أخبارنا المغربية
اكتشف علماء الفلك جسما صغيرًا جدًا وكثيفًا للغاية في مجرة درب التبانة، يخوض "رقصة مدارية مع نجم نابض بالميلي ثانية".
وأكد العلماء أن هناك شيئين فقط يمكن أن يكونهما الجسم الغامض، إما نجما نيوترونيا أو ثقبا أسود، ولكن أيًا منهما سيكون اكتشافًا مثيرًا.
وأوضح العلماء بأنه إذا كان نجمًا نيوترونيًا، فقد يكون الأثقل من نوعه الذي رأيناه على الإطلاق، وإما إذا كان ثقبًا أسودَ، فهو الأخف من نوعه.
وقال عالم الفيزياء الفلكية بن ستابرز من جامعة "مانشستر"، إن الاحتمالين بالنسبة لطبيعة الجسم أمر مثير".
وتابع: "سيكون نظام الثقب الأسود النابض هدفًا مهمًا لاختبار نظريات الجاذبية وسيوفر النجم النيوتروني الثقيل رؤى جديدة في الفيزياء النووية بكثافات عالية جدًا".
وترتبط النجوم النيوترونية والثقوب السوداء ارتباطًا وثيقًا، إذ أن كلاهما جسمان فائقا الكثافة يتشكلان من الانهيار الجاذبي لنواة نجم ضخم عندما يموت.
ويمكن أن تصل كتلة النجم النيوتروني إلى نحو 2.3 ضعف كتلة الشمس، ويتم منعها من الانهيار تمامًا عن طريق شيء يسمى ضغط الانحطاط، حيث لا يمكن لجسيمات متعددة ذات طبيعة كمومية مماثلة أن تشغل نفس الحالة، بما في ذلك الفضاء المادي.
ولكن الجسيمات الموجودة داخل النجم النيوتروني تكون معبأة بإحكام قدر الإمكان، النجم يشبه نواة ذرية واحدة كبيرة.
وعلى الرغم من أن الحد الأعلى لكتلة النجم النيوتروني يبلغ نحو 2.3 ضعف كتلة الشمس، إلا أنه تم اكتشاف عدد قليل جدًا من الثقوب السوداء التي تقل كتلتها عن 5 أضغاف كتلة الشمس.
واكتشف فريق دولي من الباحثين، بقيادة علماء الفيزياء الفلكية إيوان بار، وأرونيما دوتا، من معهد "ماكس بلانك" لعلم الفلك الراديوي، الجسم من خلال دراسة نجم نابض غريب بالميلي ثانية يسمى "PSR J0514-4002E"، يقع في مجموعة من النجوم تسمى NGC" 1851"على بعد نحو 54000 نجم ضوئي.
وأشار علماء الفلك إلى أن الكوكبة مزدحمة للغاية لدرجة أن النجوم يمكن أن تتفاعل بعضها مع بعض، ما يؤدي إلى تعطيل المدارات وفي الحالات القصوى الاصطدام، بحسب مجلة "ساينس أليرت" العلمية.
ويعتقد العلماء أن الاصطدام بين نجمين نيوترونيين ربما يكون قد أدى إلى تكوين الجسم الضخم الذي يدور الآن حول النجم النابض الراديوي.
وفي حين أن الفريق لا يستطيع أن يقول بشكل قاطع ما إذا كانوا قد اكتشفوا أضخم نجم نيوتروني حتى الآن، أو أخف ثقب أسود أو حتى نوعا جديدا من النجوم الغريبة، فقد اكتشفوا شيئا من شأنه أن يساعد في استكشاف خصائص المادة في ظل الظروف الأكثر تطرفا في الكون.