أخبارنا المغربية - وكالات
تشهد مدينة حماة الإستراتيجية وسط سوريا مواجهات ضارية بين قوات المعارضة السورية والجيش السوري مدعوماً بالمليشيات الموالية له، ووسط هذا التصعيد العسكري، برزت قوتان رئيسيتان في ميدان المعركة، هما "العصائب الحمراء" و"قوات النمر"، كأطراف حاسمة في تحديد مجريات الصراع، مما أثار جدلاً واسعاً حول تأثيرهما وأدوارهما، فمن هي تلك القوات:
العصائب الحمراء: قوة المعارضة الضاربة
تُعد "العصائب الحمراء" قوات النخبة التابعة لهيئة تحرير الشام، وهي تتكون من مئات العناصر المدربين تدريباً عالياً، والذين يتميزون بزي عسكري موحد وعصائب حمراء على رؤوسهم. هذه القوة التي أسستها هيئة تحرير الشام عام 2018، تتخصص في العمليات خلف خطوط العدو والاقتحامات الكبرى.
وخلال المعارك الأخيرة، قادت "العصائب الحمراء" الهجوم على محاور عدة، بما في ذلك محور خطاب شمال حماة، حيث أعلنت المعارضة عن تنفيذ عملية نوعية كبدت قوات النظام 50 قتيلاً، وفقاً للناطق باسم غرفة عمليات "الفتح المبين". وبرزت هذه القوات كعامل رئيسي في تقدم المعارضة شمال غرب سوريا، بما في ذلك السيطرة على معظم مدينة حلب والتوغل في حماة.
قوات النمر: دفاعات النظام السوري الأخيرة
على الطرف المقابل، تصدرت "قوات النمر"، بقيادة اللواء سهيل الحسن الملقب بـ"النمر"، المشهد العسكري من جانب النظام. وتُعد هذه القوات جزءاً من النخبة في الجيش السوري، وتُعرف بدعمها الكبير من روسيا، حيث اشتهر قائدها بمرافقته للرئيس بشار الأسد في لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2017.
ومع انهيار دفاعات النظام في حلب وتقدم المعارضة نحو حماة، انتقلت قوات النمر إلى محيط المدينة لمحاولة صد الهجوم. وانتشرت صور لقائد القوات على وسائل الإعلام الموالية للنظام لرفع معنويات الجنود والمقاتلين، وسط تقارير تؤكد تكثيف التحصينات لوقف تقدم المعارضة.
معركة النخب: من يحسم الصراع؟
تُعد المواجهة بين "العصائب الحمراء" و"قوات النمر" واحدة من أبرز المعارك في الحرب السورية، حيث يعكس الطرفان صراع النخب العسكرية المدربة والمسلحة وبينما تحاول قوات المعارضة استغلال زخم هجومها لكسر دفاعات النظام، يبذل الجيش السوري وقواته الخاصة جهوداً مضنية لاحتواء الموقف ووقف زحف المعارضة باتجاه حماة.