المهدي بل الفقيه
دون أي مقدمات و بلغة واضحة جدا كان تقرير كل من القناة الأولى و الثانية صريحا فيما يخص ملف عبد الفتاح السيسي و انقلابه على الرئيس الشرعي لمصرمحمد مرسي وكذا اغتصابه الصارخ لثورة 25 يناير، حيث سميت بالأشياء بمسمياتها و ان ما كان انقلابا فهو انقلاب وما كان انتخابات شرعية فهو شرعي ، ثم رد الاعتبار للثورة ولو انه كان متأخرا و تصحيح الخطأ الدبلوماسي للدولة المغربية ليست قوة الأشياء هي من فرضت نفسها الذي اضطرت معه كل من القناتين ان تغيرا من موقفهما ازاء شرعية ما فعله السيسي او عدمه ، هنا السؤال الذي يفرض نفسه و بقوة ماهي دوافع هذا التغير المفاجئ لموقف القناتين ؟
هناك عدة فرضيات يمكن اعتمادها كسبب مباشر :
الأولي و هي الاقرب الى ان تكون السبب الرئيسي و المتلثلة في الزيارة التي قام بها عبد الفتاح السيسي للجارة الجزائر الذي بعتبر تهديد ضمنيا لقضية الصحراء، و نحن نعلم مسبقا مغازلات الجزائر لمصر من أجل كسب تأييد الاخيرة لقضية البوليساريو
الثانية، الهجوم الاعلامي المصري المتكرر على المغرب و في عدة مناسبات حساسة دون اي اعتذار من الجهات الرسمية، و الذي يمرر بذلك عدة رسائل ضعيفة التشفير
ماذا يمكن ان نستنتج من هذاالتغير الذي جاء بعد سنة ؟
هناك جواب واحد على هذا السؤال، انه لم يعد ذاك الاتفاق الذي ابرم بطريقة غير رسمية فيما بتعلق بالصحراء، وهنا يمرر المغرب رسالة واضحة الى باقي الدول عن طريق موقفه مع مصر انه لا مزايدات حول قضية الصحراء، و ان اي ذرة من التهديد فإن المغرب مستعد للهجوم بطريقته التي يجدها مناسبة.
ولكن الأكثر من ذالك سيستفاذ من هاته الواقعة ان جل الأمور تسير وفق منطق تبادل المصالح لا أكثر .