دويتشه فيله
أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في ستوكهولم اليوم الثلاثاء (الرابع من تشرين الأول/أكتوبر 2000) منح جائزة نوبل في الفيزياء هذا العام إلى الفرنسي آلان أسبكت والأمريكي جون كلاوسر والنمساوي أنتون تسايلينغر لأبحاثهم في مجال فيزياء الكم.
وقالت لجنة نوبل إن الباحثين الثلاثة كوفئوا من أجل أعمالهم الرائدة على صعيد "التشابك الكمي"، وهي آلية يكون فيها جزيئان كميان مترابطين بصورة كاملة، أياً كانت المسافة الفاصلة بينهما.
وقد مهّد الكشف عن هذه الخاصية المذهلة، الطريق لتقنيات جديدة في الحوسبة الكمومية والاتصالات فائقة الأمان، أو حتى أجهزة الاستشعار الكمومية فائقة الحساسية التي تسمح بقياسات دقيقة للغاية، مثل الجاذبية في الفضاء الجوي. وكوفئ الباحثون الثلاثة على "تجاربهم مع الفوتونات المتشابكة، وإثباتهم الانتهاكات لـ(مبرهنة بِل)، وفتحهم طريقاً رائداً للحوسبة الكمومية"، بحسب لجنة نوبل.
وأضافت اللجنة: "أجرى آلان أسبكت وجون كلاوسر وأنتون تسايلينغر تجارب رائدة باستخدام حالات كمومية متشابكة، حيث يتصرف جسيمان كوحدة واحدة حتى عند فصلهما". وقد تكهنت نظرية الكم بهذه الميكانيكا المحيرة. ومع ذلك، حتى ألبرت أينشتاين لم يكن يؤمن بهذه النظرية: فقد كان بإمكان جسيمين ملتصقين في البداية (مثل التوائم) أن يحتفظا بعلامة ماضيهما المشترك ويتصرفا بشكل مشابه، حتى مع وجود مسافة فاصلة بينهما.
ويعد علم الكم بفتح مجالات كاملة من التطبيقات الجديدة لأجهزة الكمبيوتر، في كل شيء من التشفير المُعزَز إلى القدرة على معالجة كميات هائلة من الأرقام بشكل أسرع من أي كمبيوتر حديث. ساهم عمل العلماء الثلاثة - الذين عملوا بشكل منفصل - في تطوير نظريات فكر فيها علماء مثل ألبرت أينشتاين لعقود.
ويعمل أسبكت (75 عامًا) أستاذًا في جامعة باريس ساكليه وكلية الفنون التطبيقية في مدينة باليزو الفرنسية. ويعمل كلاوسر (79 عامًا) باحثًا في الفيزياء في مؤسسة "جي إف كلاوسر وشركائه"، ويعمل تسايلينغر (77 عامًا) أستاذًا في جامعة فيينا.
ويحصل الفائزون بجائزة نوبل في كل فئة على 10 ملايين كرونة سويدية (حوالي 920 ألف دولار)، تتم مقاسمتها في حالة فوز أكثر من شخص.
ومُنحت جائزة نوبل في الطب أو الفيزيولوجيا الاثنين للسويدي سفانتي بابو، صاحب الفضل في اكتشاف "رجل دينيسوفا" ومكتشف الحمض النووي لإنسان نياندرتال.
وينتهي الإعلان عن الفائزين بجوائز نوبل العلمية الأربعاء، مع جائزة الكيمياء، على أن يستمر الموسم الخميس مع جائزة نوبل للآداب، والجمعة مع جائزة نوبل للسلام الممنوحة في أوسلو. ويُختتم موسم جوائز نوبل هذا العام الإثنين المقبل مع الإعلان عن الفائزين في فئة الاقتصاد.