أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
في خضم الأحداث المتسارعة التي تعصف بقطاع غزة، ومع تصاعد حالة الغضب الشعبي إزاء تداعيات الحرب المستمرة، خرج وجهاء ومخاتير مدينة بيت لاهيا شمال القطاع ببيان يضع النقاط على الحروف فيما يتعلق بالاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها بعض المناطق، والتي قالت أنه تم توظيفها إعلاميا في سياقات سياسية متباينة.
وأكد البيان الذي حمل نبرة حازمة وواضحة، على مشروعية المطالب الشعبية بوقف الحرب الإسرائيلية التي وصفها بـ"حرب الإبادة" المدعومة أمريكيا، مشددا على أن المسيرات التي خرجت كانت عفوية وتعكس معاناة السكان من ويلات العدوان والحصار، كما طالب الموقعون عليه المجتمع الدولي بزيادة الضغط على إسرائيل من أجل وقف نزيف الدم، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة، خاصة في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها القطاع، حيث تفاقمت المجاعة، وانهارت المنظومة الصحية تحت وطأة القصف الإسرائيلي المتواصل.
ولم يكتف البيان بتأكيد مشروعية هذه المطالب، بل ذهب إلى نفي قاطع لأي استغلال سياسي لهذه التحركات الشعبية، ورفض محاولات بعض الجهات توظيفها في معارك داخلية، حيث شدد البيان على أن هذه المسيرات ليست بأي حال من الأحوال خروجا على الصف الوطني، ولا يمكن السماح بتحويلها إلى منصة لـ"المناكفات السياسية"، في إشارة واضحة إلى التقارير التي تحدثت عن شعارات مناهضة لحركة حماس.
وفي موقف لافت، شدد الوجهاء والمخاتير على أن بيت لاهيا كانت وستظل "خزانا ثوريا لا ينضب"، وأنها لا تقبل أن يتم استغلال مطالب شعبها العادلة من قبل "الطابور الخامس" أو عناصر مندسة، تهدف إلى "عرض صورة كاذبة عن الحالة الوطنية"، حيث لم يخف البيان موقفه الحاسم في دعم المقاومة الفلسطينية، إذ أكد بوضوح أن المدينة بأهلها ووجهائها تقف "في صف المقاومة الفلسطينية المشروعة"، وترفض "المحاولات الخيانية" التي تسعى لفصلها عن المجموع الفلسطيني، أو تصويرها كجزء منفصل عن الحالة الثورية العامة.
ويأتي هذا البيان في وقت حساس، حيث تشهد غزة واحدة من أكثر المراحل دموية في تاريخها، وسط معاناة إنسانية غير مسبوقة، وتزايد الدعوات لوقف الحرب التي خلفت عشرات الآلاف من الضحايا، كما يعكس حالة التوتر المتزايدة بين الحراك الشعبي وحسابات الفصائل السياسية، حيث تحاول كل جهة رسم المشهد وفق رؤيتها الخاصة، في ظل واقع معقد يصعب فيه الفصل بين الاحتجاج العفوي والتوظيف السياسي.
ورغم تصاعد الغضب الشعبي من تداعيات الحرب، إلا أن الموقف الذي تبناه وجهاء ومخاتير بيت لاهيا يعكس حرصا على إبقاء المعركة ضمن إطارها الوطني، بعيدا عن أي استقطاب داخلي، وهو ما يجعل هذا البيان ذا دلالة سياسية عميقة، قد تؤثر على المشهد العام في القطاع خلال الأيام القادمة.
عزيز
الكلمة للشعب
القرار والكلمة يجب أن تكون للشعوب وليس للوجهاء والمخاتير !!?