دويتشه فيله
أجرى علماء من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ والجامعة الصينية في هونغ كونغ مؤخراً عملية تنظير ناجحة لخنزير عن مسافة تزيد عن 9300 كيلومتر. وتُظهر هذه العملية الإمكانات الهائلة للجراحة عن بُعد وكيف يمكن أن تغير مستقبل الرعاية الطبية، خاصة في المناطق النائية والمناطق التي يصعب الوصول إليها.
تقنية عالية في غرفة العمليات
وأُجريت العملية باستخدام نظام آلي يتحكم بها الجراح ألكسندر ميسو عبر اتصال إنترنت عالي السرعة. وقد مكّنت هذه التقنية الجراح من توجيه المنظار بدقة كما لو كان بجوار طاولة العمليات مباشرة. وهذه ليست العملية الأولى التي يتم التحكم فيها عن بُعد: ففي عام 2001، قام الجراح جاك ماريسكو باستئصال مرارة مريض في ستراسبورغ من نيويورك, وفق ما جا ء في صحيفة شبيغل.
يستخدم الجراحون نظام تحكم عن بُعد أثناء إجراء عملية جراحية باستخدام نظام دافنشي إكس آي الجراحي الآلي. يستخدم الجراحون نظام تحكم عن بُعد أثناء إجراء عملية جراحية باستخدام نظام دافنشي إكس آي الجراحي الآلي.
يستخدم الجراحون نظام تحكم عن بُعد أثناء إجراء عملية جراحية باستخدام نظام دافنشي إكس آي الجراحي الآلي.صورة من: Thomas SAMSON/AFP
لم يكن التنفيذ الناجح للعملية الجراحية الجديدة ممكنا إلا بفضل تكنولوجيا متطوّرة لرجل آلي متقدم واتصال إنترنت مستقر وسريع. ولم يقتصر التحدي على التحكم الدقيق في أذرع الآلي فقط، بل أيضاً التغلب على التأخير الذي يحدث عبر هذه المسافات الكبيرة. وباستخدام تقنيات خاصة لضغط ونقل البيانات، تمكن الباحثون من تقليل التأخير وجعل التحكم قريب جدا من الوقت الحقيقي. حيث لم يتعدى التأخير في هذا التنظير الداخلي، 300 ميلي ثانية ( 0.3 ثانية), حسب ما ورد في موقع نيتسفوخه الألماني.
نظرة إلى مستقبل الطب
تمثل هذه العملية الناجحة تقدماً مهماً في مجال الجراحة عن بُعد، وتُظهر كيف يمكن استخدام التكنولوجيا الآلية والاتصالات عن بُعد لإجراء العمليات الطبية عبر مسافات طويلة. ويمكن أن يكون ذلك مفيداً خاصةً في المناطق البعيدة أو المناطق التي تعاني من الأزمات حيث غالباً ما تفتقر إلى الرعاية الطبية المتخصصة. كما يمكن أن تساعد هذه التقنية أيضاً في تقليل الوقت الذي يستغرقه علاج المرضى في حالات الطوارئ. وينظر الكثيرون إلى هذا التطور على أنه يبشر بعصر جديد في الجراحة حيث لم تعد المسافة بين الطبيب والمريض تشكل عائقا كبيرا.