لكن العيب ليس في الخطأ بل التمادي فيه وعدم الإستفادة منه، مما يقتضي ضرورة الإسراع بتعيين مدير تقني وطني وأن تمنح له صلاحيات واسعة مع احترام الإختصاص، ولنا من الكفا ءات الوطنية من هو جدير بتحمل هذه المسؤولية،وشخصيا أرى أن الدكتور حسن حرمة الله له من المواصفات والمؤهلات لشغل هذا المنصب بامتياز بعدما تمت محاربته بشتى الطرق من طرف الجامعات السابقة.