أخبارنا المغربية ـ وكالات
بعد مرور أكثر من شهر على اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصرالله، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 27 سبتمبر، أعلن حزب الله تعيين نعيم قاسم أميناً عاماً جديداً للحزب. وأوضح بيان صادر عن الحزب اليوم الثلاثاء أن انتخاب قاسم جاء وفقاً للآلية المعتمدة لانتخاب الأمين العام، حيث توافقت شورى الحزب على هذا القرار.
ويعتبر قاسم من الشخصيات البارزة داخل حزب الله، حيث شغل منصب نائب الأمين العام منذ عام 1991، خلال فترة قيادة عباس الموسوي الذي اغتيل هو الآخر في غارة إسرائيلية عام 1992. بقي قاسم نائباً لنصرالله على مدى العقود الماضية، وبرز كأحد أهم المتحدثين باسم الحزب، كما كان منسقاً عاماً لحملاته الانتخابية البرلمانية منذ دخوله المعترك السياسي عام 1992.
ولد قاسم في عام 1953 في منطقة البسطة التحتا ببيروت، وتعود أصوله إلى بلدة كفرفيلا في جنوب لبنان، المنطقة ذات الأغلبية الشيعية. بدأ نشاطه السياسي في صفوف حركة "أمل" قبل أن يغادرها عام 1979 ليشارك لاحقاً في تأسيس حزب الله الذي أطلقه الحرس الثوري الإيراني عام 1982.
موجة اغتيالات متصاعدة
وتأتي قيادة قاسم للحزب في ظل تصعيد كبير من قبل إسرائيل، التي كثفت غاراتها على لبنان منذ 23 سبتمبر الماضي، مستهدفة مواقع في الضاحية الجنوبية، معقل الحزب، ومناطق في الجنوب والبقاع. وقد شملت هذه الغارات سلسلة اغتيالات استهدفت عدداً من كبار قادة حزب الله، كان أبرزها اغتيال نصرالله، وعلي كركي، قائد جبهة الجنوب في الحزب، وفؤاد شكر، أحد أبرز القادة العسكريين المؤسسين.
كما طالت الاغتيالات إبراهيم عقيل، قائد وحدة الرضوان، وإبراهيم قبيسي، قائد وحدة الصواريخ، ومحمد سرور، قائد الوحدة الجوية، بالإضافة إلى نبيل قاووق، المسؤول الأمني وعضو المجلس المركزي للحزب. وقد أفادت مصادر أن هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي وأحد أبرز المرشحين لخلافة نصرالله، قضى اختناقاً في غارة إسرائيلية على الضاحية في 3 أكتوبر بعد أن صمد لعدة أيام تحت الأنقاض.
في ظل هذه الظروف العصيبة، يبقى مصير وفيق صفا، مسؤول التنسيق والارتباط في الحزب، غامضاً، حيث أفادت إسرائيل بأنها استهدفته في غارة على منطقة النويري ببيروت في 11 أكتوبر، دون تأكيد رسمي من حزب الله بشأن مصيره.