أخبارنا المغربية
يتهرب العديد من الأزواج من النقاش في مشاكل علاقتهم الحميمية، حتى ولو كانت النتيجة الحتمية لهذا الخرس الطلاق، وذلك بسبب ثقافة العيب، التي ما زالت تحيط كلمة "الجنس" بخط أحمر، وتجعل الحديث فيها من المحظورات حتى بين الأزواج، وخاصة في المجتمعات العربية.
والنتيجة الحتمية للفقر المعرفي الذي يعاني منه أغلب الأزواج في هذا المجال، والمعتقدات الخاطئة التي يتربون عليها منذ الصغر، تكون انهيار علاقاتهم الزوجية، التي هي في نهاية الأمر مصير محتوم، لعدم الرضا عن الحياة الجنسية.
وتشير العديد من الأبحاث النفسية إلى أن أغلب حالات الطلاق في الدول العربية، تتم في السنة الأولى من عمر الزواج، وأن المشاكل الجنسية تتصدر لائحة أهم الأسباب.
وتؤكد آخر الإحصائيات أن نسبة الطلاق في مصر، قد ووصلت في السنوات الأخيرة إلى 40 بالمئة من إجمالي عدد الزيجات، منها 70 بالمئة تقع في السنة الأولى من الزواج، فيما بلغت نسبة الطلاق في دول مجلس التعاون نحو 47 بالمئة، معظمها في صفوف الشباب، وأعلى هذه المعدلات في الكويت؛ حيث سجلت قرابة 48 بالمئة، وفي السعودية وصلت نسبة المطلقين إلى حوالي 35 بالمئة. والوضع ليس ورديا في دول المغرب العربي، إذ تشير أغلب الدراسات إلى أن نسبة الطلاق قد وصلت إلى حوالي 25 بالمئة، وأغلبها خلال العامين الأولين من الزواج.
وأظهرت إحدى الدراسات، التي أجرتها الجمعية العربية للصحة الجنسية ،أن 98 بالمئة من الرجال غير راضين تماما عن حياتهم الجنسية، والنسبة ليست أفضل كثيرا لدى النساء، فقد أكدت 96 بالمئة منهن، أنهن غير سعيدات في حياتهن الجنسية.
وأشارت دراسة أخرى أجريت في البحرين، إلى أن 70 بالمئة من حالات الطلاق، بدأت نواتها الأولى بسبب عدم الرضا في فراش الزوجية.
ويرى باحثون مختصون في الشؤون الأسرية والزوجية، أن هناك من الرجال من يخشى من الفشل في الوصول إلى حالة الإثارة الجنسية، أو لا يحب شكل الأعضاء الحميمة للمرأة، بسبب الخجل، ولهذا فإن مخيلته لا تساعده على الوصول إلى الحالة المطلوبة لممارسة العلاقة الحميمة، وقد تتفاقم هذه الحالة إلى حد الخوف من ممارسة الجنس، مشيرين إلى أن ترك هذه الحالة دون معالجة قد يقضي على الحياة الأسرية للزوجين.
ويعتبر علماء النفس أن الخجل من ممارسة العلاقة الحميمية مع الزوجة، مرض نفسي يمكن معالجته، إلا أن معظم المصابين به يفضلون الانزواء وعدم عرض حالاتهم على الأطباء.
ويؤكدون أن الخجل والحياء الشديدين أثناء ممارسة العلاقة الحميمية مع الشريك، ظاهرة مرضية لا يجب التغاضي عنها، بل يجب معالجتها لأنها تضر بالواقع الاجتماعي لصاحبها.
وعلى الرغم من أن أغلب الأزواج لا يربطون السعادة الزوجية بالرضا عن الحياة الجنسية، إلا أن الأبحاث العلمية تؤكد العكس، فالسعادة الحقيقية للشركاء مرتبطة إلى حد بعيد بالإشباع الجنسي.
وقد خلصت دراسة نشرتها مجلة سوشال أنديكاتور وأعدها الباحث في معهد كولورادو، تيم وادسورت، إلى أنه ربما لا يعد جديدا القول، أنه كلما زادت ممارسة الجنس، كلما شعر الإنسان بسعادة أكبر.
لكن الجديد هو أن السعادة تكبر، كلما زاد التيقن من أن المداومة على الجنس أعلى بقليل من المعدّل داخل التجمع البشري، الذي ينتمي إليه الإنسان.
ومثال ذلك أنه إذا كان معدل ممارسة الجنس لدى الإنسان العربي مثلاً 8.9 في الشهر، فإنّ العربي سيشعر بسعادة أفضل لو مارس الجنس ثلاث مرات في الأسبوع أكثر من جاره.
والخلاصة هي أن الأمر شبيه إلى حد بعيد بطالب حصل على علامة 95 بالمئة في امتحان اللغة، وكان يعتقد أنه الأفضل، لكنه لم يشعر بالسعادة لأن غيره حصل على علامة 96 بالمئة.
ويشير استطلاع أجراه معهد ماكينزي بجامعة إنديانا، على عينة من الأزواج والزوجات من 5 دول، إلى أنّ العناق والتقبيل والملاطفة تمثل المكونات الرئيسية للسعادة الزوجية، ولكن دور العناق والتقبيل والملاطفة في الشعور بالسعادة الزوجية، أكبر بالنسبة للأزواج بالمقارنة مع الزوجات.
وبحسب الدراسة فإنّ الأزواج الذين يعانقون ويقبلون ويلاطفون زوجاتهم بانتظام، كانوا أكثر شعورا بالسعادة الزوجية، بنسبة 12 بالمئة في المتوسط، من الأزواج الذين لا يفعلون ذلك بانتظام.
أمّا بالنسبة إلى الزوجات، فإن شعورهنّ بالسعادة الزوجية، كان أزيد بنسبة 9 بالمئة فقط، من الزوجات اللاتي لا يحظين بالعناق والتقبيل والملاطفة من جانب أزواجهنّ.
ويؤكد الباحثون المشرفون على الدراسة، أنّ الإحصاءات الدولية للطلاق تؤكد أنّ 40 بالمئة من إجمالي الزيجات، تنتهي قبل وصول الزوجين إلى سن الأربعين، وفي نصف هذه الحالات ينهار الزواج قبل مرور 15 عاما، فيما ينتهي في النصف الباقي من الحالات بعد مرور أكثر من 15 عاما، مجمعين على أن السبب الرئيسي الذي يقف خلف ذلك، هو فتور العلاقات الجنسية بين الزوجين.