أخبارنا المغربية- عبد المومن حاج علي
انتقد الكاتب الصحفي الجزائري هشام عبود في لقاء نظمه المعهد العالي للصحافة والاتصال النظام الجزائري، مسلطا الضوء على ظاهرة قمع المثقفين والصحفيين في البلاد، حيث اعتبر أن اختطاف الكاتب بوعلام صنصال ليس حالة معزولة، بل يدخل ضمن سياسة ممنهجة تستهدف النخبة المثقفة، مذكّرا بمحاولة اختطافه شخصيا قبل شهر من الحادثة، وبالتهجم على الكاتب كمال داود الحائز على جائزة "غونكور" للأدب الفرنسي، كما أكد أن هذا العداء للنجاح يعكس فشل النظام الجزائري الحاكم في تقبل التميز، حيث يغلب عليه "الجهل والأمية بكل ما للكلمة من معنى".
وأشار عبود إلى أن الانتقادات التي وجهها بوعلام صنصال حول تاريخ الجزائر وقضية البوليساريو ليست بجديدة، إذ سبقه إليها شخصيات مثل فرحات عباس عام 1936 ومحمد بوضياف في تسعينيات القرن الماضي، معتبرا أن النظام يتبع سياسة انتقائية سمتها "الكيل بمكيالين"، حيث يحمل مطار قسنطينة والمركب الرياضي أسماء شخصيات مثل بوضياف، رغم مواقفها المعارضة للبوليساريو، قبل أن يتساءل عبود عن سبب غض الطرف عن هذه الحقائق بينما يتم استهداف كتاب مثل صنصال.
وأكد عبود أن قضية البوليساريو ما كانت لتستمر لو بقي محمد بوضياف في الحكم، مشيرا إلى واقعة طرده سفير ما يسمى بالجمهورية الصحراوية، أثناء الإحتفال بذكرى 19 مارس عام 1992، مشددا على أن النظام الجزائري، الذي يعادي النجاح الفكري والسياسي، يفتقر إلى المبادئ ويتبع نهجا مزدوجا في تعامله مع القضايا الوطنية والإقليمية، كما أشار إلى أن هذا النظام يعادي أي حديث عن المغرب أو زيارته، وهو ما يعتبره عبود دليلا على انعدام الأخلاق والمبادئ.
وتطرق عبود إلى ما وصفه بـ"مهزلة" الدفاع الجزائري عن تقرير المصير في الصحراء المغربية، معتبرا أن هذا الموقف يناقض حرمان الشعب الجزائري من حقوقه الأساسية، مثل اختيار رئيس جمهورية أو برلمان حقيقي، قبل أن يسخر من استقدام الجزائر لما أسماه "أربعين عتروسا"، في إشارة إلى قيادات البوليساريو الذين يحملون الجنسية الإسبانية، مؤكدا أن وضعيتهم لا تنطبق على معايير اللجوء المحددة في اتفاقية جنيف.
وفيما يتعلق بقضية الاستفتاء في الصحراء، اعتبر عبود أن إصرار النظام الجزائري على استخدام إحصاءات تعود إلى عام 1974 أمر عبثي، مؤكدا استحالة إجراء استفتاء بسبب التغيرات السكانية لمدة 50 سنة، ورفض قيادة البوليساريو تحديث البيانات، حيث استنكر تجاهل النظام الجزائري لقضايا مشابهة مثل قضية الأحواز التي ضمتها إيران، مما يعكس غياب المبادئ لدى نظام "العرايا".
واختتم عبود تصريحاته بانتقاد حاد لحالة الصحافة في الجزائر، واصفا إياها بأنها خاضعة للنظام ومجردة من الحرية المهنية، مؤكدا أن الصحفيين الجزائريين يتجنبون تناول القضايا الحقيقية خوفا من القمع، مما حول الصحافة الجزائرية إلى أداة في يد السلطة، تعمل على طمس الحقائق بدلا من كشفها، ناعيك عن تحول جل الصحفيين بالبلاد إلى "مرتزقة".
مواطن
صحفي حر
تحية لهذا الصحفي الحر الذي يختار الحقيقة، وكل التضامن مع أمثاله ضد هذا النظام الجزائري الظالم، الذي لا يحب شيئا إلا الحرب،