وكالات
صوّر فتى قضى في حادثة العبارة الكورية، آخر لحظات إبحارها قبل أن تلقى مصيرها المشؤوم، بوساطة هاتفه الذي بدت ذاكرته سليمة، وكشفت مشاعر متناقضة لدى الركاب بين ارتباك وهزل ناتجين من عدم استيعاب ما يجري، كما أظهرت القبطان مهرولًا كي ينجو بنفسه.
قبطان العبارة الكورية الغارقة يهرول من على متن السفينة ليترك خلفه المئات يواجهون الموت، هكذا ظهر قبطان العبارة الكورية المنكوبة في فيديو أثار غضب كوريا الجنوبية، وانتشر في أنحاء العالم كافة، والأشخاص الذين أنقذوه قالوا إنه لم تكن لديهم أدنى فكرة بأنه قبطان العبارة.
وعرضت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، تقريرًا مصورًا وفيديو لقبطان السفينة الكورية الغارقة، لي جون سيوك، 68 عامًا، وهو يجلس في قارب نجاة بملابسه الداخلية. وقالت الصحيفة إن القبطان و14 من أفراد الطاقم اتهموا بالتقصير وعدم مساعدة الركاب.
فيديو آخر عرضته الصحيفة يظهر بعض الأشخاص على متن العبارة أثناء غرقها، وتسمع أصوات تقول: "هل تعتقد أنني سأموت فعلًا؟ ما الذي يحدث؟". وذكرت الصحيفة أن عدد القتلى 188 شخصًا، إضافة إلى 114 آخرين في عداد المفقودين. وفي الوقت نفسه، اعتقلت السلطات 3 أشخاص، بعد اتهامهم بتدمير الأدلة المتعلقة بالكارثة، وداهم المحققون مكتب خفر السواحل للكشف عن مكالمات الطوارئ، حسب ما جاء في الصحيفة.
وبات جميع عناصر طاقم العبارة، التي غرقت مقابل سواحل كوريا الجنوبية، السبت، قيد التوقيف.. بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية الكورية. وأُوقف قبطان سيوول، "لي جون- سيوك" وعشرة آخرون من أفراد الطاقم بتهم عدة، خاصة الاستهتار والتخلي عن الركاب. وأثار سلوك طاقم العبارة الكثير من الانتقادات، ولا سيما من رئيسة كوريا الجنوبية.
هذا وأعلنت السلطات الكورية الجنوبية تعليق أعمال البحث عن جثث بسبب سوء الأحوال الجوية. وصرحت الرئيسة بارك غون-هاي أن "أعمال قبطان وعدد من عناصر الطاقم غير مفهومة على الإطلاق، وغير مقبولة وتوازي القتل".
وصباح كل يوم تتجمع عائلات المفقودين في ميناء جيندو الجزيرة القريبة من مكان وقوع الكارثة، وينتظرون وصول الجثث التي تنقلها زوارق الى الشاطئ. ويكاد الكوريون الجنوبيون لا يصدقون أن كارثة بهذا الحجم يمكن أن تقع في بلادهم. وأعرب الأهالي والصحافة والرأي العام عن غضبهم وألمهم في انتقادات عنيفة موجّهة إلى السلطات عمومًا: الحكومة وخفر السواحل وفرق الإغاثة والشركة المالكة للعبارة.
"واو إنها تنحدر. نحن نميل إلى هذا الجانب. لا نستطيع الحركة. هل تعتقد أننا سنموت؟، ماذا يجري"، هذه أجزاء من مقاطع صوتية ، أخذت من فيديو صوّره أحد الركاب، الذين كانوا على متن السفينة الكورية عندما بدأت بالغرق، في جنوب شرق شاطئ كوريا الجنوبية في 16 أبريل/ نيسان الماضي.
مراهق من ركاب العبارة صور هذه المقاطع للحظات اليائسة على هاتفه الخليوي، بحسب ما أوردت شبكة JTBC، التلفزيونية الوطنية الكورية الجنوبية، وقد أعطى والد الفتى الصور للشبكة بعدما انتشلت السلطات جثة ولده ووجدت هاتفه. وكانت ذاكرة الهاتف سليمة بحسب ما ذكرت الشبكة.
وقد حصلت CNN، على 3 دقائق من الصوت المصاحب للفيديو، ضمن اتفاق تبادل، ويبدو أنها أول لمحة مؤكدة من داخل العبارة، التي كانت في طريقها من أنتشيون، الميناء الواقع غرب العاصمة سيوول، إلى منتجع جيجو في الجزيرة الواقعة إلى الجنوب من شواطئ كوريا الجنوبية.
والد الصبي الذي صوّر مقاطع الفيديو قال بأسى يعتصره وهو يناجي ابنه "لقد كنت يا بني في مكان مظلم وبارد"، قالها وهو يبكي حين قرأها من JTBC، "كم كنت تشعر بالبرد وخائفاً؟، إنني تأملت وصلّيت لكي تنجو، ولكن الأمور لم تجرِ على هذا النحو، ولدي، الآن حان الوقت لأقول لك وداعًا. وحان الوقت لكي تقول لي وداعًا، وبالنسبة إليّ، لكن دعني أتأمل أنني لن أتركك تمضي بعيداً، أرجو أن تسامحني. وداعًا".
من بين الأصوات الملتقطة في الفيديو "ماما، بابا، بابا، بابا! ماذا عن أخي الأصغر؟" قال أحدهم وهو يصرخ. وهناك صوت لبعضهم كان يسأل عن سترة نجاة. وسمع نداء من النظام الصوتي للسفينة يحذر الجميع بأن يبقوا في أماكنهم "لا تتحرك من موقعك الحالي الرجاء البقاء...".
البعض بدا مرتبكًا، وآخرون يتصرفون بطريقة هزلية، ما يوضح عدم فهمهم الكامل لخطورة ما يجري، أحد الأصوات كان حوارًا قال فيه أحدهم، "أعتقد أنها تهدأ"، ويعيد: "تعتقد أنها تهدأ؟".
"إنها تميل أكثر إلى جهة اليسار"، "أظن أنها أفضل مما كانت عليه سابقًا" ،"إنني أرتدي سترة النجاة"، "إني أرتدي واحدة.. كثيرًا.. حقيقة يجب أن أرتدي واحدة، كثير". بعضهم بدا يقدم المساعدة إلى البعض الآخر، وواحد يصرخ "هاي"، ثم يذكر أسماء أحد الذين ليست معهم سترة نجاة "نريد الحصول على واحدة!".
وفيما يمضي الفيديو، لا يبدو أن أحدًا كان يعلم حقيقة ما يجري "ماذا يفعل الكابتن؟" أحد الأشخاص يسأل، وبعدها يسمع صوت يقول، "يجب إبلاغنا بما يجري"، وحتى يوم الأحد كان الغواصون الذين ما زالوا يبحثون عن الركاب والطاقم، قد انتشلوا 188 جثة، ولا يزال هناك 114 مفقوداً، بعضهم ممن سمعت أصواتهم في الفيديو الذي انتشل سليمًا، وصاحبه لقي مصيره في المياه الباردة المظلمة في البحر الأصفر.