أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة
يقال: "خلف كل نجاح، هناك أعداء"، وهذا أمر طبيعي، لأن النفس البشرية جبلت على رفض كل ما فضل وميز به الله بعض الناس على بعض، لذلك، غالبا ما يجد كل متفوق في أي مجال من مجالات الحياة، من يحسده أو يحقد عليه، خاصة أقرب المقربين، حيث يرى في نفسه أنه أولى بذلك النجاح من غيره، لأسباب تتراوح بين ما هو سيكولوجي واجتماعي..
وارتباطا بما جرى ذكره، يرى كثير من المتابعين، أن حالة مايسترو المنتخب المغربي "عز الدين أوناحي"، تندرج في نفس السياق، خاصة بعد استهدافه بشائعات مغرضة، مباشرة بعد عودته من مونديال قطر، أين خلد اسمه بمداد من الفخر في سجل الكرة العالمية، بعد أن قاد الأسود إلى بلوغ نصف نهائي كأس العالم.
ولأن المثل المصري الدارج يقول: "الضربة لي مبتصبش، بتدوش"، فإن نجم المنتخب المغربي مطالب بإعادة ترتيب كل أوراقه، حتى لا يقع مجددا في المحظور، وهذه نصيحة وجهها كثير ممن يحبون له الخير ويرغبون في أن يصبح خريج أكاديمية محمد السادس، أحد أبرز نجوم الكرة على الصعيد العالمي، وهو أمر يمكن تحقيقه، خاصة بعد أن حاز ثناء وإشادة أشهر المدربين في العالم، وهو لازال في سن مبكرة (22 سنة).
عدد من المتابعين شددوا أيضا، على أن الثمار التي قطفها "أوناحي" بمونديال قطر، ينبغي عليه أن يتلقفها بعقلية احترافية صرفة، ويعمل جاهدا على استثمارها بشكل جيد، بما يضمن تطوير أداءه وسلوكه، سواء داخل الميدان أو حتى خارجه، خاصة فيما يتعلق بمحيطه الخارجي، لأن "أوناحي" الأمس ليس هو "أوناحي" اليوم، وبالتالي، موضحين أن هذا المستوى الذي بلغه اليوم بعد مجهودات جبارة كلفته سنوات من العمل والمثابر، قد ينسف بجرة قلم.. وله في ما قيل من قبل، نماذج عديدة للاعبين دمروا أنفسهم بأنفسهم، وهو ما لا نتمناه له ولا لغيره من زملائه في المنتخب المغربي ولا حتى في البطولة الوطنية عموما.
إن ما وصل إليه "أوناحي" اليوم، هو مجرد خطوة في مشوار طويل، يفرض عليه أولا انتداب وكيل أعمال محترف، يحرص على أدق تفاصيل حياته، أسوة بكبار اللاعبين على الصعيد العالمي، وكيل أعمال يقوم سلوكه ويرتب خرجاته الإعلامية، ويخطط لمستقبله.. وهو ما يعني وضع قطيعة تامة مع الماضي بكل تجلياته السلبية، هذا إن أراد الارتقاء في سلم المجد الكروي، سيما بعد العروض الكبيرة التي انهالت عليه من كبار القارة العجوز، والتي رفعت قيمته التسويقية إلى مستويات قياسية، تجاوزت سقف الـ 40 مليون يورو.
نحن اليوم لا نقدم الدروس للاعبنا المحبوب "عز الدين أوناحي"، لكن ما دفعنا إلى كتابة هذه السطور، هو حبنا الكبير له أولا، وثانيا لإيماننا الراسخ بأنه موهبة كروية كبيرة، تستحق الدعم والمساندة، كما تستحق التوجيه والتحذير أيضا، وأملنا اليوم أن نراه نجما بارزا يسطع في سماء كرة القدم العالمية.
مغربية
مغربية وافتخر
ارفع القبعة لصاحب الموضوع ولنصاءحه القيمة لفرد من أفراد منتخبنا البواسل وشكرا مرة أخرى وجزاك الله خيرا