دويتشه فيله
تحتل القمة في السلسلة الغذائية وتمتلك السلطة في المحيط الذي تعيش فيه. وقد تكون الأسود الإفريقية من أكثر الحيوانات اجتماعية، حيث تعيش مع بعضها في مجموعات/ زمر. كما يصعب على كثيرين تصديق أن هذا الحيوان، الذي يرمز إلى القوة والعظمة، مهدد بالانقراض.
عاشت الأسود في البراري في جميع أنحاء القارة الإفريقية من الجزائر إلى ليسوتو. أما الآن فتتواجد في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وأكثرها في تنزانيا، وفقا للصندوق العالمي للطبيعة. غير أنها عرضة للخطر أيضاً، حيث اختفوا من 12 دولة جنوب الصحراء الكبرى في العقود القليلة الماضية.
انخفض عدد الأسود بنسبة 43 في المئة عبر السنوات الـ21 الماضية، وفقاً لأرقام عام 2016. لذا تعتبر الآن مهددة بالانقراض. تلعب هذه الحيوانات دوراً مهماً في الطبيعة، ويُعد اختفاؤها خسارة للمراعي والغابات التي تجوبها. تساعد الأسود على الحفاظ على التوازن بين الحيوانات الأخرى.
يبلغ عدد سكان إفريقيا 1.2 مليار نسمة وفي ازدياد دائم. الأمر الذي يضغط على الموائل والحيوانات التي تعيش فيها. وقد انخفض عدد الأسود في تلك القارة، وأصبحت تعيش على 8 في المئة فقط من الأراضي التي كانت تشغلها في السابق، وفقاً للصندوق العالمي للطبيعة. وأصبحت بعض المجموعات معزولة بسبب شبكة الطرق المتزايدة، وتوسيع المزارع والمدن، مما يؤثر على قدرتها على التكاثر ويحد من وصولها إلى الفريسة.
مع انتقال الناس إلى مناطق جديدة، فمن المرجح أن يكونوا على اتصال بهذه الفصيلة من القطط الكبيرة. وبطبيعة الحال، فإن معظمهم يخافون من الحيوانات المفترسة، فيكافح المزارعون لمقاومة الأسود التي تهاجم مواشيهم. كما من الممكن أن تنقل الماشية الأمراض المميتة إلى الأسود. تحاول جماعات الحفاظ على البيئة إقناع أولئك الذين يعيشون بالقرب من تجمعات الأسود للمساعدة في حمايتها.
بالرغم من عظمة وقوة هذا الحيوان المفترس، إلا أنه خائر القوى في وجه الصيادين المسلحين بالفخاخ والسموم والبنادق. وكثيراً ما يقبض على هذه القطط في الأفخاخ، التي وضعت لحيوانات أخرى- مثل الحمار الوحشي- التي يتاجر بها. في بعض الحالات، يتم صيد الأسود لاستخدام كل ما فيها في الأدوية التقليدية، وبعض الطقوس.
لكن أعداد زمر الأسود ازدادت في بعض البلدان، مثل جنوب إفريقيا، وزيمبابوي، حيث كانت جهود المحافظين على البيئة مكثفة منذ سنوات. غير أن الأمر يتطلب جهوداً إفريقية، وكثيراً من الإرادة السياسية لإعادة الأسود من حافة الهاوية، وفقاً لحماة البيئة. جينيفر كولينز/ ريم ضوا.