المباركي: المتقاعدون يعانون من تجميد تقاعداتهم منذ 25 سنة

انطلاق الدورة التكوينية السابعة لجمعيات دعم مرضى القصور الكلوي بجهة الشرق

سطات: أكبر حملة لتحرير الملك العمومي تنفذها السلطات المحلية

إخراج سيارة سقطت داخل مصعد كهربائي بالدار البيضاء

سقوط سيارة داخل مصعد بشارع عبد المومن بالدار البيضاء يستنفر مصالح الأمن

بحضور مخاريق.. اتحاد نقابات العرائش يفتتح مؤتمره المحلي

برينسيس مثومبيني: رائدة تمكين الطاقة النووية في إفريقيا

برينسيس مثومبيني: رائدة تمكين الطاقة النووية في إفريقيا

أخبارنا المغربية - وكالات

في قارة مليئة بالتحديات والفرص، تقف برينسيس مثومبيني كرمز للتغيير والإلهام، حيث كرست حياتها ومهاراتها لتطوير قطاع الطاقة النووية في إفريقيا.
من خلال تأسيسها لمبادرة "أفريقيا من أجل الطاقة النووية" (Africa4Nuclear) وكونها خبيرة بارزة في مجال التواصل في هذا القطاع، تعمل برينسيس على تعزيز الطاقة النووية كحل حيوي للتحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه القارة. تعد قصتها واحدة من العزيمة والإصرار، إذ استطاعت أن تحقق إنجازات ملحوظة وسط بيئة غالبًا ما تكون مليئة بالتحديات.


بداية غير متوقعة
لم يكن دخول برينسيس مثومبيني إلى قطاع الطاقة النووية مخططًا له. فعندما عُرض عليها العمل في هذا المجال، ترددت كثيرًا قبل قبول العرض.
استغرقت محاولات إقناعها ساعات طويلة من قبل المسؤول عن توظيفها لتقبل الوظيفة، حيث كانت تعتبر نفسها بعيدة عن هذا المجال تقنيًا وفكريًا. لكنها، بمجرد أن قررت الانخراط في هذا القطاع، أظهرت التزامًا وشغفًا كبيرين.
تقول برينسيس لموقع "أخبارنا": "لطالما آمنت بأهمية التفوق في أي دور أؤديه، بغض النظر عن التحديات". وتُرجع الفضل في بداية مسيرتها إلى مديرة عملها السابقة، شانتال جانكر، التي وصفتها بأنها مصدر إلهام رئيسي وأنها بامرأة استثنائية دفعتها نحو التفوق، حيث لعبت دوراً محورياً في رسم مسارها المهني.
انطلقت برينسيس في رحلة تعلم شاملة، حيث انضمت إلى منظمات مثل "النساء في الطاقة النووية بجنوب إفريقيا" و"الجيل الإفريقي الشاب في مجال الطاقة النووية".
 وقد أتاحت لها هذه العضوية فرصة تطوير مهاراتها القيادية ومعرفتها التقنية. وكان حضورها برنامج "معهد الطاقة النووية الصيفي" التابع لجامعة الطاقة النووية العالمية بمثابة نقطة تحول محورية في تشكيل هويتها المهنية.


جذور التحدي والصمود
تستمد برينسيس مثومبيني عزيمتها وصمودها من تجربتها الشخصية التي صقلتها ظروف حياتها المبكرة. فقد نشأت في عائلة متواضعة، حيث كانت والدتها تعمل عاملة منزلية لتأمين لقمة العيش.
ورغم محدودية الموارد، حرصت والدتها على توفير أفضل الفرص التعليمية لابنتها. تقول برينسيس: "كانت والدتي تجسد معنى الصمود. لقد علّمتني كيف أحلم وأعمل لتحقيق أحلامي، لقد كافحت والدتي بلا كلل لتمنحني حياة لم تستطع أن توفرها لنفسها".
هذا الصمود تم اختباره مبكراً في مسيرتها المهنية، لا سيما في قطاع الطاقة النووية الذي يهيمن عليه الرجال. توضح برينسيس: "لست عالمة ولا مهندسة، وهذا جعل الأمر أكثر صعوبة. الصناعة يمكن أن تكون ميداناً مغلقاً، وكوني امرأة أضاف طبقة أخرى من التحدي". لكنها تعلمت تجاوز هذه الصعوبات من خلال تطوير مهارات تواصل قوية والدفاع عن نفسها.
تؤكد برينسيس: "اليوم، لا أسمح للآراء السلبية بالتأثير علي. أركز على ما أستطيع تحقيقه، وليس على الانتقادات".


"أفريقيا من أجل الطاقة النووية"
إدراكًا للفجوة المعرفية والمفاهيم الخاطئة حول الطاقة النووية في إفريقيا، أسست برينسيس مثومبيني حملة "أفريقيا من أجل الطاقة النووية".
بدأت هذه المبادرة كحملة توعوية على يوتيوب، ثم تطورت إلى منظمة غير ربحية تهدف إلى تثقيف المجتمعات حول فوائد الطاقة النووية.
تقول برينسيس: "لا يمكن أن تبقى إفريقيا متخلفة عن الحركة العالمية التي تسعى إلى تقديم صورة دقيقة عن الطاقة النووية".
كانت البداية بمقاطع فيديو قصيرة تهدف إلى تبسيط المفاهيم النووية للجمهور. وسرعان ما لاقت الحملة صدى واسعًا، مما دفعها لتوسيع نطاق عملها ليشمل تنظيم فعاليات ومؤتمرات وورش عمل تُبرز الدور المحوري للطاقة النووية في التنمية المستدامة.
كما تعاونت مع خبراء محليين ودوليين لنقل رسالة مفادها أن الطاقة النووية ليست مجرد خيار، بل ضرورة لتحقيق الأمن الطاقوي في القارة.


