العربية
أطلق نشطاء مؤيدون للشعب الفلسطيني في بريطانيا حملة عالمية، بمشاركة مؤسسات فلسطينية وأوروبية، تطالب الحكومة البريطانية بتقديم اعتذار رسمي للفلسطينيين عن "وعد بلفور"، الصادر في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917، أي قبل 95 عاماً من الآن، والذي وعد به وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور بدعم بريطانيا لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
على أن تستمر الحملة لخمس سنوات، وترمي لجمع أكثر من مليون توقيع من مختلف أنحاء العالم.
وعلم من مصادر الحملة أن القائمين عليها قد يرفعون دعوى قضائية قريباً من أجل إلزام الحكومة البريطانية بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن "وعد بلفور"، إلا أن باحثاً متخصصاً في قضايا اللاجئين الفلسطينيين والقوانين المرتبطة بهم حذر من التسرع برفع دعوى قضائية، وقال إن "عدم الإعداد الجيد لمثل هذه القضية قد يتسبب بخسارتها رغم وجود السوابق القضائية التي تدعمها في بريطانيا".
وقال الباحث المختص في شؤون اللاجئين الفلسطينيين الدكتور سلمان أبوستة إن الانتصار في معركة قضائية من هذا النوع ممكن، وقد شهد القضاء سابقاً حالات مماثلة في هذا المجال، إلا أنه ينبغي التريث والإعداد الجيد لهذه القضية، مؤكداً أن حملة جمع التوقيعات تمثل "خطوة ممتازة وفي الاتجاه الصحيح من أجل دفع بريطانيا للاعتذار".
وأوضح أبوستة أن الاعتذار البريطاني سيعني الكثير على الصعيد السياسي والإنساني، حيث ستكون بريطانيا قد اعترفت بأنها "ارتكبت جريمة كبرى بحق الشعب الفلسطيني عندما أصدرت وعد بلفور في العام 1917، وهذا يترتب عليه أن توقف دعمها لإسرائيل التي قامت على أساس هذا الوعد وبموجبه".
الاعتذار.. خطوة أولى
ويضيف أبوستة: "الاعتذار هو السطر الأول في القصة، وهو بداية الرحلة وليس نهايتها، وفي حال اعتذرت عن الوعد فإن أول ما نطالبها به هو تغيير مناهج التعليم بما يوضح التاريخ الصحيح لما حدث في فلسطين، وكذلك السماح لكافة المؤسسات البريطانية بدعم الشعب الفلسطيني".
وأصدر مركز العودة الفلسطيني، ومقره لندن، بياناً تلقت "العربية.نت" نسخة منه قال فيه إنه جزء من الحملة التي تشارك فيها مؤسسات أوروبية ودولية مختلفة وتحمل شعار "بريطانيا: لقد حان وقت الاعتذار".
إلى ذلك، أوضح المركز أن الحملة تستند إلى سابقة قانونية مهمة وقوية عندما تمكنت قبائل "الماو ماو" الكينية من الحصول على اعتذار بريطاني عن الفترة التي تعرضت خلالها للاضطهاد والتهجير، الذي تعرض له الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن سبعة ملايين لاجئ فلسطيني موزعين في مختلف العالم اليوم يدفعون ثمن وعد بلفور البريطاني.