أخبارنا المغربية ـ وكالات
في الوقت الذي تحاول فيه كرة القدم الإيطالية استعادة أمجادها، تعود مشكلة استفحال العنصرية في الملاعب الإيطالية للواجهة لتحجب أداء المنتخب و فرق الـ"سيري أ" (الدرجة الأولى ) في دوري أبطال أوروبا أقوى مسابقة للأندية في العالم.
فتكرار مشاهد العنصرية ضد لاعبين من جنسيات مختلفة أثار استياء و جدل في الأوساط الرياضية الإيطالية و الدولية ، إذ أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جاني إنفانتينو أنه "لا يمكننا قبول العنصرية في المجتمع وفي كرة القدم"، مشيرا إلى أن الوضع "لم يتحسن" بخصوص العنصرية في الملاعب الإيطالية.
و جاء تصريح إنفانتينو لقناة "راي 2" الإيطالية تعليقا على توقف مباراة أتالانتا وفيورنتينا ضمن الدوري المحلي لبضع دقائق بسبب صيحات عنصرية استهدفت مدافع الأخير البرازيلي دالبير هنريكي.
و بالنسبة لإنفانتينو فإنه يتعين "علينا أن نحدد هوية المسؤولين و نطردهم من الملاعب. يجب فرض عقوبات واضحة، كما في إنكلترا، يجب ألا نخاف من إدانة العنصريين، يجب أن نقاتلهم حتى النهاية".
و منذ بداية الموسم، تم استهداف مهاجم إنتر ميلان الدولي البلجيكي روميلو لوكاكو ولاعب وسط ميلان الدولي العاجي فرانك كيسيي بصيحات القردة دون اتخاذ أي عقوبة بحق الجماهير وأ نديتها.
و كان لاعب وسط يوفنتوس الدولي الفرنسي بليز ماتويدي وزميله في الفريق مويس كين ضحايا هذه الظاهرة في الموسم الماضي.
و في دجنبر الفارط، عاشت كرة القدم الإيطالية يوما أسودا بسبب الصيحات العنصرية المتكررة تجاه مدافع نابولي السنغالي كاليدو كوليبالي، و وفاة مشجع لنادي إنتر ميلان، عقب أحداث شغب حول ملعب مباراة الفريقين في المرحلة 18 من دوري الدرجة الأولى.
و لا تعتبر الممارسات العنصرية وليدة اليوم في كرة القدم الإيطالية، إذ طالت هتافات استفزازية في الأعوام الماضية لاعبين عديدين . وفي كل هذه الحالات، بقيت العقوبات في حدودها الدنيا.
وبحسب مدير مرصد مرقبة العنصرية في كرة القدم الإيطالية ماورو فاليري فإنه "بشكل عام، لا تتوفر في أي تصرف عنصري سجل إلى حدود اليوم الشروط التي بموجبها تتم معاقبة الأندية. كما أن العقوبات، في حال وجدت، لا تفرض إلا مع وقف التنفيذ. و هذا أمر سخيف".
و بموجب معايير فرض العقوبات التي تضعها رابطة الدوري الإيطالي، "يجب على ما نسبته 1 بالمئة على الأقل من مدرجات المشجعين أن تكون متورطة في الهتافات العنصرية"، وأن تكون هذه الهتافات "مسموعة بشكل واضح"، وأن تستهدف بشكل واضح أحد اللاعبيين".
و ذكر أنه خلال العامين الماضيين، سجلنا 80 حالة توجيه إهانات إلى لاعبين ذوي بشرة سمراء خلال مباريات الفئات الشابة، وغالبا ما توجه من قبل مشجعين من الفريق الخصم"، مضيفا أن العنصرية في الملاعب تمارس بشكل شبه يومي، لكن يبقى الأمر دون أي معالجة".
انتقاد سعى الاتحاد الإيطالي لكرة القدم إلى تجاوزه من خلال الإعلان أمس الخميس عن تعديل بعض القوانين المنظمة لهذه الرياضة بإلغاء الفصل الذي ينص على "عدم مسؤولية الأندية"، والتي سيقع على عاتقها ابتداءا من هذا الشهر "مسؤولية العنصرية في الملاعب" .
و شدد رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم غابرييلي غرافينا بالقول "إنه تغيير في التعاطي مع هذه الظاهرة، لأن الأندية اليوم ستصبح مطالبة بالالتزام بمنع كل انتهاك لمبادئ كرة القدم وأخلاقياتها وضوابطها الداخلية". و "ستكون المسؤوليات فردية".
بالمقابل ، برر بعض المشجعين لأندية إيطالية تصرفاتهم الاستفزازية بكونها "وسيلة" من أجل "مساعدة فرقنا" على الفوز و محاولة خلق حالة "توتر في صفوف خصومنا (...) نحن مجموعة تضم جماهير من أعراق مختلفة ولطالما رحبنا باللاعبين جاءوا من أمكان مختلفة".
غير أن هذه المبررات التي تزكيها ثغراث قانونية تجعل العنصرية تخرج عن نطاق الملاعب الرياضية ، لتطال حتى المنابر الإعلامية ، ففي سابقة هي الأولى من نوعها، قررت القناة الرياضية الإيطالية (طوب كالتشيو 24 )، قبل أسابيع، إيقاف المحلل و الخبير الرياضي، لوتشيانو باسيراني، إثر تعليقاته العنصرية تجاه البلجيكي روميلو لوكاكو، مهاجم فريق إنتر ميلان الإيطالي.
و ذكرت وسائل إعلام إيطالية أن باسيراني مدح لو كاكو "بشكل ساخر" في حديثه عن مباراة إنتر ميلان وأودينيزي في بطولة الدوري الإيطالي ، خلال استضافته في أحد البرامج الرياضية.
و حسب المصادر ذاتها فإن التعليقات العنصرية، دفعت مدير القناة فابيو رافزاني، إلى اتخاذ قرار فوري بإيقاف باسيراني وحظر ظهوره على الشاشة، مقدما الاعتذار عن ما بدر من المحلل الرياضي الذي لن يتم السماح له بالظهور مرة أخرى على القناة.
و تعددت أشكال العنصرية تجاه لاعبين محترفين في أيطاليا، لكن الإجراءت التي تم اتخاذها لحدود اليوم تبقى غير مجدية لتطويق ظاهرة تستفحل يوما بعد يوما في غياب عقوبات زجرية صارمة تحصن عالم المستديرة .
Connaisseur du mon noir
Desole mais moi aussi je deteste les noirs ils sont trop sale de l odeur et aussi mentalité vivez avec les noir pour savoir leur veritefication