أين المغاربة من تنفيذية الكاف والفيفا؟؟

أخبارنا المغربية : حسن مبارك اسبايس

انتهى مسلسل الشد والجذب بين الكاف وجامعة الكرة في بلادنا في قضية ما بات يعرف بـ"كأس إيبولا" التي كادت تعصف بصحة كرة القدم المغربية "العليلة أصلا" بعدما أصدرت محكمة التحكيم الرياضي "الكاس أو الطاس" ، حسب المسميين الفرنسي أو الإنجليزي، حكما في صالح المغرب بإلغاء العقوبات الجائرة والغرامة المالية الخيالية التي سبق أن فرضها "كاف" عيسى حياتو عقب طلب المغرب تأجيل أمم أفريقيا 2015 التي كانت مقررة في المغرب مطلع العام الجاري.

هذه النازلة في فقه كرة القدم جاءت لتفتح عيوننا على موضوع يبدو لي في غاية الأهمية وهو أين المسؤولين المغاربة في مجال كرة القدم من تنفيذة الكاف والفيفا؟ فحسب علمي المتواضع لم يسبق لأي مسير مغربي ان كان عضوا تنفيذيا في الاتحاد الدولي لكرة القدم عن القارة الأفريقية على الرغم من أن المغرب من الدول الرائدة أفريقيا في مجال كرة القدم بشهادة القريب والبعيد؛ ومن حقنا هنا أن نتساءل عن سبب هذا الغياب غير المبرر لمسيرينا في كرة القدم عن تنفيذيتي الكاف والفيفا؟ هل لأن هناك خلل في كفاءة مسيرينا ومنظمتنا الكروية؟ أم هو إقصاء مقصود من الكاف؟ أم هو عدم توفر الأطر الأكفاء في مجال كرة القدم في المغرب؟

بالأمس جرت انتخابات اللجنة التنفيذية للكونفيدرالية الأفريقية لكرة القدم"كاف" في القاهرة التي حسم صراع التنافس على مقعدي أفريقيا المتبقين بين 3 أسماء هي التونسي طارق بوشماوي والكونغولي عوماري كونستانتين سليماني والإيفواري جاك أنوما، العضو السابق في الفيفا عن القارة السمراء؛ وحسم الأمر في الأخير لفائدة المرشح التونسي بوشماوي والكونغولي سليماني فيما خرج الإيفواري أنوما من اللجنة التنفيذية. فأين المغاربة من هؤلاء علما أننا نكاد نكون البلد الوحيد من الشمال الأفريقي الذي لم يمثل في تنفيذية الفيفا، إذا ما استثنينا ليبيا وموريتانيا، فمصر وتونس والجزائر كلها ممثلة أو مثلت من قبل من خلال أسماء من أمثال هاني أبو ريدة ومحمد روراوة وسليم علولو وسليم شيبوب.

فباستثناء وجود هشام العمراني وقبله سعيد بلخياط في أدوار الظل في الكاف، ليس هناك سجل يذكر للأطر الكروية المغربية في مجال التسيير الرياضي على مستوى الكاف أولا فما بالك بالفيفا! وفي تقديري فإن الخلل جذري في عالم تدبير شأن الرياضة عموما وكرة القدم بشكل خاص حيث أنه يعكس واقع حال من يسهر على كرتنا وباي كفاءات تسير إذا ما كان هذا مقياس للحكم على قدرة أطرنا في التسيير المحلي أولا والتميز في مناصبهم إذا ما أرادوا الطموح إلى الكاف أو الفيفا بفكر وثقافة تسيير رياضي حديثة وفق المعايير الدولية من خلال التخصصات وأفكار المساهمة في تطوير الممارسة الكروية في القارة.

فممثل تونس مثلا في الكاف، طارق بوشماوي، الذي فاز بالأمس بعضوية تنفيذية الفيفا، يتولى رئيس لجنة تعيين الحكام في الكاف منذ مدة وقبله سليم شيبوب وقبلهم سليم علولو ... وكلهم مروا عبر نادي الترجي أو أندية أخرى وكانت لهم كلمتهم في الكاف والاتحاد الدولي؛ فأين نحن من هؤلاء وأين توارى مسييرونا في الأندية والعصب والجامعة على تولي هكذا مناصب قيادية في الاتحادين القاري والدولي؟!!

مجرد رأي: هاجم الكثيرون من المغاربة سواء الشارع الرياضي العام أو حتى بعض المسؤولين في هرم الكرة المغربي هشام العمراني الكاتب العام للكونفيدارلية الأفريقية لكرة القدم بسبب وقوفه إلى جانب الكاف ضد بلده الأصلي المغرب لما رفع الأمر إلى الكاس/ الطاس، والواقع أن موقفه مبرر بحكم أنه موظف الكاف وإن كان عليه من باب تجنب الانتقادات أن يطالب بالإعفاء من تلك المهمة الصعبة وإن كانت ديمقراطيا لا عيب فيها كما يرى الكثيرون.