أخبارنا المغربية
عبدالاله بوسحابة : أخبارنا المغربية
لا أحد يمكنه أن ينفي حجم الفرجة و الاحتفالية التي صنعتها الجماهير المغربية في كل الملاعب الوطنية مع ميلاد " الإلتراس " بالمغرب ، و بفضلها تمكن المغاربة من التربع على عرش أفضل الجماهير في العالم ، و لنا في الأرشيف خير دليل على صحة ما أقول ، لكن ما الذي تغير حتى أضحى الأخ يقتل شقيقه و الخل يحارب خليله ؟
لا يمكن ان نصدق أن تلك الجماهير المغربية على اختلاف أطيافها ، بعدما كانت تصنع الفرجة في المدرجات و تتنقل رفقة فرقها في مكان ، تتحول بقدرة قادر إلى وحوش ضارية تنهش بعضها البعض ، من سمح لها بإدخال تلك الأسلحة البيضاء إلى الملاعب حتى يتسنى لها أن تخرب وترتكب الجرائم والحماقات ؟ الأكيد ان المستهدف من ذلك هو " فكر الألتراس " الذي استطاع أن يشكل ضغطا قويا ، تخطى كل الحدود الحمراء ، برفعه لشعارات و رسائل قوية ، أغضبت بعض الجهات التي تتحكم في اللعبة ، لأجل ذلك جاء التفكير في حظر أنشطة الألتراس ، عبر خطة محبوكة الفصول ، يعلمها الصغير قبل الكبير ، و المتمثلة في أحداث " السبت الأسود " التي شهدتها مقابلة الرجاء البيضاوي و شباب الريف الحسيمي الموسم الماضي ، التي خلفت وفيات وإصابات بعد حرب دامية بين فصائل الرجاء .. كما قيل .. لكن هل يعقل ان تصدق رواية من هذا القبيل ؟ لماذا لا يمكن القول بأن جهات معينة هي من خططت لذلك ، للهدف ذاته الذي دركناه من قبل ؟ نتج عن ذلك صور قرار حاسم بحظر أنشطة الألتراس.
قرار أغضب الجماهير المغربية عموما ، و دفعها نحو العزوف عن متابعة المقابلات ، إلى أن جاءت فكر الحضور بأقمصة سوداء وحدت مطالبهم و غضبهم واحتجاجهم وفق أسلوب حضاري راق ، لا يعكس بحال ما تود بعض الجهات إلصاقه بـ" الإلتراس " ، فالجماهير هي هي ، سواء كانت بزي الألتراس أو بدونه ، و إن كانت بتلك الهمجية التي خلفت قرار الحظر ، فلماذا لا تتكرر تلك المشاهد مرة و مرتين و ثلاثة …
في اعتقادي الخاص ، المستهدف من العملية هو " فكر الألتراس " الذي أضحى قوة ضغط كبيرة على بعض الجهات ، لذلك جاء التفكير في خطة لدحض هذا الفكر ، ووأده عند المهد قبل ان ينمو ويتطور و يتغلغل ، و يصبح فكرا سائدا بقوة ، لكن في قرار حظره خرق سافر لحرية التعبير و التفكير التي تعد من أهم ركائز الدستور المغربي ، و الأكيد أن الذي سمح بإدخال أسلحة بيضاء و ما شابه ذلك من أجل الاقتتال في الملاعب ، هو نفسه من يضبط اليوم ايقاعات الملاعب ، و يمنع حتى إدخال " إشاب " أو أي رمز من رموز " الألتراس " .
Ali
Ultras
عن أي التراس يتحدث المقال ؟ لم يبقى منهم إلا حليقي الرؤوس مرفوع العقل باصناف المخدرات