ا ف ب
نوات من البطالة، انضمت إلى مطبخ قصر ماتينيون مقر رئيس الوزراء الفرنسي بفضل دورة تدريبية دامت سنة برعاية الطاهي الكبير آلان دوكاس.
وتقول نعيمة وهي ربة أسرة تعيش في ضاحية سارسيل المعدومة شمال باريس "لطالما أحببت الطبخ لكنني بصراحة لم أتصور يوما أنني سأدخل عالم الطبخ من بابه العريض ولا سيما لدى رئيس الوزراء".
وفي كل صباح منذ سبتمبر، تغادر هذه المرأة السمراء البالغة من العمر 36 عاما شقتها وتتوجه إلى عملها في شارع فارين في دائرة باريس السابعة الفخمة حيث مقر حكومة فرنسوا فيون.
وقد وجدت نعيمة هذه الوظيفة بفضل مشروع تولى رعايته آلان دوكاس أحد كبار فن الطبخ الفرنسي ويهدف إلى تقديم دورة تدريبية في معهد المهن الحرفية إلى خمس عشرة امرأة من سارسيل غالبيتهن عاطلات.
وتقول نعيمة بن عزوز وهي أم لثلاثة أولاد في الخامسة والسابعة والعاشرة من العمر "كانت هدية من السماء". وصلت نعيمة إلى فرنسا في سن الثالثة والعشرين وفي حوزتها شهادة "دوغ" في الاقتصاد (شهادة جامعية تمنح بعد سنتي دراسة بعد البكالوريوس) لكن هذه المغربية المولودة في مراكش لطالما واجهت مشاكل في ايجاد على وظيفة.
وتقول "اعترفوا بشهادة البكالوريوس لكن ليس بشهادة دوغ. وتابعت دورة تدريبية في إدارة الأعمال لكنني سرعان ما واجهت عوائق مع ولادة أبنائي".
وفي أبريل 2012، انقلبت حياة نعيمة رأسا على عقب بعدما سمعت عن مشروع دوكاس وتقدمت بطلب للمشاركة فيه من دون تردد. وتشرح "تم انتقاء المشاركين وفقا لمدى اندفاعهم. وكانت هذه المرة الوحيدة التي لم أواجه فيها عائقا لمجرد أنني امرأة لديها أولاد وأعيش في سارسيل".
وبعدما تم اختيارها من بين 84 مرشحة، تابعت دورتها التدريبية في مطعم "سبون" الذي يقع بالقرب من الشانزيليزيه والذي يرتاده ممثلون ونجوم كثر. وسرعان ما تعلمت نعيمة قوانين المطعم وطريقة عمله.
ويقر الطاهي الفرنسي باتريك مارجري الذي يعلم في معهد المهن الحرفية بأنها "كانت الطالبة الفضلى في الدفعة وكانت مجتهدة جدا".
وبعد أربعة أسابيع فقط من نيلها الشهادة، في صيف 2011، اتصل القيمون على قصر ماتينيون بنعيمة. وتقول هذه الأخيرة مبتسمة "حصلوا على رقمي من آلان دوكاس ووافقت طبعا!"
وتشير إلى أنها لا تندم "ولو للحظة" على هذا الخيار على الرغم من "الضغط" المرتبط بمكان عملها الجديد. وتقول "في البداية، كنت ضائعة قليلا لكن زملائي احتضنوني بسرعة"، معربة عن سعادتها بتعلم "أشياء جديدة كل يوم".
وتضيف "في البداية، لم أكن أعرف سوى المطبخ المغربي. أما اليوم فأعرف كل الاطباق الكلاسيكية في فن الطبخ".
وعند سؤالها عن صعوبة تنظيم وقتها بسبب جدول أعمالها الجديد، تجيب "أتدبر أمري. الأهم هو عدم الذعر"، مشيرة إلى أن زوجها وأولادها "يدعمونها بالكامل".
وتختم بالقول "أحاول أن أطهو في المنزل كل الأطباق التي أتعلمها في العمل. اختصاصي الجديد هو كعكة الشوكولا الطرية التي يحبها أولادي كثيرا!".