رئيس الحكومة يستعرض مظاهر صمود المغرب في وجه التقلبات الظرفية

مواطنون يطالبون المسؤولين بتزفيت الطرقات بتجزئة الآفاق بوجدة

هذا ما قاله سعيد شيبا مدرب الفتح الرباطي بعد الخسارة أمام الوداد

آيت منا فرحان بفوز الوداد على الفتح وكياخذ سيلفيات مع اللاعبين

الأعراس بالشرق.. تقاليد مغربية راسخة لم تنل منها السرقة الجزائرية

بطريقة غريبة... مشجعان يقتحمان أرضية ملعب البشير قبل مواجهة الوداد والفتح

الحل؟ ربما وزير أجنبي؟؟

الحل؟ ربما وزير أجنبي؟؟

 

زيادي عمر

تعاقد المغرب مع السيد غريتس مقابل عشرات الملايين وقبله مع العديد من المدربين الأجانب لتدريب المنتخب الوطني، و ذلك لأجل النهوض بمستوى كرة القدم المغربية و تحسين صورتنا دوليا وتلبية لشغف المواطن المغربي بالملاعب ، و حبه و غيرته على وطنه رغم العوز والبطالة والهموم .

ولان الدولة جربت أبناءها من المدربين فلم يبلغوا المرامي، و فشلوا- باستثناء بادو الزاكي طبعا - في أن يجدوا للمنتخب التركيبة التي تخلصه من كبوته و تخرجه من وحل الهزائم والتقهقر ، فإنها لجأت إلى الأجنبي دون تردد ولا خجل و بحثت عن الأفضل حيث ما كان، ولم تبخل عليه من مال و إقامة و مكافآت رغم الأزمة، و منحته مفاتيح لعبة تمثل الوطن و الشعب ، وكان شرطها الوحيد الفوز و التألق وإرضاء الجماهير التواقة إلى النصر والاستمتاع. حينها، كلما كانت النتائج مرضية وازددنا علوا في المراكز وارتفاعا في النقط ، احتضنا المدرب و احتفظنا به و أغدقنا عليه بالهدايا ثم أحبه المواطن الفقير و الغني، وأحبوا اللاعبين الذين اختارهم ووثق فيهم فاخلصوا له و امتثلوا لأوامره وتنافسوا على كسب رضاه ، و رضى المغاربة بكافة أطيافهم و فئاتهم.

و لأن اللاعبين أيضا هم مغاربة يحبون وطنهم و تنتابهم الغيرة عليه والحنين إلى رفعته و شموخه، فإنهم يبذلون كل ما في وسعهم لأجله ولا يتوانون في الدفاع عن لون القميص و راية البلاد خصوصا و غالبا تحت إمرة المدرب الأجنبي.

و إذا كان الحال كذلك في كرة القدم ، فان بعض الوزارات ظلت على حالها منذ عقود و لم يفلح كل من تعاقبوا عليها في إنجاح المخططات و إيجاد حلول لمشاغل الشباب اليومية من فقر و بطالة و سكن، ولم يستطيعوا الرفع من مستوى التعليم ولا التطبيب ولا الخدمات الاجتماعية، و لم يتمكنوا من تحسين ظروف العمال و لا الأجور ولا التقليص من الفوارق بين الطبقات و الوساطة والرشوة ،ولم يفكوا لغز السكن العشوائي ولا الهجرة السرية ولا الأمية والهدر المدرسي و الإدمان و الجريمة، ولا حتى العزوف عن الزواج ولا العديد من المشاكل التي يفترض أن يكون المغرب قد تجاوزها منذ أمد بعيد و أصبح من دونها في مصاف الدول الناجحة اقتصاديا و اجتماعيا وصناعيا.

منذ عقود تشابه الوزراء، و حملوا حقائب أفرغوها من محتواها و تركوا فيها عنوانا واحدا: العجز أو اللامبالاة. و لم يعترف احد منهم بفشله ولا قبل بمحاسبته أو معاقبته ولا ترك منصبه لمن هو أكفأ منه، بل اتهم كل منهم من سبقه ، و استهتروا بكل أنانية بتطلعات المواطن و همومه و راكموا الثروات ، و اقفلوا الطرق المؤدية إليهم حتى أصبح بينهم و بين الناس ما بين السماء و الأرض. و افلتوا من العقاب.

هكذا كثر الأشباح في المناصب و ارتفعت نسبة البطالة و نهبت أموال الدولة و تدهور التعليم وازداد الغني غنى فيما ظل الفقير فقيرا و عزف الناس عن الانتخاب لعل أحدا يفهمهم، فاستبدل الوزراء تلو الوزراء دون جدوى و مليء البرلمان وكثرت الأحزاب بلا معنى.

على منوال كرة القدم، يبدوا جليا انه بات بإمكاننا للخروج من هذه المأساة، و دون التفكير في الجانب الاستعماري، اللجوء إلى جلب وزراء أجانب أكفاء، و التعاقد معهم بشروط و أهداف محددة لإنقاذ بعض الوزارات وإصلاح ما فشل في إصلاحه أبناء هذا الوطن الغالي. فنستفيد من نزاهتهم و جديتهم و خبراتهم التي راكموها في بلدانهم ونتجنب العبث بمستقبلنا و أحلامنا و انتظاراتنا:و بذلك نستطيع مثلا التعاقد مع وزير للصحة من بريطانيا أو كندا، وأخر للتشغيل من الصين، وأخر للسكن و التكنولوجيا من اليابان. فهؤلاء على الأقل يعترفون بالفشل وينسحبون عند الخطأ و يقبلون المحاسبة و الجزاء.

بذلك نكون قد فعلنا الصواب لأجل تقدم بلدنا و رقيه ، تماما مثلما فعلنا مرارا في مجال الرياضة،لأن الفرق ربما بين هاته و تلك لا يبدو ذا أهمية بقدر ما النتائج المرضية هي الأهم.


عدد التعليقات (2 تعليق)

1

omar

احسنت اخي قولا.فالطاقات موجودة فعلا و لا تصل الى مكانتها.و قد امتعتنا بالحديث الشريف.فهل من معتبر؟

2011/10/27 - 06:00
2

نورالدين

بسم الله الرحمان الرحيم توالت الحكومات و الوزارات و تلونت بألوان عديدة بقي اللون الإسلامي الذي لم يحظى بهذه الفرصة و في الأخير نترك الفرصة لإخواننا الأجانب من أجل التسيير لنرى فوائد هؤلاء في التسيير و التنظير لأنه تطلق شائعة الاتباع للغرب لكن الحقيقة عكس ذلك فلا نحن قلدناهم و لا تركناهم يسيرون بسلام حيث صرنا كالغراب الذي حاول تقليد مشية الحمامة فلا هو أتقنها و لا هو أتقن مشيته نحن كذلك صرنا حائرين لا ندري ما نفعل. لكن العودة إلى الله هي الكفيلة بذلك . الله يــــــز يـــــــن البلاد

2011/10/27 - 12:57
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات