حسن مبارك اسبايس
أخبارنا المغربية
بلغت درجة التخبط في الموقف الرسمي لنظام الجنرالات في الجارة الجزائر ذروتها هذه الأيام، في توقيت تنشغل فيه الأوساط الشعبية للبلدين الشقيقين والجارين، رغم أنف كل طرف، بمباراة الديربي المغاربي في مراكش السبت المقبل برسم تصفيات أمم أفريقيا 2012، والتي يتمنى كل طرف حصد نقاطها لكن قبل ذلك كله عدم إخراجها عن إطارها الكروي والتحلي بالروح الرياضية التي يجيدها العامة من الشعبين ولا تعرف طريقا إلى فكر وثقافة جنرالات الجيش وموظفيهم في السلطة الجزائرية.
التخبط الدبلوماسي الجزائري، أو لنقل التخبط السياسي الجزائري عبر عنه الوزير الأول أحمد أويحيى المعروف بين الأوساط الشعبية الجزائرية بأنه" رجل المهمات القذرة" وهو لعمري كذلك عندما تأكد بنفسي وأنا أستمع إلى مؤتمره الصحفي الذي اتهم فيه ما أسماه "باللوبي المغربي الرسمي" بالتشويش على سمعة الجزائر في واشنطن وإقناع المسؤولين الأميركيين في البيت الأبيض بأن الجزائر تدعم نظام " الأخ القائد ملك ملوك أفريقيا" بإرسال ميليشيا ومرتزقة لضرب الثوار في ليبيا!!
ولعل أبسط متتبع، ولا أعرف أحدا لا يتابع ولا يتحدث عما يجري في ليبيا وغيرها، يدرك تماما أن أميركا، مواطنين ومسؤولين، لا يحتاجون " لوبيا" مغربيا ولا أي عناء سفر للطيب الفاسي وموظفي وزارته من الرباط إلى واشنطن لمعرفة الحقيقة. والكل يعلم وعلى رأسهم " رجل المهمات القذرة في النظام الجزائري" أويحيى أن وكالات ومحطات تلفزيونية وصحف ومجلات ومواقع إلكترونية وغيرها تحدث بما فيه الكفاية عن هذا
الدعم المقدم من النظام الجزائري وليس الشعب الجزائري لنظام القذافي في ليبيا ضد الثوار، وأنه من الغباء التحدث عن أن" اللوبي المغربي" كما قال هو من تولى نقل المعلومة إلى واشنطن! فأي إفلاس هذا لنظام يتحدث الرجل الثاني فيه في هرم السلطة شكليا، على اعتبار أن لا الرئيس ولا الوزير الأول يحكمان بهواهما بل جنرالات الجيش.
ولعل من بعض إيجابيات الدبلوماسية المغربية في الآونة الأخيرة أنها غالبا ما تضع نظام الجار الشرقي في موقف المدافع المفلس الذي لا يجد مبررات واضحة فيلجأ لتبريرات لا تنطوي على تلامذة الصف الأول ابتدائي؛ ذلك أن المبادرات المغربية المتكررة الداعية لفتح الحدود وتطبيع واسع للعلاقات مع الجزائر غالبا ما تربك حسابات النظام الجزائري المتشنج بسبب نواياه المبيتة ضد وحدة المغرب الترابية فيلجأ لمبررات واهية.
وقد اعترف أويحيى، وهو ليس في حاجة ليعترف لأن الأمر أصبح من الثوابت منذ بروز قضية الصحراء المغربية إلى الواجهة منتصف السبعينات من القرن الماضي، "أن لا مشكلة مع الأشقاء في المغرب اللهم خلاف وجهات النظر بشأن الصحراء الغربية"، ونحن نقول أن لا مشكلة لنا مع أشقائنا من الشعب الجزائري إلا في مسألة تدخل نظام جنرالاتهم في قضيتنا الوطنية الأولى واحتوائهم وتمويلهم لعصابة البوليساريو وزعيمها الخائن المدعو محمد عبد العزيز المراكشي.
وأقول لرجل "المهمات القذرة" بدلا من الانشغال بالشأن المغربي وصرف المبالغ الطائلة ضد قضيته الوطنية العادلة، وفر المال العام الجزائري للشعب الجزائري المقهور الذي عرفك على حقيقتك في تولي تنفيذ "القرارات النتنة" حينما لقبك بهذا اللقب وبرجل" المجاري المائية( الزيقوات)"، أما حديثك عن المبادلات التجارية والأرقام فبلدك بحاجة ماسة للسلع المغربية وليس "الكونتربوند" كما حاول هو تمرير رسالته المبيتة في مؤتمره الصحفي، وأنه في إحدى الدراسات التي أنجزت خلال فتح الحدود سابقا تأكد أن مقابل كل مغربي واحد يعبر الحدود إلى الجزائر يعبر 100 جزائري إلى الجهة الأخرى، ونحن نرحب بإخواننا لكن لا نرحب بسياسة وحقد من يحكمهم.
ختاما أتمنى أن تسود الصورة الراقية للشعبين الشقيقين من المواطنين الشرفاء والروح الرياضية العالية في مباراة السبت التي لا تعدو كونها مباراة كرة قدم تبدا بصافرة الحكم وتنهي بها وأن يكون الفوز حليف الأفضل وأن تكون المباراة رسالة حب وإخاء بين الشعبين خلافا لما يسعى له رجل المهمات القذرة ومن وراءه. وديما مغرب الأحرار.
همسة:
تابعت بقلق ما تحاول شرذمة من السياسويين من يسار وغيره من زعزعة استقرار وأمن المغرب المحسود على أمنه وموقعه المتميز، ونقل مظاهراتهم الرتيبة إلى أحياء شعبية كحي سباتة( شارع الشجر) لفتح الباب للفوضى واستغلال بساطة الناس في الأحياء الشعبية وتوقيف حال تجارتهم، لهؤلاء وقبلهم للأولائك لا تنجرفوا وراء الفوضى وحافظوا على بلدنا الموحد والمستقر وأن هؤلاء اليائسون يريدون زرع الفتنة وإيقاد نارها فلنكن حذرين فالإصلاحات آتية لا محال ليس بالثورات والفوضى والدماء ولكن لأن العالم يتغير بسرعة ولا أحد سيظل خارج الركب. كلنا نريد الإصلاح ولكنه لا يأتي بين عشية وضحى لا بد من إعطاء بعض الوقت. فاستقرار المغرب في هذه المرحلة بالذات التي تغلي فيها المنطقة العربية كلها لا يمكن إلا أن يجلب النفع والخير من استثمارات وسياحة وتقدم وازدها فالله الله في البلد يا من يبحثون عن الأضواء والشهرة.
عدو الوضيع
هناك بعض الامور التي يجب ان يعلمها الاخ المغربي اهمهاالجزائر دولة الشعب وليس دولةالجنرالات2لابد من ان الشعب الصحراوي ان ينال حقه المشروع فيالتحرر3