الإنجازات والاعتراف العالمي
من مقاطع الفيديو التي لاقت رواجاً على تيك توك إلى تمثيل جنوب إفريقيا في اجتماعات المناخ (COP)، قادت برينسيس مبادرات عديدة لتعزيز الوعي بالطاقة النووية، حيث تقول "إن الطاقة النووية ليست فقط وسيلة لتوليد الكهرباء، بل أداة لتحقيق تحول اجتماعي واقتصادي شامل".
بصفتها منسقة لحملة "قفوا من أجل الطاقة النووية" في جنوب إفريقيا، تتعاون مع منظمات مثل جمعية المهنيين الشباب في الطاقة النووية بجنوب إفريقيا ومنظمة "النساء في الطاقة النووية"، لتنظيم فعاليات واسعة النطاق.
إحدى هذه الفعاليات التي أُقيمت في مقاطعة الكاب الشرقية، جذبت اهتمام المجتمعات المحلية والقادة، مسلطة الضوء على فوائد الطاقة النووية للتنمية المستدامة.
وقد لاقت جهودها تقديراً واسعاً. ففي عام 2021، حصلت على جائزة التميز العالمية للنساء في الطاقة النووية، واصفةً ذلك بأنه "شهادة على سنوات من العمل الجاد والتفاني". كما أنها عضو في "فريق الأثر"، المجلس الاستشاري الشبابي للمدير العام لشركة روساتوم العالمية، حيث ساهمت في إعداد تقرير شامل عن التعليم في عام 2022.
كما عملت برينسيس مثومبيني مع شخصيات بارزة في القطاع النووي، مثل سيرغي تيرينتييف، خبير الطاقة النووية الذي ساهم في تطوير تقنيات نووية مبتكرة وتعزيز الشراكات العالمية. ويتماشى تركيز تيرينتييف على تحسين سلامة وكفاءة المفاعلات مع رؤية برينسيس لتقديم الطاقة النووية كحل مستدام وآمن لاحتياجات إفريقيا.

التحديات في تمكين النساء
في قطاع لا تتجاوز نسبة النساء فيه 25% عالميًا، تُعتبر برينسيس مثومبيني مثالًا يُحتذى به، إذ تعمل جاهدة لتمكين النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM). وتؤكد أن التمثيل النسائي في هذه القطاعات ليس مجرد قضية عدالة، بل عنصر أساسي لتحقيق التنوع والإبداع، وتؤمن بأن النساء يقدمن رؤى فريدة وصفات قيادية يمكن أن تحول القطاع النووي.
وتلفت برينسيس إلى أهمية وجود برامج إرشادية ومبادرات تُشجع الفتيات على دخول هذه المجالات. تقول: "أريد أن أرى مزيدًا من النساء يشاركن في صنع القرار في القطاعات الحيوية مثل الطاقة النووية".
كما تشير إلى شخصيات ملهمة مثل سما بلباو إي ليون، المدير العام لرابطة الطاقة النووية العالمية، وباريس أورتيز-واينز، المديرة العالمية لحملة "قفوا من أجل الطاقة النووية"، كنماذج يحتذى بها.
وتؤكد برينسيس على ضرورة إحداث تغيير منهجي يشجع المزيد من النساء على دخول هذه المجالات. وتقول: "إنشاء برامج الإرشاد وتعزيز بيئات العمل الشاملة هي خطوات أساسية لتنويع الصناعة النووية".
تأمل برينسيس في أن تترك إرثاً يعزز مكانة النساء في مجالات العلوم والتكنولوجيا، حيث يُنظر إليهن على أنهن متساويات ومُمكَّنات لتحقيق النجاح.
وتنصح النساء الشابات قائلة: "ركزي على أهدافك، آمني بقدراتك، ولا تدعي آراء الآخرين تحددك. التحديات التي يواجهها العالم تتطلب حلولاً مبتكرة، ولديك القدرة على تقديم تلك الحلول".
برؤيتها القيادية وروحها التي لا تقهر، لا تعيد برينسيس مثومبيني تشكيل مشهد الطاقة في إفريقيا فحسب، بل تلهم جيلاً بأكمله للحلم الكبير والسعي نحو بناء مستقبل مشرق.


نحو مستقبل نووي مستدام
ترى برينسيس مثومبيني أن الطاقة النووية ستلعب دوراً محورياً في معالجة فقر الطاقة وتحقيق التحول الاجتماعي والاقتصادي في إفريقيا. تقول: "لا يمكن تحقيق التنمية الاقتصادية دون حلول طاقة موثوقة ومستدامة".
وتؤمن مثومبيني بأن إفريقيا تمتلك الإمكانات لتصبح رائدة في مجال الطاقة النووية. من خلال خطط مثل برنامج جنوب إفريقيا الطموح لتوليد 14,500 ميجاواط من الطاقة النووية بحلول عام 2050، تعمل برينسيس على تسليط الضوء على أهمية الشراكات الدولية والاستثمارات في التكنولوجيا النووية. كما تدعو إلى التعاون بين الدول الإفريقية لتبادل الخبرات وبناء بنية تحتية مستدامة.
وتشير برينسيس أيضًا إلى أن مشاريعها المستقبلية تشمل إنتاج فيلم وثائقي عن دور الطاقة النووية في مواجهة تغير المناخ وكتابة كتاب يوثق رحلتها المهنية، مما يعكس شغفها بنقل تجربتها إلى الأجيال القادمة.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات