أخبارنا المغربية - و م ع
أفاد معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة بأن فريقا من الباحثين والمصنعين بلور مشروع "أكوا سولار"، لإنجاز محطة متنقلة ومستقلة لتحلية المياه، تشتغل بالطاقة الشمسية الحرارية والضوئية بالمدينة الطاقة الخضراء ببن جرير.
وأوضح بلاغ للمعهد أن المشروع الذي يربط بين الماء والطاقة يكتسي أهمية كبرى بالنسبة للعديد من البلدان، خاصة في معالجة المياه العادمة أو المالحة أو لتحلية مياه البحر.
ويتم تمويل مشروع "أكوا سولار" من طرف معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة في إطار طلب المشاريع (إينو ثيرم 1) الذي يهدف إلى تشجيع الباحثين والمصنعين في تصور وإنجاز حلول مبتكرة مغربية 100 بالمائة من خلال استخدام الطاقة الشمسية.
ومكن المشروع، منذ إطلاقه في 2013، من تصور وتطوير وإحداث أول نموذج لتحلية المياه، متنقل ومستقل ، يعمل بشكل كلي بالطاقة الشمسية.
وتعمل المحطة النموذجية، يضيف البلاغ، الأولى من نوعها، حاليا بالمدينة الخضراء ببن جرير حيث تجري تجارب الاشتغال والأداء.
ويضم الحقل الشمسي للمحطة 57 لوحا شمسيا ضوئيا و18 لوحا شمسيا حراريا تنتج على التوالي 10 كيلوواط و14 كيلوواط ضرورية من أجل تزويد مجموع مسلسل التناضح العكسي.
وتعد القابلية للنقل والاستقلالية الطاقية أهم خاصيات هذه المحطة التي تمزج بين نمطين من تكنولوجيا تحلية المياه ونمطين من التكنولوجيا الشمسية، حسب المعهد، الذي يبرز أن هذا المزج يمكن من الرفع من كمية المياه المعالجة مع تقليص كمية المحلول الملحي المنتجة.
وتستغل هذه المحطة النموذجية في الوقت نفسه الحرارة والضوء المستمدين من الشمس لإنتاج متوسط خمسة أمتار مكعبة من الماء الصالح للشرب في الساعة، كما أن هذه الخاصيات تمكن من تأقلم كامل مع الحاجيات الخاصة، الأمر الذي يعد مفيدا في المناطق المعزولة والتي تعاني نقصا في الماء الصالح للشرب.
كما تتيح هذه المحطة تزويد المركبات السياحية والمدارس والمواقع في وسط معزول، بالمياه العذبة.
ويعد نجاح المشروع ثمرة تعاون الباحثين والمصنعين من المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية وجامعة مولاي اسماعيل وجامعة الحسن الثاني، ومقاولات مغربية وكذا المنصة المحورية للطاقة الشمسية بألميرية في إسبانيا.
وفضلا عن الأهداف العلمية، يشكل هذا المشروع نموذجا للشراكة بين القطاعين العام والخاص، يثبت القدرات الاندماجية للصناعة المغربية في المشاريع المبتكرة ذات الاهتمامات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والبيئية.
ويعد منجم الطاقة الشمسية بالمغرب الأكبر في الكوكب مع ذروة إشعاع عادية إجمالية يمكن أن تبلغ 1100 واط/ المتر المكعب ومعدلا سنويا يقدر ب2,8 ميغاواط في الساعة. ويمكن بذلك من استغلال هذه الطاقة من أجل معالجة ناجعة للمياه.