دويتشه فيله
كرة بلاستيكية صغيرة بحجم برتقالة، تزن 450 غرام، تبدو للوهلة الأولى كأنها لعبة تصدر أغانٍ وألواناً منوعة، لكنها بالحقيقة منتج طبي جديد مُعتمد، يساعد مرضى الخرف على استعادة ذكرياتهم المنسية، ويخفف أعباء الرعاية على الممرضين ومقدمي الرعاية الصحية.
كرة علاجية تغير حياة مرضى ألزهايمر
تعمل الكرة باستخدام جهاز تحكم عن بعد، وبعد الضغط على زر التشغيل الصغير تتألق الكرة بألوان قوس قزح، وخلال لحظات يمكن لمستخدمها سماع أصوات وموسيقى منوعة مع إصدار اهتزازات خفيفة.
الكرة التي تُدعى ichó "إيتشو"، وهي كلمة مشتقة من اللغة اليونانية وترمز إلى ظاهرة الموجات الصوتية، هي كرة علاجية ذكية تستهدف المرضى المصابين بالخرف، اخترعها ثلاثة شبّان من مدينة دوسلدورف، هم ماريو كاستشولك، عالم المعلومات الإعلامية، ومصممي الاتصالات ستيفن بريوس، وإليفثيريوس إفثيمياديس، بهدف دعم المصابين بالخرف لاستعادة ذكرياتهم وتحسين نوعية حياتهم.
تم استخدام الكرة العلاجية هذه لأول مرة في مركز "آفو زوننجارتن" لكبار السن في منطقة ووتوشينجين بولاية بادن فورتمبيرغ.
جهز المخترعون كرتهم الذكية بالإلكترونيات لتقدم حوالي 32 خيارًا للبرنامج متعدد الأوجه، فيقوم أحد التطبيقات بتحويل الكرة إلى آلة موسيقية يمكنها محاكاة صوت القيثارة أو الجيتار أو البيانو، في حين يقرأ تطبيق آخر قصصاً خيالية لتنشيط الذاكرة وعمل الدماغ، وتوفر تطبيقات أخرى ألعاباً منوّعة وألغازاً لتحث الدماغعلى استعادة نشاطه، ويذكر أن هذه التطبيقات تجمع بين المهام المعرفية والحركية التي تعد من أهم المهارات بالنسبة لمرضى ألزهايمر.
تحفز عمل الدماغ وتسهل عمل مقدمي الرعاية
تقول إريكا سونتاج، إحدى نزلاء دار المسنين "آفو زوننجارتن": "تصدر الكرة صوت امرأة تقول قم بتسمية مدينة بحرف الباء، وبعد القليل من التفكير وقول الإجابة يأتيك السؤال التالي، مثل سمِّ نهر بحرف الفاء، وبعد ذلك تتغير الكرة إلى وضع الاسترخاء وتصدر نغمات موسيقية لطيفة". بهذه الألعاب البسيطة تساعد الكرة العلاجية على تحسين مستوى حياة المرضى وحواسهم.
تؤكد بيرجيت جويد بوكرزيوا، رئيسة قسم رعاية المسنين في مكتب مقاطعة فالدشوتعلى أن الهدف من الكرة العلاجية هو تحفيز حواس الأشخاص المصابين بالخرف؛ حيث يجب عليهم أن يروا ويشعروا ويسمعوا".
يبيّن مارتن كيستلر مدير منطقة ووتوشينجين أن الوسائل التقنية العلاجية مثل كرة "إيتشو" يمكنها أن تحسّن من نوعية حياة المصابين بالخرف، بالإضافة إلى أنها قد تخفف العبء الواقع على عاتق طاقم التمريض ويمنحهم المزيد من الوقت للاهتمام بالمرضى والحديث معهم.