أخبارنا المغربية ـ وكالات
وجد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه عاجزًا عن الوفاء بتعهده بإنهاء الحرب في أوكرانيا خلال يوم واحد، وهو الوعد الذي أثار اهتمامًا واسعًا خلال حملته الانتخابية، بعد مضي 24 ساعة على توليه مهام منصبه.
وفي الوقت الذي اعتبر فيه كثيرون هذا الوعد مبالغًا فيه، أكدت إدارة ترامب أن إنهاء النزاع لا يزال هدفًا ممكن التحقيق، وفقًا لما نقلته مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" كشف أن المبعوث الخاص للرئيس ترامب بشأن الأزمة الروسية الأوكرانية، الجنرال المتقاعد كيث كيلوغ، تم تكليفه بمهمة إنهاء الحرب خلال 100 يوم. وتشمل خطته وقف إطلاق النار وتجميد خطوط القتال الحالية، مع رفع جزئي للعقوبات عن روسيا وتأجيل عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
كما تضمنت الخطة تقديم دعم عسكري إضافي لكييف، في حال رفضت موسكو التفاوض. إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن الإطار الزمني المقترح يبدو طموحًا بشكل مفرط، مشيرة إلى غياب أي بوادر تعاون روسي مع هذه المبادرة.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن انفتاحه على الحوار مع الإدارة الأمريكية الجديدة، لكنه أكد رفض أي هدنة مؤقتة قد تُستغل لإعادة تسليح القوات الأوكرانية. من جهة أخرى، تصر موسكو على اعتراف كييف بمكاسبها الميدانية وضمان حيادها، وهو ما ترفضه أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون.
ويرى خبراء مثل فوك فوكسانوفيتش، الباحث بمعهد LSE IDEAS، أن إنهاء نزاع بهذا التعقيد في مدة قصيرة أمر غير واقعي، مشيرًا إلى احتمالية تصعيد روسيا لتحركاتها العسكرية إذا لم تُلبَّ مطالبها.
فيما تأمل كييف في الحصول على ضمانات أمنية قوية، شدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على أن أي محادثات سلام تتطلب تنازلات متبادلة من الطرفين.
أما صحيفة "وول ستريت جورنال"، فقد ذكرت أن التوقعات بإنهاء الحرب خلال 100 يوم تبدو بعيدة عن الواقع، مشيرة إلى أن الروس، على وجه الخصوص، لا يثقون في نجاح هذه الجهود.
وفي سياق متصل، علّق المحلل البريطاني جون سيمبسون بسخرية: "مرّ يوم على تنصيب ترامب. ألم يكن من المفترض أن تنتهي الحرب في أوكرانيا الآن؟ بالكاد تم ذكرها."
بينما لا تزال الخطط الأمريكية تتكشف، تتزايد التحديات التي تواجه "الوعد الأول" للرئيس ترامب، في ظل تعقيدات المشهد السياسي والميداني للأزمة الأوكرانية.