أخبارنا المغربية ـ ع أبو الفتوح
في مشهد غير مألوف، استقبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، في خطوة تثير العديد من التساؤلات حول طبيعة السياسة الجزائرية، التي لا تتوقف عن تقديم نفسها في كل مرة بطريقة محيرة. الكابرانات الذين كانوا في وقت مضى يرفعون شعارات العداء والتصعيد ضد فرنسا، وجدوا أنفسهم اليوم في موقف "التهليل" لهذا الضيف الدبلوماسي، رغم أن العرف الدبلوماسي كان يقتضي أن يقوم بهذا الدور وزير الخارجية الجزائري، وليس الرئيس نفسه!
تبون الذي خرج لاستقبال وزير الخارجية الفرنسي شخصيًا، بدا وكأنه في مهمة لاستعراض "الانفتاح الدبلوماسي"، وهو ما يثير السخرية بالنظر إلى تصريحات المسؤولين الجزائريين التي كانت تنضح بالعدائية تجاه باريس. فالجزائر نفسها، التي كانت تغلق أبوابها أمام أي تعاون مع فرنسا، تفتح اليوم هذه الأبواب على مصراعيها، مع التركيز على ملفات حساسة مثل الأمن، الهجرة، والذاكرة التاريخية.
ومن الواضح أن الجزائر كانت تأمل في أن تبقى بعيدة عن أي تدخلات فرنسية في شؤونها الداخلية، لكن باريس لم تتردد في إظهار صرامتها تجاه "صبيانيات" نظام الكابرانات، خاصة مع تزايد انتقاداتها لحقوق الإنسان وملف الذاكرة. وعندما بدأت فرنسا ترفع من حدة لهجتها تجاه الجزائر، أدرك الكابرانات أنهم بحاجة إلى "تهدئة الأجواء" مع باريس.
ويبدو أن نظام شنقريحة حاول تفادي الاستراتيجية "البليدة" التي سلكها مع إسبانيا، بسبب موقفها من قضية الصحراء المغربية، والتي أدت إلى إحداث شقاق اقتصادي ودبلوماسي طال فترة طويلة، لذا سارع إلى إرضاء "ماما" فرنسا رغم أنه لم يمر على اعترافها بمغربية الصحراء سوى أشهر قليلة.
واليوم، يُنظر إلى هذه الخطوات الدبلوماسية الغريبة وكأنها جزء من لعبة "العداء الأبدي" تجاه المغرب، الذي يُعد محورًا أساسيًا في العديد من قرارات الجزائر الدولية.
من الواضح أن الجزائر تواصل سياسة "المواقف المتناقضة"، حيث تجد نفسها في حالة ارتباك سياسي دائم. فبدلاً من أن تعمل على بناء علاقات استراتيجية متينة مع دول المنطقة، تُظهر الجزائر مرة أخرى أنها تفتقر إلى البوصلة السياسية، وتدير ملفها الدبلوماسي بطريقة أقرب إلى "الهبل السياسي" منها إلى الحكمة أو النضج الدبلوماسي.
Auxerre
ذاكرة عالمية
زيارة وزير خارجية فرنسا الى الجزائر واستقباله من طرف تبون سيصبح هدا اليوم عيدا وطنيا وسيتم تخليده كل سنة بالجزائر