أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية : عبد الرحيم القــاسمي
لا يُساورنا شكٌ في أن الأزمة الحقيقية التي تعيشها الكرة المغربية ليست وليدة اللحظة بالذات ،بل هي نِتاجٌ لتظافر مظاهر الفساد البنيوي الذي عمَّر في مختلف أجهزة اللعبة منذ أمد ليس بقريب ؛فكل ما يقع للكرة المغربية هو نتيجة طبيعية لسوءِ التدبير والتسيير والضغط المُمنهج الذي يُمارسه من يتحكمون في دواليب اللعبة ،من يتصرَّفون بعنجهية وبمزاجية لا متناهية ،أشخاصٌ همُّهم الوحيد هو المُحافظة على امتيازاتهم الشخصية ولو كانت على حساب مصلحة الوطن وأبطاله الحقيقيين و مدربيه وتقنييه الذين كرسوا حياتهم لرفع علم المغرب عالياً في المحافل الدولية.
واذا اعتُبرت الدراسة والتخطيط وكذا تبني سياسة تشاركية تنفتح على أكبر عدد ممكن من المتدخلين أساسُ النجاح ،فإن بمثل الاختيارات المزاجية لهؤلاء الذين حشروا أنوفهم فيما لا يعنيهم ،ستكون النتيجة كارثية بكل ما تحمل الكلمة من معنى ،وهذا ما تعيش عليه بالفعل محبوبة الجماهير المغربية ،فالأموال الطائلة التي رُصدت لها منذ عقد وينيف - خرجت من جيب دافعي الضرائب - ذهبت سدىً نكسات وانكسارات متتالية ولا بارقة أملٍ تلوحُ في الأفق القريب ونحن على أبواب "الكان" في نُسخته المغربية.
كأس أمم افريقيا 2015 على الأبواب ولا جامعة مغربية مُعترف بها
كما هو معلوم لكل المتتبعين فإن لجنة الطوارئ في الاتحاد الدولي لكرة القدم كانت قد قررت إبطال الانتخابات التي أجرتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في 10 نوفمبر الماضي ،واتخذ هذا القرار "في ضوء عدم التزام الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بواجبها المتمثل في الامتثال لتوجيهات الاتحاد الدولي (المادة 13، الفقرة 1 أ) من نظام فيفا الأساسي".
قرارُ الفيفا القاضي بإبطال انتخاب المكتب الجامعي الجديد ومُطالبته اللجنة التنفيذية المنتهية ولايتها تولي مسؤولية إدارة الجامعة أدخل المتتبعين للشأن الرياضي المغربي في "حيص بيص" ،فلا السيد فوزي لقجع تسلم المهام ولا السيد علي الفهري رجع ؛وفي خضم هذا الجذب تلوح في الأفق بعض الإختيارات الانتهازية التي لاشك ستُعيد انتاج نفس المسلسل التقهقري الرتيب.
سنة بالتمام والكمال تفصلنا عن الكان المغربي ولا منتخب مغربي بعدُ
إذا كان من الصَّعب إيجاد توليفة مُنسجمة قادرة على المنافسة طيلة الأشهر بل السنوات العِجاف السابقة ،فهل يُعقل في ظرفٍ وجيزٍ تكوين نُخبة تحمل شخصية البطل الإفريقي ؟ لا أتصور ذلك فالكرة الإفريقية تتطور بوتيرة سريعة وكل دورة جديدة تأتي بمنتخبات مغمورة الى الواجهة ،تُعلمنا أدبيات للآسف كان للمغاربة عهد بها منذ قديم.
