أخبارنا المغربية - ع. أبو الفتوح
تتجه الأنظار هذا اليوم نحو العاصمة الرباط، حيث يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيارة رسمية تمتد لثلاثة أيام، وتأتي هذه الزيارة في وقت حساس، بعد سنوات من التوتر في العلاقات بين فرنسا والمغرب، مما يجعلها خطوة مهمة نحو إعادة بناء الثقة بين البلدين.
تغطية الإعلام الفرنسي
وتتابع وسائل الإعلام الفرنسية هذه الزيارة باهتمام بالغ، حيث تعتبرها فرصة لاستعادة الدفء في العلاقات الثنائية، كما تُعتبر هذه الزيارة الأولى لماكرون إلى المغرب منذ نونبر 2018، وقد سلطت التقارير الصحفية الضوء على الأبعاد السياسية والاجتماعية لهذه الزيارة، مشيرةً إلى أهمية تعزيز التعاون بين البلدين كجزء من استراتيجية فرنسية لاستعادة الثقة.
إحدى النقاط البارزة التي تطرقت إليها وسائل الإعلام هي دعم فرنسا لخطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، وهو موقف يعكس رغبة باريس في تجاوز الأزمات السابقة واستعادة التعاون الفعال مع المغرب.
اتفاقيات أمنية واقتصادية محورية
ومن المتوقع أن تشهد زيارة ماكرون توقيع عدد من الاتفاقيات الهامة التي تشمل مجالات الأمن والاقتصاد، وقد تصل قيمتها الإجمالية إلى ثلاثة مليارات يورو.
وتتضمن هذه الاتفاقيات صفقة لشراء مروحيات "كاراكال" الهجومية المتعددة المهام، حيث سيتم تخصيص العدد الأكبر من هذه المروحيات للقوات المسلحة الملكية، بينما ستحصل الدرك الملكي على عدد آخر، كما سيتم التوقيع على اتفاقية لشراء ما بين 12 إلى 18 مروحية "كاراكال" من شركة إيرباص هليكوبترز.
بالإضافة إلى ذلك، يتضمن جدول الأعمال توقيع اتفاقيات تتعلق بتبادل الخبرات والتدريب، مما يعكس رغبة كلا البلدين في تعزيز التعاون الأمني في مجالات متعددة. ويعتبر هذا التعاون خطوة استراتيجية نحو توطيد العلاقات الثنائية، خاصة مع وجود حوالي ألف شركة فرنسية تستثمر في المغرب.
قضايا الهجرة غير النظامية
على صعيد الهجرة السرية، سيتم تناول قضية مكافحة الهجرة غير النظامية، وهي مسألة تعتبر نقطة خلاف بين البلدين منذ عدة سنوات، ويعتزم رئيس الوزراء الفرنسي الجديد، ميشال بارنييه، استئناف النقاشات "بروح الحوار" لتسهيل ترحيل المغاربة الذين صدرت بحقهم قرارات طرد من فرنسا.
وتأمل فرنسا من خلال هذه الزيارة في فتح آفاق جديدة للشراكة مع المغرب، عبر توقيع اتفاقيات استراتيجية تعزز من التعاون الأمني والاقتصادي، فيما يراقب الإعلام الفرنسي عن كثب هذه التطورات، متطلعا إلى نتائج ملموسة قد تساهم في تحسين العلاقات بين البلدين.
