أخبارنا المغربية
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
في واقع معزول تماما عن العالم، تنعدم فيه أبسط معايير الديمقراطية، توجه نحو 24 مليون جزائري وجزائرية، صبيحة اليوم السبت، إلى صناديق الاقتراع من أجل اختيار الرئيس الجديد للبلاد، أو بالأحرى الرئيس الذي اختاره وفرض نظام الكابرانات، ليكون واجهة "صورية" للحكم في الجارة الشرقية.
وارتباطا بالموضوع، تؤكد كل المؤشرات والتقارير بشكل قطعي، عودة مرشح العسكر "عبد المجيد تبون" إلى قصر المرادية، كرئيس للبلاد لعهدة ثانية، في وقت شبه مهتمون منافسيه في الانتخابات الرئاسية، بالـ"كومبارس" الذي يؤدي دورا صغيرا في مشهد سينمائي أو مسرحي، تم يختفي بعد ذلك من أجل فسح المجال أمام البطل أو الشخصية الرئيسية التي تكون المحور كل الأحداث في أي عمل فني.
الشاهد على أن ما يقع في الجزائر لا يمكن بأي حال اعتباره أو حتى وصفه بـ"الانتخابات الديمقراطية"، غياب هذا الحدث عن عناوين الصحف والمحطات والفضائيات الدولية، والسبب بكل بساطة، هو إصرار الكابرانات من جديد على رفض منح التراخيص لتغطية هذه الإنتخابات ونقل تفاصيلها الدقيقة، تماما كما هو معمول به في كل دول العالم التي "ما عندها مناش تخاف"، وبالتالي، فكل ما يحصل اليوم في الجارة الشرقية، يبقى مجرد مسرحية من إخراج العسكر، معلومة النهاية والتفاصيل.
إلى جانب ذلك، سجلت تقارير إعلامية، الغياب التام للمراقبين الدوليين عن الانتخابات الرئاسية في الجزائر، وهو القرار الذي ينسجم تماما مع القرار السابق لـ"الكابرانات"، والقاضي بمنح تراخيص لوسائل الإعلام الدولية. كلها مؤشرات جعلت العالم من جديد يتيقن أن السلوكات الشاذة والقرارات المتطرفة والمخططات العدائية.. التي تصدر من أعلى هرم الحكم في الجزائر، لها اليوم ما يبررها، وأن نظام الكابرانات، هو نظام دكتاتوري مارق، لا تهمه إلى مصالحه، وأنه في سبيلها قادر على القيام بأي جرم مهما كانت خطورته وأبعاده.