وإذا كان البعض يُعوِّل على منتخب "كوكوت مينوت" للتألق ولربما نيلَ اللقب فهذا من حقة ،لكن الواقعية والموضوعية تفرض نفسها في الاخير بعيداً عن لغة الأحاسيس الجياشة فكل المغاربة الغيورين يُحبون الخير لمنتخبهم يفرحون ويحزنون تبعاً لطبيعة نتائجه المُحصلة ؛وهنا أتساءل منذ متى أسْعدَ منتخبنا الوطني جماهيره العريضة حتى ينال منا اليوم بالذات الثقة الكاملة بقدرته على حصد اللقب الإفريقي ؟
الغالب على الظن أن آخر مرة خرج فيها المغاربة الى الشوارع بالملايين للتعبير عن فرحتهم تجاه منتخبهم تعود لسنة 2004 مع وصول النخبة الوطنية لمباراة النهاية بتونس وهي فرحة بالمناسبة غيرُ مُكتملة (كان بالإمكان نيل اللَّقب الإفريقي) ،حدث رياضي آخر أخرج ملايين المغاربة للشارع اختلطت فيه مشاعر الحُزن بالفرحِ - وقيل عنه الكثير- وهو عودة النخبة الوطنية من الدور الأول من كأس العالم لسنة 1998 بفرنسا وهي مرفوعة الرأسِ ؛فهل قَدرٌ علينا نحن المغاربة أن نفرحَ فرحتين منقوصَتين مرتين كلَّ 15 سنة أو أكثر ؟.
إختيار الناخب الوطني يكتنفه الغموض ولحد الساعة لا ناخب مُنتخب
يُخيل الي والله أعلم أن مسؤولي الرياضة في هذا البلد الحبيب في واد والرياضة في واد آخر ،وإلا فبماذا نفسر اللامبالاة تجاه الحسم في انتخاب ناخب جديد خاصة وأن الوقت لا يسمح بهذا التماطل المُبالغ فيه ،أم أن المسؤولين يعملون بمقولة "لازرْبة عْلى صْلاح اللِّي زرْبو ماتو" ،المُهم أن الضبابية والغموض هما سيدا الموقف ليبقى المُتضرر الكبير هو المنتخب الوطني.
وفي إنتظار فتح باب الترشيحات (ان فُتح وهذا بدوره مستبعد) أقول إننا لم نعُد في حاجة لإعلام فاشل يُطبل ويُقنعنا بأحقية مرشح دون سواه فتلك الممارسات هي سبب تخلفنا ،إعلامٌ صوَّر وسوَّق لنا يوماً ما الناخب السابق "غيرتس" على أنه مدرب بمواصفات عالمية في استحمار غير مسبوق للعقول ؛نفس القول ينسحب على الناخب الذي انتهى عقده وخرج من الباب الضيق خفية بعيداً عن الانظار ،ناخب قالت عنه الصحافة الصفراء الكثير وصورته على أنه المنقذ متجاهلة انبطاحه الكبير أمام أسياده الذين جاؤوا به في جُنح الظلام الدامس في خطة غير محبوكة لم يكنِ النجاح حليفاً لها.
الجمهور الرياضي يترقب والسيد الوزير يحاول إدارة الأزمة
لقد ظل الجمهور المغربي على الرغم من توالي مُسلسل النكسات حاضراً وبقوة خلف منتخبه المهترء معتقدا أن دعمهُ سيشكل قيمة مُضافة وشحنة قادرة على إخراجهِ من محنَته التي عمَّرت وعشْعشَت ،الا أن المؤشرات تدل على أن الأمور لا تسير في الاتجاه السليم ،وإذا كان وزير الشباب والرياضة السيد محمد أوزين صرَّح بعد الخروج المُذل للنخبة الوطنية من كأس إفريقيا بأنه سيتَّخد عدةَ إجراءاتٍ لإعادة الثقة للرياضيين والجمهور المغربي ،فقد طال الإنتظارُ ولا إجراءات جذرية أُعلن عنها مما يوحي بالإعتقاد أن تلك التصريحات وغيرها كثير هي فقط موجهة للاستهلاك ومحاولة منه لإدارة أزمة يبدو أنها امتدت وطالت.
driss
kfgjghjg
una mierda ¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡¡`````````````````````````+++++++++++++++++*******************